شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور حامد الرفاعي ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الدكتور حامد الرفاعي - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة - فقال:
- بسم الله.. والحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله.. السلام عليكم - أيها الأحبة - في هذا الملتقى الطيب المبارك، ويسعدني - والحمد لله تعالى في ذلك - أن أكون مساهماً في هذا الملتقى الطيب المبارك الكريم، في بيت رجل كريم نذر نفسه وإمكاناته لخدمة العلم والعلماء، ولتأصيل وتوثيق رمزية هذه الأمة ثقافياً وفكرياً وتراثياً؛ أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يديم هذا الخير وأن يبارك فيه، وأن يحشد له أسباب النجاح الدائم والتطور النافع المفيد - بإذن الله تعالى -.
- الأخ الكريم الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر العالم الفقيه المفكر؛ عرفته وتشرفت بأخوته وصداقته في ميادين العمل الإسلامي المتكررة، فعرفته عالماً فقيهاً مفكراً ذا رؤية متبصرة؛ عرف زمانه فمازج بين علمه وبين ميادين هذا الزمان.
- عندما التقيت به اليوم - وبعد التحية الشخصية - سألته كيف أحوال مصر؟ نعيش قلقين اليوم على مصر؛ إن مصر اليوم مستهدفة؛ إنها تعاني اضطراباً ثقافياً كبيراً، مصر ثقل هذه الأمة ومرتكز أمنها الثقافي؛ أمنها الاجتماعي؛ أمنها السياسي؛ أمنها الاقتصادي؛ ومن هنا كان التركيز في أوائل هذا القرن على مصر، إذا ضعفت مصر ضعفت هذه الأمة؛ أرجو الله (سبحانه وتعالى) أن يحمي مصر وأن يبقيها ثقلاً لهذه الأمة في كل مقوماتها الحيوية الفكرية والثقافية والعلمية.
- الدكتور أحمد عمر هاشم عرفته وأحببته لمواقفه الفذة الجريئة التي كانت تكلفه الكثير؛ وأرجو الله (سبحانه وتعالى) أن يحميه وأن يحفظه من مضاعفات تلك المواقف عند أعداء هذه الأمة؛ لقد أشار أخي الأستاذ أمين العبد الله إلى موقفه الجريء الكبير في أزمة الخليج؛ وأنا أعرف أن هذا الموقف له تكاليف لا يقدر على التضحية بين يديها إلاَّ أولو العزم والثبات والأصالة من الرجال.
- أيها الإخوة: الحديث عن الأخ الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، الأستاذ المفكر الفقيه، نائب رئيس جامعة الأزهر وعضو مجلس الشعب المصري، ورئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري؛ وهذه اللجنة - أحسبها - اليوم تواجه تحدياً كبيراً هو تحدي هذه الأمة بأكملها؛ اسمحوا لي أن أضع بين يدي الأخ الدكتور أحمد عمر هاشم بعض لمحات أزمة هذه الأمة، لعله من خلال حديثي أن يعطيها حقها من التوضيح والترشيد والبيان.
- أيها الأحباب: إن أمتنا اليوم - بفضل الله تعالى - راغبة كل الرغبة أن تتعامل مع إسلامها، ولكنها تواجه بين يدي هذه الرغبة أزمة كبيرة، أبرز ما فيها التناقض الثقافي الكبير الخطير الَّذي تصطرع بين يديه أجيال أمتنا، والتناقض الكبير في منهجية التعامل مع الإسلام، والتناقض الكبير بين فقه الأفراد وفقه الدولة، إن الأمة اليوم تعيش هذا الصراع وهذا التناقض الَّذي يهدد أمنها، ولكي يعود لها استقرارها وثباتها لا بد أن تنفر فئة منها لتنهي هذا التناقض المنهجي في التعامل مع الإسلام؛ هذا التناقض الخطير بين فقه الأفراد وفقه الدولة الَّذي هو منبع كل صراع وكل تآكل من داخل هذه الأمة.
- هذه كلمات أوجزها بهذه التعابير الموجزة جداً وأرجو من أخي الأستاذ أحمد عمر هاشم أن يتناولها في حديثه مشكوراً، لعله يكون - إن شاء الله - حديث ترشيد وتوضيح وتصحيح؛ وشكراً لأخي الشيخ عبد المقصود خوجه الَّذي يُتحفنا - دائماً - بمثل هذه الملتقيات الطيبة المباركة، ويكرمنا بمثل هذه الملتقيات الثرَّةِ في عطائها الثقافي والفكري، وأرحب باسمكم جميعاً أو أكرر ترحيبي بمصر عبر أخي الأستاذ أحمد عمر هاشم، وشكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :852  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 150 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.