شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليتني اليَوم.. مثله!
ليتني.. ليتني!.
ليتني اليوم.. مثله
مثل هذا الشباب
لاهياً.. بالهوى
لاعباً.. بالحيَاة
لا يداري زمانَه
مرَّ مرَّ السحاب
أو يواري.. مكانه
مارقاً.. كالشَّهاب
في دروب.. مشيتها
في ضحى الأمْسِ قَبْلهُ
ومغانٍ.. ألفتها
ألفَةَ الرَّبْعِ أهْلَهُ
صورةً.. في الفؤاد
سيرةً.. لَنْ تعَاد
في سُؤالٍ.. بلا جَواب!
كلَّما مرَّ.. خلتُهُ
راوياً.. ما درى
عمْريَ الّذي مَضَت
في حَياتي.. صِفاتُهُ
من شبابي.. ومَا انقضت
في صراعي سماتُهُ
مظْهراً.. ذَلَّ مخْبَراً
كلما همَّ.. أو جرى
وانيَ العزِمٍ.. والخُطى
حاجِلاً حَجلة القطا
في صُخورٍ من الشِّعاب!
ليتني.. ليتني!.
ليتني اليَوم.. مثله
مثل هذا الشباب
في ارتقاء العلا
في ارتفاع الجبَاه
في أفانينِ طيْشه
في صباه ـ مُمَرَّداً
وهواه.. مجَرَّداً
من قيود التَّجارُب
واصطناع التَّأدُّب
والتزام الصواب!
قل لواشٍ بسرّه
أو جهول.. بأمره
لا تشوِّهُهُ.. صورَة
حلوة الخفق.. حُرَّة
أنت في مثل عمره
عشت فيهَا.. وعشتها
دون لومٍ.. ولا عتابْ!.
دَعْ لذي الْحَقْلِ.. حَقْلَهُ
فوق أَفْنانِ عُشِّه
قد تَبَاهى بِعَرْشِهِ
في غَدوٍّ.. وَفي رَوَاح
حالماً.. والدُّنى..
كلها الْمُنى..
طائراً.. ما وَنَى
بَين أعْطافه جَنَاح
إن جَناها.. فَما جَنى
غَيْرَ حقٍّ لهُ مُباح
إنه.. إنها:
كُرَّةَ العُمْرِ.. في المدى
ما له بعدها إيابْ!.
إنَّهُ نورُ بَيْتنا
والذراع الذي بنى
ما نراه.. بيومنا
أو تراءى.. بغيبنا
فكرة.. في السَّحابْ..
إن رفضنا غريبَهُ
أو نكرنا.. عجيبهُ
ما حمدنا ابتداعه
أو سلبنا طباعه
وثبَةً.. لا تهابْ..
قل لكل.. وَمَا دَرى
إنّ فيه كَلالَه
إنْ تَمَطّى.. وَعابَهُ
إن تعاطى.. فَما عَطى
أو تَشاءَى.. فَما شأى
في مدى الخطو.. قَابَهُ
رُبَّ أمْسٍ.. رجَوْتَهُ
فيه.. إمَّا ذكَرْتَهُ
ما يُعيدُ النُّهى
ما يَرُدُّ الصَّوابْ
كل جيلٍ.. وما ارْتَضَتْ
من خُطاهُ.. حيَاتُهُ
ظل من عابه.. وعاب!
هكذا.. هكذا!.
دَمْدَمْتُ.. في سَرائِري
صَرخَةٌ.. ما كتمتها
في فؤادي سَمِعْتُها..
مَرَّةً.. بَعْدَ مَرَّةِ
بَيْنَ آهي.. وَحَسْرَتي
كلَّما طَالَ بي السُّرى
في طريقٍ.. جَهِلْتُهُ
كلَّما لفَّني الضَّبابْ
كُلَّما هَاجني الصِّبا
والشبابُ الذي انقَضَى
ذكريَات.. بلا حسَاب
قلتها.. قلتها:
أمنياتٍ.. وَلَنْ تُجابْ
ليتني.. ليتني
ليتني اليَوم.. مثله:
مثل هذا الشَّباب..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :548  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 254 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج