شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اللوحات
اتْرَعَتِ بالجَبَالِ قَلبي سُويسْرا حَيثُ شاعَ الْجَمال ـ سِرًّا ـ وجَهْرا
فالأَزاهيرُ راجفاتٌ بما ترجف منه القلوبُ.. بالحبِّ.. دَهْرا
باسماتِ الثغورِ ـ تستقبل الكونَ.. بكون أزهاهُ في الْعَيْنِ نَضْرا..
لامعاتِ الأسماءِ كلُّ مسمَّى بمَعانيه قَدْ تَكَتَّم سرّا..
والوُرودُ المعبراتُ عن الحسنِ.. ومَعْنى الهوى.. تَنَسَّمَ عِطْرا
خطرت بَينها النسائمُ كالنشوةِ تُبدى منها الْجَوى المُسْتَسَرّا
فاستمالت: بعضاً يُداعِبُ بَعْضاً واسْتحالت: ثغراً يقبِّلُ ثغْرا..
والحقول المنَمْنَمَاتُ.. تَرَامَتْ وَتَوالَتْ.. طَيًّا يُعاقِبُ نَشَرا
كالنَّعيمِ المِرْتادِ من عَالَمِ السِّحرِ ـ خيَالاً أدناهُ شطراً فشطرا
وجلاهُ للعَينِ مَرْعى الأحاسيسِ.. وَزاد النفوسِ لذًّ وأمْرَى..
في سهول.. تَمْتَدُّ خضراءَ ـ تُجْهِدُ طَرْفاً ـ وَلا تُهدِّدُ صَبْرا..
وروابٍ مَبْثوثَةٍ فجَّر القطرُ ثراها ـ ورداً يُخافِتُ زَهْرا..
ومغانٍ مَصْفوفَةٍ.. نسَّقَ الْفَنُّ بناها.. وَكْراً.. يُسَامِتُ وَكْرَا..
في مَسيلِ الرَّذَاذِ.. يهبطُ ـ للشعر مثَاراً وللمشاعر نَثراً..
في جَوَاءِ تَوَشَّحَتْ بِرداءٍ ما تراءى للعَين إلا اسْتَسَرّا..
في قشيبٍ مِنْ سُنْدُسٍ نشّر الدوح عليه من ظِلِّه مَا تَحرّى
في مسيرِ القطعان تثغو وَتَلْهو راتعاتٍ ـ والخيرُ يَمْنَحُ خَيرا
والرُّعَاةُ المهلِّلونَ تلاقَوا وَأَراقوا الْحيَاةَ شَدْواً وَعِطْرا
والصَّبايا يهْزِجْنَ لِلْقَلْبِ مَثْنًى وَفُرادَى لَحْنَ الطَّبيعَةِ.. حُرّا..
والجبالُ.. المغَلَّفاتُ مِن الغَيْمِ.. بِرَجْراجِهِ المفَلَّج سحرا
وبأنفاسِهِ اللَّهيفةِ تصاعدُ فيها ـ تَجوب صَدْراً ونَحْرا
قد تراءَتْ مَا بينه بحُلاها وَعُلاها ـ وبالمجَازاتِ مَسْرَى
حالماتٍ في كَوْنِها بِهَوى الكوْنِ تَراءَى نَهْمَ الطَّبيعَةِ.. ثَرّا
مستديمَ الشكاةِ مِنْ سَهْلِها القابِعِ يَشْكو في مَسْمَعِ السَّفْحِ وَقرّا
فأشارَت إليهِ ـ فاستّبَقَ الْقَصْدُ وَحيَّا ـ وارتدَّ ـ ثُمَّ تَجَرّا..
واصطفاها لهُ مَجالَ خيَالٍ وحياةٍ عُليا.. فَهامَ.. وَقَرّا..
وَالبحيراتُ.. كَالْعَذارى تجَرَّدْنَ.. وَأفْسَحْنَ للمُقَبِّلِ صَدْرا
نصَبَتْ حَولهَا الحَمَائمُ عيداً لفَّ أسرابَها هوًى، وَمَقَرّا
ورجتهَا الأطيارُ ذكرى غرامٍ جَدَّدّتْهُ الأَيّامُ صُبْحاً وَعَصْرا
وَجَرى الْبَطُّ مائجَ الخطو فيها مستطيب الحيَاةِ كرًّا وَفَرّا
وتهادى الأوزُّ يَحْجلُ بالشاطئ هَوْناً.. وَيَسْبقُ الموجَ.. قَهْرا
وَصَبايا الشَّباب تَمْرحُ بالفِتْنَةِ ـ تَسْعى ـ وَبالصَّبابَةِ ـ تعرى
وَهْيَ تَشْدو بِمَوكِبِ الْحُسْنِ يَخْتَالُ لَدَيها.. تخْتالُ بِشْراً وَبِشْرى
مُتْرَفاتٍ في مَهْدِها النَّافِحِ السِّحْرِ.. جَلاها مدًّا يَروقُ.. وَجَزْرا..
لاهياتٍ في جَوِّها رَقَّ غَيْماً مٌشْرِقاتٍ في أٌفقِها.. شَعَّ فَجْرا
الأصابيحُ في حِمَاها كأنفاسِ مُحِبٍّ ذاقَ الوِصَالُ فَأَطْرى
والأماسيُّ ـ وَالْقواربَ تنسابُ عَلى صَدْرِها صديً يَتَأرّى..
ذَابَ فِي سِرِّها هَواها فأغْفى وتَعالى وَطيسُه ـ فاستحَرّى
وَتَنَادت أَمْواجهَا مِن قريبٍ وَبَعيدٍ.. تَميلُ طَوعاً وَقَسْرا
يَتَلاغَيْن بالحَديث فنوناً مطربَاتٍ.. عَمّا مَضى وَاسْتَمَرّا
يتهامَسْنَ باللِّقاءِ ـ وقد لُذْنَ فُرَادى بالشَّاطِئَينِ ـ مَفَرّا..
إنَّها الأمْسُ في كِياني وُجُوداً إنَّها اليَومُ في خيَالِي ذِكْرى
 
طباعة

تعليق

 القراءات :507  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 246 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج