((عَرَفْتُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِي غَيْرَ مَا عَرَفُوا |
فَمَنْ يَلُومُ إذَا مَا قُمْتُ أَعْتَرِفُ؟ |
فَمَا تَهَوَّيْتُ مِنْ شَهْرَيْن قَدْ مَضَيَا |
فِي الْبَيْتِ أَجْلِسُ وَحْدِي فَوْقِي اللُّحُفَ |
وَقَدْ تَعَجَّبَ مِنْ حَالِي بِلاَ سَبَبٍ |
أَلْبَابُ وَالْعَقْبُ والرّوشانْ وَالقُفَفُ |
كَمَا تَطَلَّعَ نَحْوِي زَاغِراً أَبَداً |
فِي سَقْفِهِ الْقَنْدَلُ الْمَرْصُوصُ والْخَصَفُ |
هَلْ تَعْلَمُونَ بِأَنِّي بَيْنَ أَرْبَعَةٍ |
صَمَّاءَ مِنْ جُدُرٍ لَيْسَتْ لَهَا سُجُفُ؟ |
وكُلُّ تَمْشِيَتِي: بُولْطَا أَقُومُ بِهَا |
فَوْقَ السُّطُوحِ يُوَارِينِي بِهَا الطَّنَفُ |
كَيْ اسْتَجِمَّ قَلِيلاً ثُمَّ يُرْجِعُنِي |
إلَى الْفرَاشِ دَبِيبٌ مِنْهُ أَرْتَجِفُ |
بَرْدَان قَفْقَفْتُ مِنْ ضَهْري وَفِي رُكَبِي |
شَيْءٌ إذَا غَزَّهَا مِنْ جَلْسَتِي أَقِفُ |
قَرْفَان مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَشِيَمَتُهَا |
غَدْرٌ وَهَمٌّ وَنِسْيَانُ وَمُعْتَكَفُ |
فَإِنَّهَا مِثْلَمَا قَدْ قَالَ صَاحِبُنَا |
ظُوظُو أَفَنْدِي إِذَا جَانا لَهَا يَصِفُ |
خَرْسِيسُ !! نَرْسِيسُ دَنْيَا زَيَّ قِلَّتِهَا |
يَا شَيْخُ أَحْمَدُ إِخْصٍ إنَّهَا قَرَفُ !! |
* * * |
فَاسْمَعْ كَلاَمِيَ يَا قَنْدِيلُ مُتَّعِظاً |
فَالْيَوْمَ أَوْ بَعْدَ بُكْرَا سَوْفَ تَنْعكِفُ |
عَبِّي مِنَ الْيَوْمِ مَا تَحَْتَاجُهُ لِغَدٍ |
رُكْنٌ وَسَطْحٌ وَبَسْطُونٌ بِهِ تَقِفُ |
فَقُلْتُ: فِعْلاً كَمَا قُلْتُمْ مَبَادِئِكُمْ |
بَانَتْ عَلَيَّ وَقَدْ أَزْرَى بي التَّلَفُ |
هِيَ الْمَبَادِئْ فِي الأَعْمَأرِ مَا فَتِئَتْ |
تُبَدِّلُ الْجِلْدَ بَعْدَ الجلْدِ يَنْكَشِفُ |
هَلَّتْ عَلَيَّ كَمَاءِ الْمُزْنِ رَشْرَشَهٌ |
هَتَّانُهَا بِرَذَاذٍ مِنْهُ أَرْتشِفُ |
ضَهْرِي يُطَقْطِقُ إنْ طَالَ الْجُلُوسُ بِهِ |
فَوْقَ الْكَرَاسِي لَهَا أَوْلاَدُنَا زَحَفُوا |
فَقَالَ: تِلْكَ الْكَرَاسِي كَمْ يَحِنُّ لَهَا |
ضَهْرِي يَخُويَ فَفِيهَا الْجَخُّ والتَّرَفُ |
أَجَبْتُ: مَهْلاً فَمَا أَعْنِيه غَيْرُ كِدَا |
إِنِّي أُعَدِّدُ مَا بِالْجَسْمِ يَنْحَرِفُ |
لِسَّا كَمَانَ فَكِرْشي بَاتَ يُثْقِلُنِي |
مُدَلْدَلاً وَكَمَا النُّونُّو لَهُ شَغَفُ |
وَرُكْبَتِي وَعُيُونِي بَيْنَ خَلْخَلَةٍ |
وَبَيْنَ كَنْبَشَةٍ مضَاقَتْ بِهَا النَّجَفُ |
أَمّا الضُّروسُ فَقَدْ رَاحَتْ وَمَا بَقِيتْ |
إِلاَّ الدَّرَادِيرُ فِيهَا يُمْضَغُ الْعلَفُ |
فَقَالَ: بَشْ !! بَشْ !! كَفَانَا اللَّهُ مَا جَلبتْ |
لَنَا الْقَوافِي وَشِعْرٌ بَعْضُهُ شِقَفْ !!! |
* * * |
تَعَال وَأقْعُدْ مَعَايَا دُون مَصْخَرةٍ |
فَالْمَصْخَرَاءُ مِنَ التَّمْرَا هِي الْخَشَفُ |
وَافْضَلْ بِجَنْبِي إِذَا دَارَ الْكَلاَمُ هُنَا |
مُصَفِّقاً إِنْ أَتَى دَوْرِي وَإذْ أَقِفُ |
لَقَدْ أَتَانِيَ مِنْ يَوْمَيْنِ ظَرْفُهُمو |
وَدَاخِلُ الظَّرْفِ كَرْتُ مَا لَهُ طَرَفُ |
يَقُولَ: نَدْعُوكُمُو لَيْلاً لِمُؤْتَمَرٍ |
تُحْيُونَ فِيهِ عُكَاظاً يَا لَهُ شَرَفُ |
وَقَدْ تَقَشْمَطتُّ فَرْحَاناً بِدَعْوتِهِمْ |
وقَدْ أَتَيْتُ كَمَا شَاءَتْ لَنَا الصُّدَفُ |
مُشَقْدِفاً مِثْلَ عَادَاتِي فَقَدْ ذَهَبَتْ |
دُنْيَا الْكَجَاوَاتِ بِالْعُصْمَانِ تَنْصَرِف |
فَكُنْ عَدِيليَ أَوْ بالوِسْكِ مُحْتَبِياً |
فَفَرْدَةُ الشُّقْدِفِ الأُخْرَى لَهَا خَلَفُ |
وَدُقَّ بِالْكِتْفِ كِتْفِي كُلَّمَا جَلَسُوا |
بَعْدَ الْكَلاَمِ وَقَوِّمْنِي إِذَا وَقَفُوا !! |
* * * |
يَا صَاحِبِي الْمُرْتَجَى فِي الْحَفْلِ أَسْأَلُهُ |
عَنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا هَزَّنِي الْكِتِفْ |
مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْمَجْعُوصُ يَزْغُرُلي؟ |
فَقُلْتُ: زِيَدَانَ قَالَ الآنَ أَنْتَصِفُ |
وَمَنْ هُنَاكَ؟؟ يُحَيِّينِي بِقَهْقَهَةٍ |
مَا شَابَهَا مِنْهُ إِثْمٌ لاَ وَلاَ جَنَفُ |
فَقُلْتُ: هَذَا عُرَيْفٌ فِي أَمَانَتِنَا |
بِبَطْنِ مَكَّةَ لاَ يَعْلُو بِهَا الصَّلَفُ |
وَذَلِكَ الْوَلَدُ السَّاسِي أَتَعْرِفُهُ؟ |
عَبْدُ السَّلاَمِ لَهُ كِرْدَاشَةٌ أُنُفُ |
بَيْنَ الضَّيَاءَيْنِ قَدْ حَلاَّ فَذَا رَجَب |
وَذَاكَ طَبْعاً عَزُيزُ الأَبّ لاَ النَّصَفُ |
وَذِلَكَ الْمَغْربِي لاَ بُدَّ قَدْ سَمْعَتْ |
أُذْنَاكَ بَحْثاً بِهِ ((شَوْقِي)) لَهُ لَهِفُ |
* * * |
أَمَّا هُنَالِكَ فَالْبَشْكَا برُمَّتِهَا |
مِثْلَ اللآلي مَا فِي بَيْنَهَا صَدَفٌ |
عَبْدُ الْغَفُورِ وَلِلْعَطَّارِ نِسْبَتُهُ |
لَنْ يُصْلِحَ الدَّهْرُ مِنَّا بَعْضَ مَا نَسَفُوا |
وَذا الرَّبِيعُ وَفِي رُكْنٍ يُقَابِلُهُ |
عَبْدُ الْعَزِيزِ الرِّفَاعِي الأَنْفُ والأَنَفُ |
تَقْفُوهُ مَكْتَبَة حِلَوَا مُخَنْصَرةٌ |
ظَغِيرَةٌ قَدْ زَهَاهَا الدَّلُّ وَالْهَيَفُ |
وَألنَّقْشَبَنْدِي عَلَى الْكُرْسِيِّ مُرْتَكِزٌ |
رَجَّ الْمَنَاضِرَ لاَ يَرْضَى بِهَا السَّلَفْ ! |
هُنَاكَ مَنْ سَلِمَتْ مِنْهُ بَرَاجِمُهُ |
وَلَمْ تُبَرْجِلْهُ أَوْخَازٌ وَلاَ شُغَفُ |
زَوَّجْتُه بِابْنَةِ الْخَبَّازِ مِنْ قِدَمٍ |
فَابْنُ الْعَقِيلُ لَهُ فِي فُرْنِنَا شَغَفُ |
هُنَاكَ أَيْضاً أَخُونَا خَالِدٌ ضَحِكَتْ |
مِنْهُ النَّواجِذُ بِالْقَفْشَاتِ مُعْترِفُ |
وَجَنْبَ بَعْضٍ عَلَى غَفْلاَ لَقَد جَلَسا |
هَذَا السُّنُوسِي وَهَذَا الأَلْمِعي الدَّنفُ |
وَبَعْدَ صَفَّيْن أَوْ صَفٍّ كَمَا ذَكَرُوا |
قَامَ الْحُصَيِّنُ لِلأَفْكارِ يَقْتَطِفُ |
وَالْحَافِظَانِ : عَلِيٌّ نَطَّ مُبْتَعِداً |
عَنْهُ أَخُوهُ أَبُو عَفَّانَ يَزْدَلِفُ |
وَابْنَانِ: إِبْنُ خَمِيسٍ فِي دَفَاتِرِهِ |
يُرَاجِعُ الشِّعْرَ نَبْطِيًّا لَهُ يَصِفُ |
بِجنْبِهِ إِبْنُ إدْرِيسٍ يُزَاحِمُهُ |
بِالشِّعْرِ حُرًّا وَمَنْثُوراً فَهَلْ أَصِفُ؟ |
فَقَالَ: كَلا فَإِنِّي مُبْصِرٌ حَمَداً |
الْجَاسِرَ الْبَاحِثَ التَّارِيخَ يَنْتَصِفُ |
أَبُو نَبِيهٍ لَهُ فِي كُلِّ ثَانِيَةٍ |
مُبَصْبِصٌ وَمِنَ الآثَارِ يَغْتَرِفُ |
كِفَايا مَنْ قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ عَجَائِزِنَا |
هَاتِ الشَّبَابَ الَّذِي مَا فِيهِ مُعْتَسِفُ |
إنَّ الشَّبَابَ لنا ذِكْرَى إِلَيْه رَنَا |
فِي حَارَةِ الْبَابِ قَلْبِي حَيْثُ يَزْدَهِفُ !! |
* * * |
فَقُلْتُ: عَبْدُ الْيَمَاني بَيْنَ كَوْكَبَةٍ |
مِنَ الدَّكَاتِرَةِ الشُّبَّانِ مُؤْتَلِفُ |
هُمُو الشَّبَابُ بِنَا وَلّى فَنَحنُ بِهِمْ |
نَعِيشُ فِي لَفْتَةِ التَّارِيخِ يَنْعَطِفُ |
زَيَّانُهُمْ وَأَبُو رُكْبَا وَجَنْبَهُمَا |
بَاجُودَةٍ وَكَثِيْرٌ كُلُّهُمْ نَجِفُ |
مِنْ الْمُبَارِكِ لِلسَّاسِي لِغَيْرِهِمَا |
مِمَّنْ عَرَفْتُ وَمِمَّنْ سَوْفَ يَنْعَرِفُ |
أَجَابَ: قُلْ لُهُمو عَنِّي وَقَدْ جُمِعُوا |
كَالْعِقْدِ مِنْ لُؤلُؤٍ مَا بَيْنَهُ خَزَفُ |
أَنْتُمْ لَنَا الأَمَلُ الْمَنْشُودُ مِنْ غَدِكُمْ |
فِي يَوْمِنَا الْيَوْمُ.. لاَ بُكْرَا فَلاَ تَقِفُوا |
سِيرُوا فَأَنْتُمْ وِلاَدِي كُلُّكُمْ فَبِكُمْ |
طَبْعاً كَمَا قُلْتُ مِنْكُمْ تُؤْكَلُ الْكتِفُ !! |
* * * |
يَا أَيُّهَا الْحَفْلُ وَالآدابُ تَجْمَعُهُ |
وَالشِّعْرُ والنَقْدُ والأَبْحَاثُ وَالْتُّحَفُ |
قَامَتْ بِفِكْرَتِهِ لِلْفَنِّ جَامِعَةٌ |
عَبْدُ الْعَزِيزِ لَهَا مِنْ إِسْمِهِ شَرَفُ |
هذِي مُبَاسَطَةٌ بِألْفَنِّ أُرْسِلُهَا |
قَدْ كَنْدَشَتْهَا لَنَا الأَلْفَاظُ والطُّرَفُ |
سَجَّلْتُهَا كَيْ أُحَيِّي بَيْنَنَا رَجُلاً |
قَدْ عَاشَ فِي الِبَرْدِ بِالأَشْعَارِ يَلْتَحِفُ |
بَقِيَّةُ النَّاسِ فِينَا فِيهِ قَدْ نَظَرَتْ |
عُيُونُنَا مَاضِياً والْدَّمْعُ مُنْذَرِفُ |
فَكَرِّمُوهُ فَمَا أَحْلَى الْجَدِيدَ بِنَا |
مُكَرِّماً لِقَدِيمٍ مِنْهُ نَغْتَرِفُ |
وَقَلِّدُوهُ مِدَلْيَاءً مُعَلَّقَةً |
بِالْحَلْقِ مِثْلَ الْمَشَا اللَّه حَبْلُهَا سَعَفُ |
فَإِنَّهُ فِي حُرُوفِ الشِّعْرِ نَقْرَؤُهَا |
فِي يَائِهِ الْيَوِمَ مِنَّا بَيْنَنَا: الأَلِفُ !! |