شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور هاشم عبده هاشم ))
ثم تحدث بعد ذلك الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. لم يترك لي أستاذنا الكبير الأستاذ عزيز ضياء مجالاً للحديث عن المحتفى به، فقد قال كل شيء، كان يمكن أن أعبر عنه.. ولكنني أريد أن أتحدث عن عبد الله الجفري، المثل.. وأقصد بالمثل ذلك الكاتب الكبير الَّذي كنت أقرؤه في وقت مبكر في صحيفة البلاد، بالتحديد في صفحة الطلاب التي كان يحررها ويشرف عليها الأستاذ عبد الرزاق بليلة.. وإن كان قد غاب عنا.
- وكم أتمنى أن نكرم هذا الرجل أيضاً - لقد كنت أقرأ هذا الكاتب الأنيق، وأقرأ إلى جانبه زملاء حرف ورواداً في ذلك الوقت، منذ حوالي ثلاثين عاماً.. أو تزيد؛ ومن أمثال هؤلاء معالي الدكتور محمد عبده يماني.. الَّذي كان يحتل جزءاً من صفحة الطلاب في البلاد، والأستاذ الشاعر محمد صالح باخطمة، والأستاذ السفير عبد اللطيف الميمني؛ لقد كنت أجد في هؤلاء الرواد نموذجاً للكتابة التي يتطلع إلى تمثلها كل قارئ صغير.. يهم بدخول مستقبل الحرف.
- وكان بيني وبين الجفري بعد كبير، وأظنه حوالي العشرين عاماً في ذلك الوقت، مضت السنون عُجلى وأنا أتابع هذا الكاتب الأنيق، حتى قرأته في صحيفة عكاظ بعد رحلة طويلة من المتابعة، ووجدت فيه نمطاً جديداً لعمل صحفي يتحرك يشد كل ذي اهتمام بالكلمة اللماحة الأنيقة، من خلال الصفحة السابعة في عكاظ؛ وكانت لوناً جديداً، ومدرسة مختلفة عن كل ما كان مألوفاً من طرح صحفي في ذلك الوقت وكان وراء هذا العَلَم: الأنيق فكراً والأنيق عبارة، والأنيق إنسانية.
- وتتابع الاتصال حتى أصبحت أقرأ الجفري ثلاث مرات كل يوم: الأولى عندما يأتيني مقاله الأنيق فكراً وعبارة وطباعة، وما أكثر ما نشكو نحن العاملين في الصحف من ندرة هذه الأناقة في كل ما يكتب، باستثناء هذا الأديب الإنسان.. الَّذي يتعامل مع الصحيفة بأناقة، كما يتعامل مع الآخرين بأدب وذوب وإنسانية كبيرة.
- وبعد ما كنت أقرأ بداياته وأتعلم من خلالها، أصبحت أقرأ ذلك الكاتب الَّذي كنت أتمثله وأعيش معه زمناً طويلاً، وأحس بإحساسه عن كثب، كيف يعيش هذه الفكرة وكيف يتفاعل معها وكيف تمكن من التعبير عن مكنونه ووصل إلى ما يريد عبر أسلوبه المميز؟ ثم أقرؤه ثانية من خلال ردود الفعل التي أتلقاها في كل صباح، من خلال من يقرؤون الزميل الأستاذ الأديب عبد الله جفري كاتباً يومياً في عكاظ، فكثير من القضايا والموضوعات، وحتى المشاعر والأحاسيس التي يطرحها تثير لدى قراءتها ودراستها الكثير من التساؤلات والتعليقات، وهي في مجملها تلتقي مع أبي وجدي كثيراً؛ وتختلف معه في تفاصيل طفيفة، وعندما لا أجد الجواب على تحسس مشاعر هذا الكاتب الأنيق كنت دائماً أرزؤه بأسوأ الاتصالات وأحيلها إليه، وكان يواجه الكثير من العناء أو اللذة من قارئ معجب أو قارئة متجاوبة، أو زميل يعيش اللحظة والموقف نفسه..
- ثم أقرأ هذا الكاتب العملاق مرةً ثالثة، عندما ألتقي عتبه في اليوم الثاني، لكثرة ما يصيب مقاله من أخطاء، فهو ليس حساساً في عبارته فقط وإنما هو بنفس الدرجة، ونفس الأناقة، وبنفس الحرص.. يحرص أن تكون عباراته بنفس النظافة والأناقة؛ ولكن مشكلته هذه لا حل لها مع المصححين في جميع الصحف.. ولذلك فأبو وجدي يعاني كثيراً من الصحف.. وكثير من المعاناة تتحول إلى عتاب إنساني، رغم ما نسببه له من حرج كبير.
- هذه القراءات الثلاث تجسد أمامنا تفاعلاً يومياً لقلم إنسان متفاعل، يعطينا الكثير وينتظر منا الكثير، ولكن أبا وجدي يظل أكبر من كل هذا؛ شكراً لكم وشكراً لصاحب هذه الدعوة.. الَّذي أتاح لي الحديث في هذه المناسبة.. وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :517  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج