شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ فهد العريفي ))
وقرأ الأستاذ عدنان صعيدي - أيضاً - الكلمة التي بعث بها الأستاذ فهد العريفي - مشاركة منه في الاحتفاء بالسيد عبد الله جفري - والتي جاء فيها:
- صديقي الرقيق الصلب عبد الله الجفري، أيها الإخوة الكرام، أحييكم أصدق تحية؛ وبعد:
- فقد خَصَّنِي الشيخ عبد المقصود خوجه يطلب مني المشاركة في تكريم أخي الأستاذ عبد الله الجفري، الَّذي قرر الشيخ تكريمه كما هي عادته الحبيبة في تكريم الناجحين من رجالنا، من قدم لوطنه وأمته خدمات جليلة في مجال الأدب والثقافة.. وفي مجالات أخرى؛ ولأن الأخ الجفري من أعز أصدقائي فقد خصني بطلب التحدث عنه كما جرت العادة، حديث العارف بسجاياه الطيبة، وأخلاقه الحميدة، وإعطاء نبذة قصيرة عن أحواله الموفقة في خدمة بلاده طوال ثلاثين عاماً.. بل تزيد قليلاً أو كثيراً، والزيادة نتناساها إكراماً للصديق الَّذي ما زال قلبه أخضر في حب الناس.. كل الناس؛ وقد اعتذرت لظروف العمل، ورأيت أن تنوب عني هذه الكلمات المتواضعة في حفل تكريم الرجل الصديق.
- عرفت الصديق أبا وجدي معرفة طيبة سنة 1383هـ، كنت وقتها أحضر إلى جدة للإشراف على مجلة الوزارة الشهرية، التي كنت أعمل مديراً للعلاقات العامة بها؛ وكان هو يشرف على النشرة الثقافية الأسبوعية التي كانت تصدرها وزارة الإعلام حينذاك، وكنا نلتقي في مطابع الأصفهاني، وكان أديباً لامعاً من صغره، وكان يشار إليه ببنان التقدير، وكنت أحد أبناء نجد المعجبين بصفوة من الكتاب والأدباء الحجازيين، الَّذين كانوا يكتبون في البلاد.. والأضواء.. والرائد.. وحراء، خاصةً أولئك الَّذين لا يتعاملون مع الحرف من أجل الحصول على غنم أو في سبيل دفع غرم، وكان منهم الصديق الجفري..
- جمعتنا الظروف عام 1384هـ، في رحلة خارج البلاد، فكان الأستاذ عبد الله - برغم رقته وشعوره وحساسية نفسه - من أكثر الزملاء صبراً واحتمالاً لمصاعب الرحلة وقسوتها.. فلم أسمع أنه يتذمر من طول الطريق وصعوبة السفر، بل كان دائماً يبتسم وينصح بالابتسام فهو السبيل الناجح؛ وكان الكتاب رفيقه وصديقه طوال الرحلة، ومن يكن الكتاب صديقه تكثر خبرته ودرايته، وتزدهر ثقافته؛ كنت أقول لنفسي: يا سبحان الله كيف تجتمع الثقافة والصلابة في شخص واحد ونفس واحد؟ كيف يجتمع الضدان؟ كيف تجتمع الصلابة والثقافة؟ فتذكرت الماس الممتاز..
- فحقيقة، الأستاذ عبد الله من هذه العملات النادرة، فهو كالماس في صلابته، وهو كالماس في شفافيته؛ كان الأستاذ عبد الله - قبل أن تصاب أوتار قلبه الحبيبة وشرايينه الغالية - يميل في كتاباته وأحاديثه الأدبية والثقافية والصحافية بأعوام قليلة إلى الرومانسية المحببة إلى النفوس، والتحليق مع الخيال، ويبعد غالباً عن الأرضية التي نقف عليها؛ لكنه بعد إصلاح الأوتار والشرايين وتسليكها تسليكاً جيداً، أخذ يتدفق حديثه بحرارة نحو الواقع العربي المعاش، الَّذي كان يتعامل معه في بداياته في الثمانينات والتسعينات الهجرية، وما قبلها خاصةً في الأشهر الأخيرة.
- ومن مميزات الصديق عبد الله الجفري، عشقه العميق لوحدة الأمة العربية، الَّذي وضع النواة الأولى للوحدة العربية؛ وللأخ عبد الله في نفوس المواطنين محبة واعتزاز، فعندما رقد في المستشفى العسكري بالرياض تقاطر الناس عليه من كل مكان يسألون ويطمئنون ويتضرعون بالدعاء، بأن يهبه الله الصحة والعمر المديد؛ وهذه لعمري هي أصدق أنواع الحب والتقدير.
- أيها السادة: لا أود أن أطيل عليكم، والصديق عبد الله الجفري الحديث عنه طويل ومتشعب، لكن هذا الطول وهذا التشعب يفضي دائماً إلى زهور وحدائق ومياه عذبة.. لا تحتاج إلى تنقية؛ فرجل مثل الجفري لا تكفي سطور قليلة للحديث عنه، بل يحتاج إلى كتاب، بل إلى كتب لتفيه حقه في التقدير؛ فأرجو المعذرة عن التقصير، مع الدعاء له ولكم ولوطننا الغالي بالخير الدائم، والحياة السعيدة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :510  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 138 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج