شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( يحيى السماوي وأبيات من الشعر ))
ثم بعث الشاعر العراقي الأستاذ يحيى السماوي بعدة أبيات شعرية مهداة إلى المحتفى قرأها الأستاذ عدنان صعيدي تتضمن سؤالاً فقال:
يقولون ليلى في العراق مريضة
وما عرفوا أن المريض عراقيا
بكيت على شعب العراق ولم أكن
على حب ليلى أوبثينة باكيا
وفي الشعر طب للنفوس وراحة
فهل قلـت عـن شعـب العراق مواسيا؟
 
- فأجاب معالي المحتفى به قائلاً:
- من مكاسب هذه الليلة أن أتعرف إلى شاعرين كبيرين عراقيين، الأستاذ السماوي سبق أن قرأت ديوانه قبل سنوات وأعجبت به، ولازلت أطالع بإعجاب ما ينشره في جرائدنا المحلية، مما نعتبره إضافة عظيمة إلى موروثنا الشعري والثقافي.
- أما بالنسبة لأحداث العراق، فقد سبق أن نشرت ربما عدة قصائد في الرياض وفي عكاظ، وغيرهما.. وهي من القصائد التي نشرت بعد صدور الديوان، ولأنها نشرت فلا أريد أن أقرأ شيئاً منها، وما عليكم إلاَّ أن تتفضلوا بالاطلاع عليها.
- وتقدم الأستاذ عزيز ضياء بالسؤال التالي:
- السؤال الَّذي أحرص على أن أسمع إجابته من الأستاذ حسين عرب، هو استقباله للمقدمة التي كتبها الأستاذ الغَذَّامي لديوانه وترحيبه بها، وهو يعلم أن الغَذَّامي من قادة الشعر الحداثي ومن المدافعين عنه والراغبين في انتشاره؛ فهل أعتبر هذا تناقضاً بين الأستاذ حسين عرب والأستاذ الغَذَّامي؟ وما رأي الأستاذ حسين عرب في الشعر الحداثي؟
- أنا سبق أن قلت إنَّ الدكتور الغَذَّامي أفضل عليّ بالزيارة، وأفضل عليّ بطلب كتابة المقدمة، وكان هذا شرفاً كبيراً أعتز به من مثل الدكتور الغَذَّامي، ورحبت بكتابة مقدمته لأني أعرف أن شعري منضبط بالوزن والقافية، وأن الدكتور الغَذَّامي من الدعاة إلى تحديث الشعر واتباع مذاهب أخرى؛ سررت بتقديمه وكنت أنتظر منه أن يصادم فكرتي - أو رأيي - بشيء من نقد وتوجيه ولكنه لم يفعل ذلك، واكتفى بالاقتناع بموقفي من الشعر الحداثي واكتفيت بالاقتناع برأيه في الشعر الحداثي، والحمد لله على وقوف كل منا عند رأيه.
- وكرر الأستاذ عزيز ضياء سؤاله بقوله:
- ما رأيك صراحة في الشعر الحداثي؟
- فأجاب المحتفى به قائلاً:
- أعتقد أن الأستاذ عزيز ضياء ربما نسي المقابلة التي حصلت في الرياض، وكان يحضرها حينما سألني سمو الأمير سطام واستقبلني استقبالاً كريماً كعادتهم، وكان معي أخوة من السعوديين والخليجيين، ومن ضمنهم الدكتور عبد الواحد لؤلؤة، والدكتور عبد الرزاق أو عبد الواحد عبد الرزاق على ما أظن، سألني سمو الأمير.. قال لي: أنا أعرف رأيك في الشعر الحر، ولكن أريد أن أسمعه ويسمعه الآخرون؛ فأجبت: ما دام سموكم يعرف هذا الرأي فلماذا تطلبون أن أعيد إلقاءه على الآخرين؟ قال أريد هذا؛ فقلت - بحضور كثير من الأساتذة أو الدكاترة الَّذين أحترمهم وأجلهم - قلت: الشعر العربي معروف من قديم الزمان، الآن أوجد ما يسمى بالشعر الحر، قالوا عنه - أولاً - إنه شعر منثور، ثم قالوا عنه إنه شعر حر، ثم قالوا إنه شعر تفعيلة، ثم سموه شعراً حداثياً.. خرجوا عن المعقول إلى غير المعقول، ثم سموه قصيدة النثر، وكل هذا لا يثبت أمام الشعر الصحيح، لأنه إذا اختلفنا مع الآخرين في رأي من الاراء فيجب التحكيم، والتحكيم يكون إما للنص وإما للشخص، وحيث لا يوجد بين مجموعة من يستطيع أن يحكم على الشعر، وإما أن يعتبر شعراً حداثياً وإما أن يعتبر شعراً موروثاً فنرجع إلى النص؛ فقلت: الشعر الَّذي ذكر في القرآن والَّذي تحدث عنه القرآن، والَّذي عناه القرآن.. هل هو هذا الشعر الَّذي نقرأه الآن، أم هو الشعر المقفى العامودي الَّذي كان العرب يقولونه ولا يزالون؟
- وكان هناك تساؤل من بعض الموجودين، قالوا: إن العرب من إعجابهم بالشعر سموا القرآن شعراً، وقالوا: بل هو شاعر يتربص به ريب المنون؛ فأجبت هذا منطق جدلي من قريش.. هم يعرفون الشعر والعرب تعرف الشعر.. ولا يمكن أن يسمى القرآن شعراً، لأنهم اتهموا النبّي صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون؛ وبأنه كاذب؛ وبأنه ساحر، وبأنه شاعر.. فلو اعتمدنا قولاً من أقوالهم لجاز لنا أن نعتمد جميع التهم التي تنسب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم مع أن القرآن يقول: وما هو بشاعر وما علمناه الشعر وما ينبغي له.
- هذا الشعر الَّذي كان موجوداً آنذاك، أما ما سمي شعراً الآن، فهذا فيه تجاوز كثير؛ أما رأيي الصريح الَّذي قلته مراراً: إذا كان هذا الشعر مقفّىً موزوناً فينبغي أن يعتبر شعراً، وإذا كان نثراً فلم لا نسميه نثراً؟ أليس المفروض في النثر أن يكون جميلاً؟ هناك بعض الأساليب النثرية، صاغها كثير من الأدباء منهم الجاحظ، ومصطفى صادق الرافعي، والزيات، والأستاذ عزيز ضياء، وآخرون.. يكاد نثرهم يتجاوز كثيراً من الشعر المنظوم والمقروء، ولكن الادعاء بأن هذا شعر فيه غرض لتهديم البنية العربية المتعارف عليها وليس المقصود تهديم الشعر فقط، ولكن تهديم اللغة وتهديم التفاسير، وتهديم الموروثات كلها، لأن أدونيس في كتابه الثابت والمتحول يدعو إلى نبذ كل قديم وإلى عدم الاعتراف بكل ما هو موروث، وإلى أشياء أخرى لا يمكن موافقته عليها ولا على من يذهبون مذهبه، الَّذين حاربوا اللغة ولا يزالون يحاربونها حتى الآن؛ منهم من دعا إلى استعمال العامية؛ ومنهم من دعا إلى الكتابة بالحرف اللاتيني؛ ومنهم من دعا إلى نبذ اللغة العربية بالكلية واستعمال اللغات الأجنبية؛ ونضرب مثلاً بأحدهم.. وهو سعيد عقل الَّذي أصدر ديواناً باللغة اللبنانية العامية مكتوباً بالحرف اللاتيني، وهو شعر - كما يدعي - شعر عربي مكتوب باللاتينية من الشمال إلى اليمين، ولا يكاد قارئه يفهم منه حرفاً.
- هذه بعض المحاولات القائمة الآن لمحاربة اللغة ومحاربة الشعر، أما محاربة الموروثات من الدين والسنَّة، والتاريخ فهذا معروف لدى الجميع، ولكن الله قدير على ردّ كل هذه الهجمات والآراء، التي لا أدري هل يصدر عنها أصحابها عن علم أو عن جهل؟ فمنهم من يريد التهديم، ومنهم الَّذين يسايرون كل ناعق ويجرون وراء كل صاحب رأي، لا يدرون خطأ كان أو صواباً.
- لعلي قد أطلت عليكم.. لكن الحديث يجر بعضه بعضاًً، فأرجوكم المعذرة، وأرجو المعذرة ممن لم ير رأيي هذا في الحداثة وأصحابها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1024  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج