شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 42 ـ (1)
ومن الزوجات من قد ترى الاستخفاف بزوجها في حداثة الزواج لثراء أهلها.. أو لسبب آخر.. أسلوباً نفسياً يصطنعه البعض منهن مع الزوج للاستدراج.. فالتدريب عليه.. فالتعود.. فالتدجين.. وقد يبلع الزوج الطعم فيصبح للزوجة كما أرادت.. تابعاً مطواعاً لما توجهه إليه.. كما تشتهي وتريد دون مراعاة لرأيه.. أو محاباة لاتجاهاته.. دلدولاً كما يطلقون على أشباهه.. في التعبير البلدي..
على أن هذا الأسلوب من بعض الزوجات رد فعل عكسي إن كان الزوج من نمط غير النمط المقدر.. والمفروض.. أو إن كان من الصنف المكايد بطبعه ورد الفعل البالغ عادة ودائماً هو الضرة!..
والزوج في الحكاية اليوم هو محمد بن بشير الخارجي.. ويكنى أبا سليمان.. شاعر فصيح مطبوع من شعراء الدولة الأموية.. وهو ممن عاش التجربة الزوجية السابقة.. وخرج منها بنجاح.. وتقول الحكاية:
كان محمد بن بشير الخارجي من أهل المدينة.. وكانت له بنت عم سرية جميلة قد خطبها غير واحد من سروات قريش فلم ترضه.. فقال محمد بن بشير لأبيه.. زوجنيها.. فأجابه كيف أزوجكها وقد رد عمك عنها أشراف قريش.. فذهب إلى عمه بنفسه فخطبها إليه.. فوعده بذلك وقرب منه.. فمضى محمد إلى أبيه فأخبره فقال له.. ما أراه يفعل.. ثم عاوده فزوجه إياها..
حينذاك غضبت الفتاة وقالت لأبيها.. خطبني إليك أشراف قريش فرددتهم وقبلت زواجي من هذا الغلام الفقير.. فقال لها هو ابن عمك وأولى بك.. فلما بنى بها محمد ابن عمها جعلت تستخف به وتستخدمه.. وتبعثه في غنمها مرة.. وإلى نخلها مرة أخرى.. إلى غير ذلك.. فلما رأى أن ما تفعله معه إنما تريد به محق رجولته.. ومركزه كزوج.. أضمر في نفسه أشعارها بما يجب.. فقال شعراً في الموضوع.. ثم تخير الوقت المناسب.. فخلا على مقربة من الغرفة التي كانت بها.. وأخذ يترنم بالشعر.. يسمعها إياه دون أن تراه.. وكأنه لا يعلم أنها على مقربة منه.. ويقول:
تثاقلت إن كنت ابن عم نكحته
فملت وقد يشفى ذوو الرأي بالعذل
فإنك ألا تدركي بعض ما أرى
تنازعك أخرى.. كالقرينة في الحبل
تلزك ما استطاعت إذا كان قسمها
كقسمك حقاً.. في التلاد وفي البعل
متى تحمليها منكِ يوماً لحالة
فتتبعها.. تحملك منها على غل!
فما إن سمعت هذا التهديد المستور بابتلائه إياها بضرة لها.. حتى صلح حالها.. واحترمته كزوج.. لا كدلدول!
وتعميماً للفائدة فقد رأينا ترجمة الفصحى من الزميل الموقر إلى الشعبية في جوها البلدي المفهوم في الآتي:
لقد قريفتني في الحقيقة زوجتي
بدون لزوم للتسلط والأمر
تعال يميناً.. رح شمالاً.. ألا تقف
لقد جيت وخرى اليوم لازم تجي بدر
فقلت لها.. سمعاً إليك.. وطاعة
ولكن بلاش النز.. في الصبح في الظهر
فإن عشت مني يا ابنة العم هكذا
فسوف أسويها.. وحقك في الجهر
سأخطب بنتاً من بنات كدردش
أوطي لها كتفي.. وركبها ظهري
فما قصرت بنت الحلال.. ترهونت
وقالت.. على عيني.. فأنت مُنى عمري!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :925  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.