شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النور يَضْحَك
النُّورُ يضْحكُ.. مِنْ بعيدٍ.. من بعيدْ..
مُتلأْلئاً في قصْرهِ.. ضمَّ السَّعيدةَ.. والسَّعيدْ..
وأَنَا هُنَا.. وَحْدي.. وفي كَنَفِ الدُّجى شبحٌ وحيدْ..
مُتَنَاثِرَ الأفْكَارهَاجتْني الطُّبولُ تقولُ: إنَّ اليومَ عِيدْ!.
وذَكرتُ أيَّامَ الصِّبا زَمَنَ الصَّبَابَةِ والشَّبابِ.. وَمَا يُجيدْ..
في فَرْحَةٍ خَضْرا ءَ.. مائسةِ القُدودْ:
وَتَراً يَرِنُّ.. وَزَهْرةً فَوّاحةٌ.. وَهَوًى جَدِيدْ..
طَافَتْ بأَنفَاسِ الربيعِ.. نُذِيبُهَا في رَشفةٍ.. وَتذيبُنا..
فِي ضَمَّةٍ.. ثَغراً.. وَجيدْ..
وَيْلُ القلوبِ.. إِذا غَفَتْ ما بَين أَطباقِ الجَليدْ..
يَسْرِي إلى أَسْماعِها صوتُ الطبولِ..
تَقولُ: إنَّ اليومَ عيدْ!
قُولُوا.. لأُمِّ الدَّهْرِ.. فِي أَقْفاصِهَا.. لا تَحْبسينَا.. بَيْنَها
ذَهبِيَّةَ الأسلا ك.. كَانتْ.. أمْ حَديدْ..
لا تَحْبسي الغرِّيدَ في القَفَصِ البليدْ..
إنَّ القيودَ.. من السنينِ.. إلى الحديدِ..
هِيَ القيودْ!. لَم يَدْرِهَذَا النُّورُ.. مَزْهوًّا برونقه مديدْ
لَم يَدْرِ ما مَعنى الظَّلاَ مِ.. ثوى بمَهْجَعه العتيدْ..
أمَّا أنَا.. فَبِقَلبِهِ.. وبجُنْحِه.. ما زِلتُ.. في كَهْفي التليدْ..
كَهْف الوجود.. توحَّدتْ فيه الحياةُ.. فوحَّدتْ..
غَلاّبة.. في أمرِها مَغْلوبةً في أسرها.. بَيْنَ الْمَرفِّهِ.. والشَّريدْ..
نِدَّيْنِ! قَدْ عاشَا الوُجُودَ..
ظَلامَهُ يَوْماً.. من الأيَّا مِ.. يَعْرِفُه الوليدْ..
عُمُراً تَرَعْرَعَ.. أَوْ رُؤىً هَامَتْ بأطْرافِ الوَصيدْ..
تهفو إلى صَوْت الطُّبولِ تقولُ: إنَّ اليومَ عيدْ!.
وَمَشَتْ عَلَى أَعْقَابِنَا.. أيَّامُنَا وَبهَا الدُّروبْ
وَبَدَتْ سَوى.. في عيْن يَوْمَيْهَا الَوجِيدِ.. أو المَجِيدْ..
لَوْلاَ رُؤى الماضِي.. لَغَابَ بِحاضِرِي.. مالاَ أريدْ..
وَلَكُنتُ.. شَيئاً.. قد يَحيدُ
عن الطريق.. وَقَدْ يَبِيدْ..
لكنَّنِي.. بالأمسِ.. أو باليَوْمِ.. في دُنْيَاهُمَا أَبداً.. وَليدْ..
يهتاجُني صوتُ الطَّبولِ.. تَقَولُ: إنَّ اليَومَ عِيدْ!.
وَتَوالَتِ الأيَّامُ فُي الدَّربِ الطَّويل.. روَايةً..
وَتَوَارتِ الأعْوامُ.. فيهِ.. حكايةً..
وَمَضَى.. يُبَعْثرُهَا.. المعيد المُسْتَزيدْ..
وَرَنَا.. يَلملِمُهَا. بِألْسِنَةِ الحوارِ.. المُسْتعيدْ..
ذِكرَى.. تَرَشَّفَ كَأَسَهَا..
دَارَتْ عَلَيْه.. بشَرْبها.. وبِشُربهَا
فَطَفَتْ وُجوهٌ.. كَالحُبَاب.. إذَا طفا
ما بَيْنَ غِلمانٍ.. وَغيدْ
وَخَبَتْ وجُوهٌ.. كالرِّمَادِ إِذَا خَبَا..
وَقَد انْطَفَا الجَمر الوقِيدْ..
