شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وردة.. بلا ربيع!
أنوار، يا رأد الضحى
يَا وردة بفم الربيع
نامت على أغصانها.. رفافة
تهوى الغروب.. ولا تحن إلى الشروق
ظمآنة.. رجافة الشفتين.. يابسة العروق
حيرى.. تعيش بركنها.. في غصنها النائي البعيد
نشوى.. تلوذ بصَمتها.. وبسرها
تجتاز مأساة الهوى
مر الفجيعة والنوى
ببقية.. تجترها من عمرها
من ذكريَات في خشوع
تحيا بهَا أمل الرجوع.. إلى حَبيب لن يعود
وتبيت خافقة الضلوع.. تعيش ماضيها السعيد
فكأنها بَين الورود الضاحكات.. بلا حدود
اللاعبات مع الشروق.. اللاهيات مع الغروب
في الغصن ذابلة مضت.. وسط الحقول
غريبَة.. في صَمتها.. في ركنها
في هجعَة القلب الوحيد.. وطلعة اليوم الجَديد
طيف من الماضي تسَرب هائماً
عبر الحقول الظامئات إلى الميَاه
بَين المصلى والمعَابد.. خلف أستار الحيَاة
وكأنها دون القلوب الخافقات مع القلوب
في الناس غير الناس ماجوا في الدروب
في الدير.. راهبة.. مشت
تعلو الثرى بوشاحَها
وتجر فضلة ذيلهَا.. رمزاً إلى أفراحَها
يوماً من الأيام.. غالته السنون.. تلطخت بجراحها
أنوار، هذا الروض غنى.. راقصاً نغم الهوى
بالحسن.. بات الحسن في أفيائه متجددا
للحب فيه مجدداً في نفسه.. سبب الجوى
حتى يَعيش الحب نهب الحسن.. متصل الحراك
في زقزقات الطير.. غنى لحنه وجرى هناك
للطير يلهو لاعباً.. غنى لحنه وجرى هناك
للطير يلهو لاعباً.. أو ناقراً طرف الشجر
في جوفها بعض الثمر
والصائد المجهول يرمي.. دون علمهما الشباك
هذا
وأنت الوردة الظمأى.. يؤرقها السهر
وبروحهَا ظمأ وجوع
والغصن ناجى الغصن.. مال إليه قربه النسيم
زحف الأراكة للأراك
في الليل، أرخى الستر.. يحلم بالصباح بفجره
في الفجر، غطى نوره.. تلك البطاح بنوره
في وشوشات المَاء.. سابق نهره ورعى القمر
في الزهر، في أحلامه
في كل طرف في الهوى.. مستمتعاً بغرامه
فيما ترين هنا.. هناك
فيما عداك اليَوم.. ساجية اللواحظ والوطر
في النبت في أعراقه.. حول الغدير به القطيع
يثغو ويفترش النجيل
وبه الرعاة النافخون الناي.. في ظل النخيل
رقصوا تلفهمو الظلال.. تسابقت بَين التلال
والكل والهة سميع
إلاك أنت الوردة الحيرى.. تجاوزها الجَميع!
يا وردة وسط الربيع.. بلا ربيع
عاشت على الذكرى البعيدة.. حيث غطاها الصقيع
في غصنها النائي البعيد.. ترنحت، واستقبلَت
قبل الخريف خريفها
وتنسمت ريح الشتاء المستبدة بالورود
فذوت هنالك وحدهَا
ولهى
تعيش بركنها.. آمالها وغرامها
ذكرى حَبيب غائب.. لا لن يَعود
ولن يَعود
حتى يغطيها الصقيع.. وحيث يدفنها الجليد
وتبيت تستأني الربيع الحلو.. تسأله الرجوع
توابة.. تدعو دموع الأمس.. لا تجد الدموع!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :869  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 282 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.