شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور حامد الرفاعي ))
ثم تحدث الدكتور حامد الرفاعي فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد:
- أيها الأحباب.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
- الشكر مكرور ومؤكد لصاحب الاثنينية على هذا اللقاء الطيب المبارك، وعلى استضافة شيخنا وأستاذنا الأستاذ الكبير الشيخ يوسف القرضاوي؛ كما تفضل أخي الأستاذ الشيباني حيث قال: لم يترك الأخوة المتحدثون لنا شيئاً نقوله.. ولو أن محيط القرضاوي كبير، ولكن الإبحار فيه كذلك صعب وشاق، وسأحاول أن أسبح على الشط شيئاً ما لعلي أقول كلمات.
- أيها الأحباب: أحسب أن أزمة أمتنا اليوم هي أزمة فكرية، وأنَّ التحدي الكبير بين يدي هذه الأزمة، هو اضطراب المفاهيم والتصورات عند بعضنا، وهو يتعامل مع مبادئ وقيم الإِسلام، أو منهج الإِسلام العظيم؛ وأحسب أنَّ مبعث هذا الاضطراب - اضطراب التصورات والمفاهيم - إنما يعود لاختلال جدلية العلاقة بين الثابت والمتغير، أو المقيد والممكن في منهج الإِسلام؛ وهذا الاختلال في جدلية العلاقة بين المتغير والثابت أفرز ظاهرة نكدة، أُسميها: ظاهرة الصراع النكد بين فقه تدين الأفراد وفقه تدين الدولة؛ وأحسب أنَّ هذه الظاهرة - ظاهرة التناقض النكد بين فقه تدين الأفراد، وفقه تدين الدولة - هو مبعث الصراع الخطير والتآكل المفجع بين أبناء مجتمعاتنا العربية والإِسلامية؛ وهذا التناقض النكد هو الَّذي يضع هذه الأمة في خارج مدار مسارها الحضاري الصحيح، وقد أخرجت لتكون خير أمة أخرجت للناس..
- ظاهرة أخرى أفرزتها ظاهرة التناقض النكد، أو التناقض الوهمي بين مفاهيم وتصورات التعامل مع منهج الإِسلام، هي ظاهرة تقييد التفاعل مع الآخر؛ وأعني الآخر غير المسلم، وهذا تعطيل للبعد العالمي لرسالة الإِسلام.
- وأنا عندما أضع هذه المقدمة البسيطة المتواضعة، لأقول وأؤكد أنَّ أستاذنا القرضاوي (حفظه الله، وبارك في عمره وعلمه) إنما هو صاحب مدرسة كبيرة في تأصيل منهجية وسطية واعتدال، أو منهجية اعتدال ووسطية منهج الإِسلام، وهذه المدرسة أحسبها هي التي ترشد اليوم مسيرة أمتنا، ويؤمل بأن تتسع دائرتها، وأن يكبر حجمها من أبناء هذه الأمة، لتعود هذه الأمة من جديد فتتبوأ موقع الوسطية بين الأمم، وتتبوأ مهمة الشهود الحضاري على الناس، في عالم يصرخ الناس من حولنا، وفي عالم يضطرب فيه الناس - جميعاً - باحثين عن نظام عادل ينعمون فيه بالأمن، والعدل، والاستقرار، والسلام؛ وأحسب أنَّ هذا المطلب لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وسطية الإِسلام، ومنهج الاعتدال في الإِسلام.
- الأستاذ القرضاوي قد خطا خطوات مؤصلة وفاعلة في هذا الميدان، تحدث عن فقه الموازنات، وتحدث عن فقه المصالح، وتحدث عن فقه الزكاة، وطرح نظرية اقتصادية إسلامية، أحسب أنها جديرة بأن تعالج قضية الإنسان في الأرض ككل؛ لئن كانت الحرب الباردة بالأمس تدور حول صراع التكنولوجيا النووية، والصراع حول تفوق المادة الضاربة الشاملة، فأحسب أنَّ الصراع القادم سوف يكون اقتصادياً وثقافياً، يوم يبرز - أو ينتدب - من هذه الأمة رجال من أمثال الأستاذ القرضاوي، ليقدموا للناس - جميعاً - ولأمتهم ابتداءاً تأصيلاً فكرياً، وتأصيلاً فقهياً لمنهج حياتهم فيما يخصهم، ولمنهج حياتهم مع الآخرين؛ ويقدم هذا الإِسلام كما ينبغي أن يقدم للآخرين، لكي يعملوا بهديه ورشده، لعلنا نكون - إن شاء الله تعالى - كما أراد الله لنا (سبحانه وتعالى) أمة راشدة رائدة، مهمتها أن تحمل هذا الهدى للعالمين، اقتداءاً بانتداب الله (سبحانه وتعالى) لرسوله (عليه الصلاة والسلام) إذ يقول: وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين وكذلك كما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعـالى: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً.
- هذه المعاني - أيها الأحباب - أردت أن أذكِّر بها، لعلي أطلب باسمكم - جميعاً - اليوم أن نسمع من أستاذنا الكبير، وشيخنا الجليل، وفقيهنا المؤزر - إن شاء الله تعالى - المزيد والجديد في ميادين التأصيل في فقه تأصيل منهجية الإِسلام في مجتمعاتنا، وفقه منهجية الإِسلام لبعث صحوة عالمية عادلة لتصحيح مسار الإنسان؛ أرجو أن يحقق لنا ذلك؛ وشكراً.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :772  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.