والنّاسُ.. كَالأَيَّامِ.. تَذْكُرُ بَيْنَها..
مَا قَدْ تُريدُ بِهَا..
وَتَنْسَى.. بَيْنَها.. مَا لاَ تُرِيدْ..
والنُّورُ يضحكُ.. من بعيدٍ من بعيدْ
يَعْلو به رَجْعُ الصَّدَى وَصَدَى الطُّبولِ..
تقولُ: إِنَّ اليَومْ عِيدْ!. وَثَوى الظَّلامُ.. بِكَهْفِه
مُتَوسِّداً قَلْبَ الصَّعيدْ
والنُّورُ في طُولِ المَدَى يَقْفُوه.. يَبْدُو.. طَارِئاً
لكّنُه.. في اللَّيْلِ.. عِمْلاقٌ مَريدْ..
وأَنا هُنَا.. وَحْدِي.. شَتِيتُ الرَّأْيِ فِي كَهْفي.. قَعِيدْ
حَارَتْ عَلَى شَفَتَّي ألفَا ظٌ.. أردِّدُهَا.. نَشيدْ
في كُلِّ حَرْفٍ.. مِنْ مَقَاطِعِهَا الطِّوالِ.. أو القِصَارِ..
أَلُوكُهَا.. مَعْنَى قَدِيمٌ.. خِلتُهُ.. وَإخَالُهُ.. مَعْنَى جديدْ..
يَرْجُو النَّهَارَ.. ولمْ يَزَلْ في لَيْلِهِ الطاخِي العَنِيدْ
ضَاعَتْ.. بِسَاحَتهِ خُطَى الأَسْيَادِ.. فِي خَطْوِ الْعَبِيدْ..
تَمْضِي بِنَا الأَجْيَالُ يَرْوِينَا السَّرَابُ
وَخَلفَنَا.. أَودُونَنَا نَبْعُ الوُجودِ.. لَنَا شَهِيدْ..
وَيْلُ القُلُوبِ.. إِذَا تَغَلْغَلَ بَيْنَها.. بَصَرٌ حَديدْ
لا الزَّهْرُ.. يَبْقَى بَعْدَهَا زَهَراً.. وَلاَ الأَيَّامُ.. عِيدْ!.
وَسَرَتْ بِنَا.. فِي الْكَوْنِ قَافلَةُ الزَّمَانِ.. ولاَ مَحِيدْ
نَشْوَى.. عَلَى أَمَالِها نَحْيَا.. نُردِّدُهَا.. نَشِيدْ..
والنُّورُ يضحكُ.. من بعيدٍ مِنْ بعيدٌ
وَدُجَى الظَّلامِ.. وُجُودُهُ.. ووجودُنَا
ظلَّ المُطَارِدُ.. فِي غَيَاهِبِه.. طَريدْ..
وأَنَا هنا.. واللَّيْلُ.. مَجْثَمِي الفَريدْ..
ذاَبَ العزَاءُ.. بِمُرِّه.. وبِحُلوهِ
فالنَّقْصُ فيهِ.. أخُو المَزِيدْ..
طَالَتْ مُعَانَقَتِي الحِسَانَ.. قَوَافِياً
أَينَ الحِسَانُ.. شَوادِناً.. فيه.. وَغِيدْ؟
وَسَرَتْ بِجَنتَّهِ الصبَّابةُ.. كَالصَّبا
بَرَداً.. وَكَانَتْ في جَهنَّمِه.. وَقُودْ
سَلْ.. أينَ أَوتارُ الْغرَامِ.. تَقَطَّعتْ؟
أَمْ عَافَتِ الوَتَرَ الجَدِيدْ؟
واللّيلُ.. قَهْقَه سَاخِراً بِالنُّورِ يَصْرُخُ..
شَانِئاً.. أَوْ شَامِتاً فِي قَوْلِهِ:
أَزِحِ السِّتارَةَ.. دُونَنَا فَالْيَوم عِيدْ..
إنّي.. وأَنْتَ هُنَا.. هُنَاكَ.. حَقيقَةٌ..
كُبْرَى.. يَضِجُّ بِهَا الوُجُودْ..
في النُّورِ.. في جُنْح الظَّلام..
وَكَمْ شَقِيٌّ.. في الظلاَّ مِ.. بِهِ سَعِيدْ..
فَارْخ السِّتَارَةَ.. أَوْ اَزِحْهَا فالطَّبولُ. تقولُ:
إنَّ اليَوْمَ عيدْ..
واللَّيْلُ يَهْزَأُ.. صَامِتاً.. والنُّورُ يضحكُ..
مِن بَعيدٍ.. مِنْ بَعيدْ!!؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 238 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج