شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فليرحمك اللَّه
بقلم: علي حسن فدعق
ـ أخي محمد فدا:
النبأ الحزين الذي فجعنا فيك من أقاصي الأرض، تركنا نعيش أياماً في دوامة حزن عميق، لأنك ملكت منا أحاسيس حب صادق، وأخوة حقة، ووطنية عميقة الوشائج، حتى إذا استقبلنا جثمانك الطاهر، والدموع تترقرق ساخنة معبرة، تصرخ بالأسى وتغمض على ألم.. وهكذا كنا.
أخي محمد فدا:
وهل سأقولها مرة أخرى لتقول لي كما كنت رفيقاً.. نعم.. رحمك الله رحمك الله بما قدمت للجيل الصاعد من توجيهات مرب وحنان أب، وقدوة معلم فاضل كريم.
كنت يا محمد فدا المثل الأفضل للإنسان المثقف، رحمك الله، ولا أقول غير ذلك، وبالأمس ضمتك بطحاء، مكة المكرمة في حنان الأم لأنك بها بار ولها وفي، ولأبناء بلدك كريم عطوف رحمك الله.. رحمك الله..
إن العين لتدمع، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، وحين أبكيك لا أقول سوى يرحمك الله، يرحمك الله، لأن الألم يخنقني على فقدك وفراقك.
أخي محمد فدا:
قال لي وهو يحدثني عنك وقطرات دمع تنحدر على صفحة خده، إنك قلت وأنت تتحسس الوداع الأخير للدنيا العجيبة: أرجو ألاّ تزعجوا أحداً بموتي.. لكن موتك أزعجنا.. وأفزعنا، وقلت آخر ما قلت ـ وأنت تلقى رباً كريماً وتلوت آخر آية لك من القرآن الكريم: يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً.
فليرحمك الله.. وليعوض الوطن عنه وعنك من يسير على دربك القويم إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، وسلام عليك إلى النهاية الأبدية.. ورحمة الله على جثمانك الطاهر يا أخي الراحل إلى الأبد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :339  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج