أهيم بروحي على الرابية |
وعند "المطاف" وفي المروتين |
وأهفو إلى ذكر غالية |
لدى "البيت" والخَيْف والأخشبين |
فيهدر دمعي بمآقيه |
ويجري لظاه على الوجنتين |
ويصرخ شوقي بأعماقيه |
فأرسل من مقلتيّ دمعتين |
أهيم وعبر المدى معبد |
يعلق في بابه النيرين |
فإن طاف في جوفه مسهد |
وألقى على سجفه نظرتين |
تراءى له شفق مجهد |
يوارى سنا الفجر في يروتين |
وليس له بالشجا مولد |
لمغترب غائر المقلتين |
أهيم وقلبي بدقاته |
يطير اشتياقاً إلى "المسجدين" |
وصدري يضج بآهاته |
فيسري صداها على الضفتين |
على النيل يقضي سويعاته |
يناغي النجوم بسمع وعين |
وخضر الروابي لأناته |
تردد من شجوه زفرتين |
أهيم وحولي كؤوس المنى |
تقطر في شفتي رشفتين |
فأحسب أني احتسيت الهنا |
لأسكب من عذبه غنوتين |
إذا بي أليف الجوى والضنى |
أصاول في غربتي شقوتين |
شقاء التياعي بخضر الربا |
وشقوة سهم رماني ببين |
أهيم وفي خاطري التائه |
رؤى بلد مشرق الجانبين |
يطوف خيالي بأنحائه |
ليقطع فيه ولو خطوتين |
أمرغ خدي ببطحائه |
والمس منه الثرى باليدين |
وألقي الرحال بأفيائه |
وأطبع في أرضه قبلتين |
أهيم وللطير في غصنه |
نواح يزغرد في المسمعين |
فيشدو الفؤاد على لحنه |
ورجع الصدى يملأ الخافقين |
فتجري البوادر من مزنه |
وتبقى على طرفه عبرتين |
تعيد النشيد إلى أذنه |
حنيناً وشوقاً إلى "المروتين" |