شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أوبَة الغَريب
صفِّقي.. يا رياح واهدئي.. يا جراح إننا عند بابها..
في مماشي رحابها من مساري قبابها في مراقي السحاب
فوق أثْباجِ بحرها ضاحكاً.. مثل ثغرها مثلنا.. عاش مثلها
يَمْنَحُ الخير أهلها كلّما جدّ.. أولهَا دون منٍّ.. ولا حساب
كلما هاجه الهوى أو شكى الأيْنَ.. والنَّوى
جاء للشطِّ.. للرمَال ينثر الشعر والخيَال
قد أباحته ما استباح واستراحت.. وما استراح عاشقاً.. كلّه مَرَح!
إنّها بلدتي! قد رأيتها.. قد عرفتها من سمائها.. من ترابهَا
من رباها.. تناثرت بَين أحضَان سهلهَا
بَين أفْيائِهَا الفسَاح من بقاعٍ.. ومن بطاح ما عرفنا.. بهَا.. ترح!
قد رأيتها.. أنا قد عرفتها.. أنا..
قبل أن يعلم الجَميع دون أن يعلن المذيع
أنّنا.. في مدارهَا في مَسَاري مطارهَا
أمَّهُ عَابرُ الفضَاء في غدوّ.. وفي رواح إن ثوى.. إن نزح!
إنني قد رأيتها.. رؤية الحسِّ.. بالبصر
بالحنين الذي انجلى بالأنين الذي استتر
هيكلاً.. زفَّ هيكلا في زحَام.. من الصُّوَر
بَينها القلب ماسلا.. يَسبق السمع.. والبَصَر
قد جرى.. نحوها.. وغاب. يلثم الدار.. والصحاب
طائراً ما له جناح.. مُرْسِلاً صَيْحَةَ الفَرَحِ!.
إنّها بلدتي.. وما يعرف اللّذع.. مُضْرمَا
كل من قال.. بلدتي!
إنما يعرف الشوق.. إنما يشتكي الجوع.. والظَّما
كلُّ من عاشها.. غريب! كم بَعيد.. بها ـ قريب
إنها ((جِدتي)) التي قلت فيها.. قصيدتي
((لك يا جدَّتي الحبيبة.. في القلب.. مكانٌ محبب.. مألوف))..
((طار فيه صدى الجديدين.. بالأمس.. وما زالت الحياة تطوف))
قلتها في شَبيبَتي سَطَّرتها صبابَتي..
يَوم أن كنت.. طفلَهَا أو فتاها.. المدلَّلا..
واحداً.. مِن رَعيلهَا بَين أبنَاء جيلها..
قد حملنا المشاعلا واقْتَحَمْنَا.. المجَاهِلا
في دروب الحيَاة.. في مَهَبِّ الرِّياحْ!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :603  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 247 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.