شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مكة
مكة الخير، والهوى، والحفيفِ
واللقاءات كالسنا، كالرفيفِ
يا ملاذ الإيمان، يا موطن النور
تهادى من الاله اللطيف
بلدي! يا رؤى الطفولة، يا
مهد القداسات، يا لواء الزحوف
بلدي بالهوى، وبالدين، والحب
وبالعطف من أبر عطوف
بلدي! يا صحيفة المجد من
جبريل، من أمهات تلك الطيوف
بلدي! أيها السماء على الأرض،
إذا الأرض حوربت بالعزيف
يا انطلاقات عبقر! خسئت عبقر
في جاهلية التخريف
كم أحلت الخريف فينا ربيعاً
حيث ينهى الربيع مس الخريف
ورقينا على جوانبك الفيح
ذرى عزّة الأبيّ الشريف
وانطلقنا إلى المجالات من
واديك، في سبحة الجمال الشفيف
نتبارى، ونرتوي، وننادي
بالأماني، وللنداء نلبي ...
بلدي بالمنى، وبالأمل الفواح
ينداح في فؤاد الصبي
يوم أن كنت اصطفيك مقاماً
ومباء، لبكرة، وعشي
يوم أن كنت في مرابع ميلادي
وقد همت بالشعاع السني
في مهادي الوثير، في مسقط الرأس،
بدرسي، وملعبي، ونديي
في ربا جدّة التي أطلعت شمسي
ترنو إليك رنى الجفي
يوم أن كنت ثَمَّ، لكنني كنت
معنى بطيفك القدسي
قلت: يا رب أنت خولت بالأمس
لقاها لطامع، وعصي
فرعتهم، وقدمتهم إلى
العالم رسلاً لصهر كل عتي
فاجنينها محجة، وثراء
ومكاناً للانطلاق الشهي
وملاذا، وحبذا من ملاذ
هي في الأرض، في المكان العلي
فتبوأتها، وقد سمع الله
دعائي، وبارك الله دربي
مكة الأمس!، والحديث لذيذ
عنك، كالوحي في حياتك رفّا
رفع الوحي فيك كبرى المنارات
بها استفتح النماء، وقفّي
فاستوت بين لابتيك حصوناً
للحضارات، والخلود المصفّى
وحبا المسجد الحرام اتساعاً
لا يجارى، وروعة ليس تخفى
ورعى ما ابتغت زبيدة من بعد
فأربى بما رعاه، وأضفى
وهدى تُبَّعاً لأن يلبس البيت
حريراً، وجيرة البيت عطفا
واصطفى منك معطى المعطيات
المرسل العالمي للكون لطفاً
حطم الجهل، بالرسالة للدنيا
ففاحت رياضها العز عرفا
مكتي! مكة المعالي التليدات
اقفزي بالحديد صنفاً فصنفاً
هرولي .. نقلة السوابق في الحلبة
واستبعدي التقدم زحفاً
كنت أم الضيوف أمس، وها أنت
عرين الأسود من كل شعب
أيهذي التي إلى عالم الروح
تساميت في لقاء سماوي!
مارسي اليوم عالم الجسد
المطلاب، فيه محاسن ومساوي
عالم الأرض، والفضاء، وما دون
السموات هاوياً كل هاوي
سابقي سابقي العواصم في الوثب
بعيداً عن النؤى، والملاوي
فالوثوب الكريم نحو الحضارات
وكسب السباق، غير التهاوي
وإذا قلت: "سابقي"! لا أريد الأ
مر، لكنه دعاء التناوي:
أنا ناو أن تسبقي، ووليد الغد
ناو، فساعدي كل ناوي
أنت "طغراء" موطني الحر،
والطغراء يروي حديثها كل راوي
فانظري ما يقال عنك ويروى
وانظري قيمة العطاء المساوي
السمو الأرضي بالعمل الناطح
يعليك، كالسمو السماوي
أنت أهل لكل ذاك وهذا
فخذي منه بالأعز الأحب
يا كوى المجد! أين مزدحم النور
إذا لم يكن على بطحائك
أين إطلالة الجزيرة بالأصباح
إن لم تكن رؤى أبنائك
أين مجلى الآباء، أو كبرياء
الروح، إن لم يلقحا بإبائك
كانت الكبرياء جرماً إلى أن
عرف الناس ما مدى كبريائك
حين أعلى "محمد" أرضك البكر
وجبريل سابح في سمائك
مثلاها سيادة، وعطاء
وضياء، ويا لهول عطائك!
رسم "ابن الوليد" منه فخاراً
و"الفضول" ابتنو جميل ثنائك
هم تبنوه في رباك وليداً
وهم الواضعوه في أحشائك
ومضى "هاشم" لمجدك يمضي
"رحلة الصيف" في الليالي الحوالك
الورى وحدهم بغيرك يمشون
ويمشي فيك الورى والملائك
والمخفون فيك، والمثقلون
الغر يمشون فيك جنباً لجنب
يا بقاع الجزيرة الفيح،
يا مبعث روح الحياة بين الأنام
يا مثار الكفاح في أمم
الأرض لانها ونشر السلام
باسمها باسم مكة، أبلغي
الأيام إنا هنا .. مع الأيام
لا جمود تذوب فيه الكفايات
ولا طفرة بغير نظام
لا، ولا رجعة إلى نكسة الفكر
المدلاة في القديم الحرام
لا، ولا نستسيغ أن نخلع الحق
ونجري مع الطغام الطغام
عصم السير في الضياء خطانا
من مسير مهكع متعامي
فحيينا ـ بنعمة الله
أحراراً، كراماً، نعتزّ بالإسلام
سادة إن بغى السيادة فينا
أجنبي على الصداقة نامي
خُضَّعاً إن بغي التواضع فضلاً
قُوَّماً بالأخاء خير قيام
نسبق القادرين في العطف فيمن
لهم العطف، دون بعد وقرب
يا بقاع الجزيرة العربية
من "أغادير" للربى اللؤلؤية
من ذرى "منبج" إلى "عدن" الغضبي
وكبرى المعاقل اليعربية
الأصابيح، والأماسي ينبضن
حياة، على ثراك شهية
كم تشهت مذاقها أمم الغرب
فطارت بها الأماني العتية
أمسيات مسحورة، وأصابيح
تغذي انتفاضة الحرية
كل أصبوحة تتيه بعملاق
تباهى بشأنه أمسية
وجبال مفتونة بالرمال
الميث ممراحة الظباء الأبية
يسرح الذئب في مساهبها
الدهم، وتهفو القطاة والأروية
كَبِّري كَبِّري إذا الاستجابات
تواترن بكرة وعشية
وتولي قياد كل فتاة
أو فتى مذ وعى المعاني السرية
بهرته العلا فسار إليهن
عزوفاً، بغيرة، أو بحب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :919  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.