شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنا اللاجئ!
ـ 1 ـ
أنَا اللاَّجِيءُ.. يَا أماهُ
للمَسطورِ مِنْ قِسَمِي
ومِنْ بلدي.. وفي بَلَدِي
إلى صفٍّ من الخِيَمِ
وأنتِ بجانِبِي الذِّكرى
مَشَتْ بالدَّمعِ بين دمي
فَأنْتِ بَقِيَّةُ الأسْلا
بِ مِنْ وطني.. ومنْ رحِمي
حَمَاكِ السنُ ممَّا عَزَّ
منْ عَدمٍ.. إلى عَدَمِ
فَبِتِّ.. طَريْدة المأوى
وعِشْتِ.. عتيقَة الهرمِ
بِلا هَدفٍ.. ولا مَعْنىً
بِلا إثمٍ.. ولا جَرمِ
ظِلالَ العْارِ.. لا يَبْلى
وَظِلَّ الذُّلِّ.. في أممي.!
ـ 2 ـ
أنا اللاَّجئُ.. يا أماهُ..
في سِرْبٍ مِن الرَّخَمِ
وفي كَوْمٍ.. تعالى الحيُّ
في حَيِّيِ.. من الرِّمَمِ
وأنْتِ بناظِري المأسَاةُ..
في غَيْبوبَةِ النَّدمِ
ألَحَّ بِسَمْعكِ الغَالي
وبَعْد حلاوةِ النَّغَمِ
حَديثُ البؤسِ.. موصولاً
بِلَيْلِ اليأسِ والسَّقَمِ
فَودَّعتِ الدُّنى سَمعاً
وأودعْتِ الفضا كَلِمِي
وبِتِّ.. قَعيدة البلْوى
وعِشْتِ.. حَبيسَة الصَّمَمِ
خَيالَ الأمسِ.. قدْ ولَّى
وطَيْفَ اليومِ.. إنْ يَحُمِ
ـ 3 ـ
أَنَا اللاَّجيءُ.. يا أمَّاهُ..
منْ رأسي.. إلى قَدمي
أتَيْتُ.. وفي فَمِي ألمي
وعِشْتُ.. وفي دمي عدمي
حَليفَ العُري.. والفاقَةِ
.. والأدْواءِ.. واللَّمَمِ
ورهْنَ الغَوثِ.. ممْطولاً
رَهينَ البحْثِ.. في الأمَمِ!.
وَقَفت لقوتِهِ شِيَمي
وبِعْتُ بِبابِهِ.. شَمَمي
لَصيقَ السَّفحِ.. محْروماً
مِنَ المنظورِ مِنْ قِمَمي
يَتيهُ بقسْمها المحتَلِّ..
محْتَلٌّ.. على أممِ
فَهَلْ أحْسَسْتِ يا أمَّا
هُ.. بالذُّلِّ الذي بدَمي!؟
ـ 4 ـ
أبَعْدَ الموْطنِ المحبوبِ
تُصبحُ.. موْطِني.. خِيَمي
وَبَعْدَ حَفاوَةِ الدُّنيا
ودُنيا الأهْل والحشَمِ!
وَحِسِّ البيْتِ.. هَمَّاساً
بِصوْتِ النَّايِ والنَّغَمِ!
أبيتُ.. وجارةُ المأوى
بِليلي.. صيحَةُ البَهَمِ!
رُموزَ الثَّروةِ الأولى
وفَضْلَ العِزِّ.. مِنْ قِدَمِ..
فأُسْلِمُ للمُنى.. أمَلاً
رَثيثَ الحِلمِ.. والحُلُمِ..
رَتيبَ الخَطْوِ للمَرْقى
بِجَوٍّ هامِدِ النَّسَمِ..
فَهَلْ أبْقَتْ ليَ الأيَّا
مُ.. بعضَ الفضْلِ منْ قيمي
ـ 5 ـ
أبَعْدَ الكَرْمِ.. والتُّفاح..
واللَّيمونِ.. والكَرَمِ؟
وَظِلِّ الدوحِ.. والزَّيتونِ..
والصَّفصافِ.. والنَّعَمِ
أعيشُ بخيمَتي الصفْراءِ..
يَحْكي لَوْنُهَا سَقَمي!
ويَسْتُرُ عُريَ اسمالي
بها.. في الرُّكْنِ.. مُعتصمي
وأقْتَاتُ الذي يَأتي
بهِ المكتوبُ.. مِنْ لُقمي!
حَليفَ الشَّكِّ.. لا الشَّكْوَى
أليفَ السُّمِ.. لا الدَّسَمِ!
بَليدَ النَّظرةِ الخَرساءِ..
خَوفَ الغَدرِ.. لَمْ تَنَمِ!
خَفيضَ القامةِ الشَّمَّاءِ..
أحْنَتْها يَدُ الألَمِ!
فَهَلْ يَرضى الذي أرْضَا
هُ تَقسيمي.. بذِي القِسَمِ؟
ـ 6 ـ
كَثيرٌ بعضُ ما ألْقاهُ..
من ظُلْمي.. ومنْ ظُلَمي
ومِنْ محْيَايَ.. رَهْنَ الحَلِ
.. في كَوْنٍ مِنَ العَدَمِ
أجوبُ الأرْضَ.. مشَّاءٍ
بِسفحِ الأرضِ.. لا القِمَمِ
شَتيْتَ الذِّهْنِ في البلوى
وفي الشَّكوى لكلِ عَمِي
شَريداً.. خائِبَ المسْعى
طريداً منْ ذوي رَحِمي
ثِقي يا أمُّ.. أنَّ الأمسَ قَدْ
وَلَّى.. ولَمْ يَدمِ..
وأنَّ زمامَ أيَّامي
سَيَبْقى اليوْمَ في ذِمَمي
ظَمِئتُ إلى غَدي ناراً
ونوراً شَعَّ بينَ دَمي
فَهَلْ قَدَّرتِ يا أمَّا
هُ.. مَا لاقيْتُ من ألمي!؟
ـ 7 ـ
أنا اللاَّجيءُ.. بَعْدَ اليومِ
منْ قِسمي إلى قَسَمي
ومِنْ شيمي التي بالغوثِ
قَد هانَتْ.. إلى شَمَمي
ومِنْ هَمِّي الذي قد طالَ
بِالماضي.. إلى هِمَمي
ومنْ ألمي خَبئِ النَّفسِ..
للمَنْثورِ منْ قَلَمي
ومنْ لَغَمي طَميرِ الأرضِ
للبرْكانِ منْ حُمَمي
ومنْ هَرَمي.. إلى المنْصوبِ
منْ عَزْمي على حَرَمي
ومِنْ يوْمي.. لِفَجْرِ غَدي
ومِنْ دَمعي.. لِحُرِّ دَمي
ومِنْ أمي التي وَسَّدتُها
المَثْوى.. إلى أُمَمِي
إلى قَوْميتي الكبرى
يُرفرِفُ.. بيْنَها.. عَلَمي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :609  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 227 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج