فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتب "مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية 1426هـ" > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل - الجزء الخامس - النثر > دهاليز وحكايات > - 39 -
ـ39 ـ (1) كان لأحد أصدقائنا القدامى.. بشبش الله عظامه في الجنة.. خادم أراه التعب أصنافاً.. والغلب أشكالاً.. وقد رأى.. فيما يراه التعبان الغلبان.. أن يخصصه لقضاء حوائج أفراد.. المركاز.. لتربيتهم على يديه حتى يقللوا من طلباتهم.. فكان له ما أراد.. فلا يكاد أحدهم يرسله في قضاء غرض بسيط حتى ينطلق للسوق الكبير بدلاً من سوق الندى تحرياً لشراء الأحسن.. ولكنه لا يعود إلا بعد أن يسأم صاحب الطلب في طلبه.. إلا أنه يعود مزوّداً بعدة أخبار.. إما عن مضاربة وقعت.. أو سرقة ضبطت.. أو وفاة حصلت.. فأطلقنا عليه.. البريد الطواف.. ولا ينتهي تعريف خيبته عند حد! هذا.. وإن للرسول الحاذق مكانة هامة يتحدث عنها مثلنا الشعبي المشهور بإيجاز.. بقوله.. أرسل رسول.. ولا ترسل فلوس.. كما يزكيها في براعة وحكمة الشاعر القديم القائل: إذا كنت في حاجة مرسلاً فأرسل.. لبيباً.. ولا توصه وإن يأب أمر عليك التوى فشاور.. حكيماً.. ولا تعصه وفي هذا الموضوع الخطير رغم تفاهته.. أو بساطته لدى النظرة العابرة حكاية قصيرة السياق.. عميقة المغزى.. تمثل صورة كاريكاتورية فيه.. تقول: كان لرجل غلام من أكسل وأخيب الناس.. فأرسله عمه يوماً ليشتري له عنباً وتيناً.. فأبطأ عليه.. حتى عيل صبره.. فقد نضج الطعام.. وجهزت المائدة.. ولم تبق إلا الفاكهة.. يرتقيها والمدعوون .. بفارغ الصبر.. وأخيراً جاء الغلام بالعنب وحده ولم يأت بالتين.. فضربه الرجل ضرباً مبرحاً أفرغ فيه كل غضبه وثورة أعصابه.. ثم توجه إليه بالنصيحة التالية لاتخاذها قانوناً وشعاراً مرعيين باستمرار.. وقال: ينبغي عليك أن تلاحظ أنه إذا استقضيتك حاجة في مرة ثانية أن تقضي حاجتين.. بدلاً من أن تفعل كما فعلت اليوم.. ومر حين من الزمن طويل.. ثم مرض الرجل.. فأمر غلامه أن يذهب ليأتيه بطبيب يرى ما به.. فغاب الغلام مدة طويلة.. ثم جاء بالطبيب.. ولكن معه رجل آخر.. فسأل العم غلامه عن الشخص الثاني الذي أتى به مع الطبيب من يكون؟!.. فأجابه: أنسيت؟! أما ضربتني من قبل.. وأمرتني أن أقضي لك حاجتين في حاجة.. قال.. وماذا عملت .. قال.. لقد جئتك بالطبيب ومعه من رأيت.. فإن شفاك الله تعالى كان بها.. وإلا فسوف يحفر هذا لك قبرك.. فهذا الطبيب.. وذلك حفار القبور! * * *   [1] المصدر: جريدة عكاظ 27/10/1387هـ ـ 27/1/1968م.
طباعة تعليق  القراءات :891  التعليقات :0
صفحة 92 من 113

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج