شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 37 ـ (1)
والحكاية اليوم ـ هدية طيبة من أب ثاب إلى رشده بعد أن عرف بالتصريح ما لم يعرفه بالتلميح.. ومن أم صابرة مطيعة لزوجها.. ومن بنات طيبات.. وترد في مجالها صورة ناطقة عن تعطيل الآباء تزويج بناتهن.. دون مبرر.. وعن صبر الأمهات لا يجدي.. وعن كشف البنات أخيراً عن رغبتهن في الزواج.
وصاحبها شاعر فارس من قدماء الشعراء في الجاهلية وله غارات كثيرة في العرب ووقائع مشهورة.. وهو حرثان بن الحارث الشهير بذي الأصبع العدواني.. وتقول:
كان لذي الأصبع أربع بنات.. وكن يخطبن إليه فيعرض ذلك.. فيستحين ولا يزوجهن.. وكانت أمهن تقول في خفوت.. لو زوجتهن! فلا يفعل.. ثم إنه خرج ليلة إلى جوار غرفة تجتمع فيها البنات.. وهي خاصة بهن يتحدثن فيها بحرية وبانطلاق.. فاستمع إليهن.. وهن لا يعلمن عن مكانه هناك.. فقلن لبعضهن.. تعالين نتمنى.. ونصدق.. فقالت الكبرى:
ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى
حديث الشباب.. طيب الريح والعطر
طبيب بأدواء النساء.. كأنه
خليفة جان.. لا ينام على وتر!
فقلن لها ـ أنت تحبين رجلاً ليس من قومك.. فقالت الثانية:
ألا هل أراها ليلة.. وضجيعها
أشم كنصل السيف غير ملبد
لصوق بأكباد النساء.. وأصله
إذا ما انتمى.. من سر أهلي ومحتدي!
فقلن لها ـ أما أنت فتحبين رجلاً من قومك.. فقالت الثالثة:
ألا ليته يملا الجفان لضيفه
له جفنة يشقى بها النيب والجزر
له حكمات الدهر من غير كبرة
تشين.. فلافان.. ولا ضرع غمر
فقلن لها ـ أنت تحبين رجلاً شريفاً.. وقلن للصغرى.. تمني.. فقالت ما أريد شيئاً.. قلن.. والله لا تبرحين حتى نعلم ما في نفسك.. قالت:
زوج من عود
خير من قعود!!
فلما سمع أبوهن ذلك عاد إليه صوابه وتنازل عما كان يتشبث به.. ولم يعد يخدعه حياؤهن المصطنع.. فزوجهن أربعتهن..
ومكثن برهة.. ثم اجتمعن إليه في دعوة أقامها لهن.. فقال للكبرى.. يا بنية ما مالكم؟ قالت الإبل.. قال فكيف تجدونها.. قالت خير مال.. نأكل لحومها مزعاً.. ونشرب ألبانها جرعاً.. وتحملنا وضيفنا معال.. قال فكيف تجدين زوجك؟ قالت.. خير زوج يكرم الحليلة.. ويعطي الوسيلة.. قال مال عميم وزوج كريم.. ثم قال للثانية.. يا بنية ما مالكم؟.. قالت.. البقر.. قال.. فكيف تجدونها؟ قالت خير مال.. تألف الغناء.. وتودك السقاء.. وتملأ الإناء.. ونساء في نفساء.. قال.. فكيف تجدين زوجك؟ قالت خير زوج يكرم أهله وينسى فضله.. قال.. حظيت.. ورضيت.. ثم قال للثالثة ما مالكم؟ قالت.. المعزى.. قال فكيف تجدونها؟ قالت لا بأس بها نولدها فطما.. ونسلخها أدما.. قال فكيف تجدين زوجك؟ قالت لا بأس به.. ليس بالبخيل الحكر.. ولا بالسمح البذر.. قال.. جدوى مضنية.. ثم قال للرابعة يا بنية ما مالكم؟ قالت.. الضأن.. قال وكيف تجدونها؟ قالت شر مال.. جوف لا يشبعن.. وهيم لا ينفعن.. وأمر مغويتهن يتبعن.. قال فكيف تجدين زوجك؟ قالت.. شر زوج.. يكرم نفسه.. ويهين عرسه!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :880  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج