شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الأستاذ أحمد سالم باعطب ))
ثم ألقى الأستاذ أحمد سالم باعطب القصيدة التالية فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:
- فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- مشاركتي هذه الليلة في الاحتفاء بالطيب صالح قصيدة عنوانها: "الوفاء في زمن العقوق":
منار بل منارانِ
بساحتنا مضيئان
هما قلبٌ وذاكرة
هما تاريخ إنسان
عطاؤهما قناديلٌ
يطوف بها الجديدان
تبسم فيهما فجري
وذاب جليد حرماني
وهرول مسرعاً ليلي
ينوء بعبء أشجاني
مناران هما عنوان
من أهوى وعنواني
أضاءا درب قافلتي
إلى الخيرات قاداني
ربيعان خصيبان
سعوديٌّ وسوداني
فهذا بالنَّدى يسري
وذا ينبوع عرفاني
إذا ما جئت فاتنتي
بأشعاري وأوزاني
تسائلني فتأسرني
وتسكت غيظَ أحزاني
وتأمرني فأحسبها
لفرط الشوق تنهاني
تقول بهمسة نشوى
معطر بتحنان
أراك تزورني ليلاً
وتغسل كحل أجفاني
وتكتب قصة بكراً
وأغنية بأحضاني
وتدخل روض أحلامي
تلوِّن فيه رماني
تفتق ورد عاطفتي
ونسريني وريحاني
ويسري عطرك الزَّاكي
بأذيالي وأرداني
فتبسط مهجتي يدها
ويصمت بوحُ آذاني
أراك فأنتشي طرباً
ويهتف نبض شرياني
وأنت بكل ثائرةٍ
من الآهات تلقاني
أثرت فضول أترابي
نكأت كلوم إخواني
فمن أغراك يا حلمي؟
بتعذيبي وأغراني
فقلت لها بريق السحر في عينيك أغواني
أنا في الحب ياحسناء
لو تدرين سوداني
وفي صفحات تاريخي
شهادة مولدي الثاني
فإن أنكرت ميلادي
ففي شفتيك برهاني
كتبت عليهما أحلى
أهازيجي وألحاني
ولم ترني دروب الحب
يوماً غير هيمان
رضعت الحب في كَسَلاَ
وهمت بأم درمان
وفي مروى وعطيرة
غزالي الزين أضوائي
وأشقاني براحته
فأسكرني وأشقاني
فما رويت به نفسي
وما ظفرت بسلوان
فقالت ما الَّذي أبقيت
من حب لأوطاني؟
أتحسبني بلا موج
بلا جزر وشطآن
أقبل كل عاصفة
وأحضُنُ كلَّ طوفان
وأفتح ألف نافذة
مزادات لخلقاني
فقلت لها معاذ الله
ما أشجاك أشجاني
فلا تستعبدي قلبي
على ظلم وبهتان
فقد تسعى بنا الذكرى
إلى عبس وذبيانِ
فتلقينا حماقتنا
إلى أحشاء بركان
تعالي واشهدي عرساً
يسيل به الدم القاني
تولول فيه أرملة
على عمر وعثمان
لها كبدٌ من الشكوى
مقرحة وعينان
تصوِّر زيف حنجرتي
ومركبتي وقفطاني
تناشد في الورى شممي
وتسأل أين إيماني؟
تقول بصوت مكلوم
وشهقة مثخنٍ عانِ
لقد أسمعت قاصي
القوم إذ ناديت والداني
ولكن الأُلى أبصرت
من إنس ومن جانِ
تماثيلٌ مجسمة
بلا حس ووجدانِ
فما لي شوكة تحمي
صغيراتي وترعاني
فلا أهلي همُ أهلي
ولا الجيران جيراني
أخاف العالم المسعور
للتاريخ ينعاني
فإن عقمت مشاعركم
ولم تحمل بإحسان
وإن باعت ضمائركم
براءتها لشيطان
وإن نزفت محاجركم
دموع الكاذب الواني
وإن سقطت سراييفو
وشج جبين بلقاني
فلا تبكوا ولا تقفوا
على قبري وجثماني
ولا تأسوا على فقدي
ففي التنصير سلواني
لقد باركتمو موتي
وأسرعتم بأكفاني
فأنتم سوط جلادي
وأنتم رمز خذلاني
- والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :546  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.