شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي ))
وألقى أحد أبناء الشاعر الكبير: عمر بهاء الدين الأميري، كلمة كتبها معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي، ولعدم تمكنه من الحضور لظروفه الصحية، فقد كلف أحد أبناء الشاعر الإسلامي الكبير عمر بهاء الدين الأميري بقراءة الكلمة نيابة عنه فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. وقد كرمني سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه أن أتكلم بأحرف أستاذنا الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وهذا تكريم وتشريف.. فشكراً لهما معاً.
- أيها السادة: تحية للعلامة ابن بيَّه؛ أيها السادة: هذا الرجل المضياف الَّذي يبذل بسخاء من ذات نفسه وماله، ليجمع شمل الأدباء مساء كل اثنين؛ الشيخ عبد المقصود خوجه أخشى إن قلت: إنه فنان أن يتهمني بعضهم بالإطراء، وأعوذ بالله من الإطراء المتملق؛ ولكن من حقه علينا - معشر ضيوف الاثنينية - أن نعطيه حقه من الشكر والثناء؛ ولكن لماذا هو فنان؟
- في نظري: ليس الفن في الرسم، والتشكيل، والشعر، والنثر، والمسرح؛ بل يشمل الحياة كلها؛ متى وجد الفنان الَّذي يستطيع أن ينفرد بالقدرة على العطاء المتميز، الَّذي يحمل روحاً عبقة من الإحساس الإنساني؛ وبهذا المعيار أضع أخي عبد المقصود في عداد الفنانين، لأنه يجيد تقدير الرجال بدرجة متميزة مع ذلك الإحساس الإنساني العبق؛ أليس هذا فناً من الفنون؟ وإلاَّ كيف استطاع أن يلتقط هذه الجوهرة النادرة التي يكرمها اليوم - أعني فضيلة العلامة الفقيه الأديب الشيخ: عبد الله بن بيَّه حفظه الله -؟
- إن هذا الرجل المكرَّم - اليوم - رجل يؤثر التواضع إلى درجة الانزواء في الأعماق، بحيث لا يصل إليه إلاَّ غواص ماهر فنان.. مثل أخي الشيخ عبد المقصود، الَّذي جاء يقدمه إلى جمهور الاثنينية، ويقدم هذا الجمهور إليه؛ وأحسب أن من بين جمهور الحاضرين عدداً لا يعرفون شيئاً كافياً عن هذه الجوهرة؛ جوهرة هذا المساء.
الشيخ ابن بيَّه، فقيه متميز وحافظ.. إمام، وهو أديب شاعر من بلد المليون شاعر، وفي بلده الأول موريتانيا يكثر الزحام على الحب والشعر والفقه، فلا يسهل الوصول إلى درجة التميز إلاَّ لصاحب موهبة متميزة؛ بمعنى آخر: إن السباق بين مهرة العدائين هو محك التميز، فلا يفوز فيه إلاَّ العداء الماهر؛ وهذا ما حققه الشيخ ابن بيَّه بمواهبه المتعددة.
 
- هذه كلمة موجزة عن جانبه الفكري، إذ لا يتسع الظرف للإطالة؛ أما جانبه الخلقي: فقد ألمحت إليه إلماحة عابرة، حينما ذكرت تواضعه.. وهو بعض خلقه الرضي، وإلاَّ فقد وهبه الله ثروة من مكارم الأخلاق يهنأ عليها؛ فليباركها الله.
 
وهي أخلاق تجعله نعم القدوة لطلابه في جامعة الملك عبد العزيز، ومع كل تعلُّق علاَّمتِنا بالتراث، ومعايشته له، فإنه واسع الأفق يدرك ما يلم بهذا العصر العجيب من ملابسات، فلا يقف أفقه الواسع عند حد ضيِّق من الثقافة والفكر، وقد استطاع بكل مميزاته ومواهبه أن يكون محل التقدير المبكر، فوصل إلى درجة الوزارات في بلده، ولكنه استطاع أن ينسى هذه الحقيقة، وأحسبه يحاول أن يجعل الناس أن ينسوها أيضاً، فلا تجد في جُبَّتِه وتحت عمامتهِ إلاَّ ذاك الفقيه المتواضع الحي الَّذي يهب الناس الحب، وهل أعظم من أن يستطيع المرء أن يهب الناس الحب.
 
أيها الشيخ هذا الإيجاز العَجِل لا يصل إلى ما أرجو من إيفائك حقك من الثناء ولكنه يحاول أن يقدم إليك باقة من التحية الصادقة مني ومن عارفي فضلك ونبلك مع أجمل الحب وشكراً لكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :700  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج