شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الدكتور عبد المحسن القحطاني - عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك عبد العزيز بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- السلام عليكم - أيها الحاضرون - ورحمة الله وبركاته..
- كم مرة يزج بي في هذا المقام، ولم أعلم إلاَّ بعد أن اتخذت مكاني جالساً معكم - أيها الإخوة - وإذا بالشيخ عبد المقصود خوجه يطلب مني أن أمثل أمامكم محاكماً بما سأقول ومتحدثاً عن أستاذ قدير، ذلك الفتى الفارسكوري القروي الَّذي تعلم الكلمة من أفواه أهله قبل أن يدلف إلى مدرسة نظامية؛ ورددت في ذهني مقولة أمين الخولي حينما قال لتلميذه مصطفى ناصف: إنه فلاح الكلمة أو فلاح القرية؛ وإذا بي أرى - هذه الليلة - أن الدكتور علي شلش هو فاكهة القرية، تلك الفاكهة التي حينما شبت ضاق بها رحب القرية وتفكيرها فدلف إلى المدينة؛ ثم أخذ رواحاً وجيئة بين دمنهور والإسكندرية، واستقر به المقام في القاهرة تلك المدينة التي تهوي إليها أعين الكتاب والشعراء، والأدباء.
- وبعد ذلك رأى لزاماً عليه أنَّ رسالته أن يحافظ على الإسلام وعلى لغة الإسلام في بلد الغربة، واستأجر من المهجريين الَّذين قاموا برحلات قديمة ذلك الدور، غير أن المهجريين أجبرتهم الفاقة على ذلك، أما هو فأجبرته المسؤولية والالتزام، ورأى أن رسالته يجب أن يصبح له صوت يسمع من هناك؛ وكيف كان ذلك؟ امتشق جواد الصحافة - والصحافة كما تعرفون محفوفة بالمزالق والمخاطر - فأخذ ينشر تعاليم الإسلام هناك باستقبال مع من يستمع وليس بفجاجة وهروب مما يقول؛ فكان يقنع المستمع إلى ما يقول؛ ثم استمعت إليه البارحة بعد أن سمعت - أو قرأت - بعض كتاباته، فوجدت أن لغته تمثل الماضي والحاضر والمستقبل، فإذا هو يرد مستقبلها على ماضيها، وإذا هو يستنطق الماضي البعيد.
- وليس أدل على ذلك من أنه استطاع أن يدرس عن كتاب كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة، كتابات أفضت به إلى أن يسبر أغوار الرواية، وهي لا أقول لغة المترفين إنما صنعة الموسرين؛ ثم بدأ ينقب في ذلك المجال التنقيب الجيد، وإن كنا بالبارحة نشفق من أن يسحب البساط من الشعر عندما قال: "إن الشعر ديوان العرب قبل الإسلام" أما بعد الإسلام فكأنه أراد أن يدغدغ عاطفة الرواية فيجعلها هي ديوان العرب؛ وبيننا وبينه نظر في تلك المسألة، لا أقصد بيننا المتكلمين وإنما أصحاب الشعر الَّذين أرى اليوم وجوهاً كثيرة منهم، ولكن لا ألومه على هذه الوجهة لأنه تذوق لذة في الرواية؛ ولم نكن قد وصلنا إليها بعد، وأعدكم أنني من هذه الليلة سأقرأ روايات كثيرة لعلي أجد من المتعة ما وجدها الأستاذ الدكتور علي شلش.
- ماذا سأتحدث عن الدكتور علي شلش وأنا المفاجأ بهذه الكلمة؟ ولكني أقول له على الرحب والسعة، فقد أعطيتنا بالأمس المحاضرة وستكملها في هذه الدار العامرة بالحوار والمناقشة، وأهلاً ومرحباً بك وهنيئاً لنا نحن أبناء الجزيرة بهذه الحركة الطيبة، التي تؤلف القلوب وتجمع الكلمة؛ ولا أقول لكم: إنني تذكرت قولة أحد أجدادنا حينما تمنى أن تكون رقبته رقبة بعير؛ فقالوا لماذا: قال إذا رأيت كلمة فيها نتوء سحبتها قبل أن أنطقها؛ أتمنى ذلك لأننا نريد الكلمة التي تبني وتدفع للأمام.
- نقول للأستاذ الدكتور أهلاً ومرحباً بك في دارك في المملكة العربية السعودية في جدة، وفي دار صديقنا - صديق الجميع الَّذي أضفى علينا هذا الحب والتقدير - الشيخ عبد المقصود خوجه؛ فاسمح لي إن قصرت أو أصبحت أفكاري متفرقة؛ ولكم مني الشكر على حسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :686  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج