سطع النور والهدى في رباها |
وتجلى وحي السما في حماها .. |
نفحات قدسية قد تسامت |
وسرت في القلوب تروي صداها .. |
تلك أمُّ القرى مرابع مجدٍ |
هي مهد الإسلام موطن طه .. |
هي للدين منهل طاب وردا |
هي للعلم منبع قد تناهى .. |
شع منها التوحيد في خير نهج |
رفع الله قدرها وحماها .. |
وبها أقسم الإله بحق |
بارك الله أرضها وسماها .. |
أم صبح فيها الأمان تبدى |
طبتُ نفساً بها وطاب شذاها .. |
أشرقت شمس أحمد في بهاء |
وازدهى الكون حين جل ذراها .. |
مولد كان للهداية أصلا |
رحمة الله ربنا أسْداها .. |
فهو للعالمين هادي البرايا |
وهو للدهر غرة لا تضاهى .. |
حبه في القلوب حب عميق |
من يحب الرسول حب الإلها .. |
إنه المصطفى عليه صلاة |
وسلام تحية يرضاها .. |
يا ربوعاً تعطّرت واستنارت |
ودياراً تقدست أرجاها .. |
مكة بكة جليلة قدر |
صانها الله فاستمدت علاها .. |
قد قضيت الشباب غضاً ربيعاً |
في معانيك حامداً نعماها .. |
وتضلعت سلسبيلاً نميرا |
من صفا زمزم وحلو غذاها .. |
وقصدت الإله حجاً وسعياً |
لأنَال الثوابَ مِن مولاها .. |
ذاك والله خيرُ ما نرتجيه |
وهو فضل الإله عزاً وجاها .. |
مكة في بطاحها الرحبة نمضي |
يطمئن الفؤاد من ذكراها .. |
وحِراء وَمَا حِراؤك إلاّ |
مهبط الوحي قد أضاء رباهَا .. |
فيه جبريل قد تبارك قولاً |
هو طب القلوب وهو شفاها .. |
إنّه الروح والأمين عَليْه |
هبَة الله زانها واصطفاها .. |
كان فيها مع الكرام لقاء |
في ذرى البيت والرضى يغشاها .. |
محفل ضم نخبة من خيار |
فتية آمنوا فنالوا هداها .. |
يا رعى الله هجرة لديَار |
عز فيها الأنصار حين احتواها .. |
طلع البَدر من ثنايَا وداع |
فأضاء الدنى وجلى رجاها .. |
وتآخى فيها رفاق وصحب |
عاهدوا الله أن يكونوا فداها .. |
إنها طيبة الحبيبَة دوماً |
طيّبَ اللهُ رَبعها وثراها .. |
يا إلهي ضَراعتي ودعائي |
أن يكون الختام في مَثواها .. |
غافر الذنب قابل التوب عفواً |
يا سميع الدعاء عظمت إلاها .. |