الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الشاعر يحيى حسن توفيق.

(( كلمة الأستاذ الشاعر يحيى توفيق ))

ثم أعطيت الكلمة للشاعر الأستاذ يحيى توفيق. وكانت كلمة ممزوجة بالشعر، فقال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبو وجدي هذا الألق المتجدد.. ماذا نقول له في يوم تكريمه؟ نقول:

إلام تحمل أشجاناً وتخفيها؟

رفقاً بنفسك ما عانيت يكفيها

- أيها الغالي: سأقول لك ما قلته قبل عشر سنوات في حفل كهذا، وقد تعرض لك بعض الحاقدين المثبطين بهجمة ظالمة، استهدفت شخصك لا عطاءك؛ أقول لك:

إني أراك إذا جف العطاء شذىً

فكر يفوح على الأرواح كالعطر

يروي القلوب كنهر دافق لجب

هل يضعـف الـري يومـاً قـوة النهـر؟

والبدر في الأفق إن أخفته سارية

لا بد تجلو، وتبدو روعة البدر

لا تأمن الناس فالإنسان معدنه

من التراب فلا تحسبه من تبر

واستر جراحك عمن ليس يرحمها

وداري همك بالكتمان والصبر

إني رأيت بني الدنيا إذا قدروا

تناسوا الفضل وانساقوا مع الشر

- وفي نظرة يا أبا وجدي، إذا كان معظم الكتاب والأدباء، إذا كانوا يكتبون بأقلامهم، فإني أعتقد أن أبا وجدي إنما يسود الصفحات بمداد قلبه وشظايا روحه، ولذلك فهو يصل إلى قلوبنا بلا مشقة؛ ولعلي أقول له ما قلته بالأمس -وهو يقف شامخاً كالنسر، صامداً كالطود، ومهاجموه يتساقطون حوله كالذباب- أقول له:

جرد يراعك لا تعبأ بمن جهلوا

فالناس حساد مـن يعلـو وقـد سفلـوا

الحاملين لواء الجهل في صلف

والحاقدين على من ساد إذ فشلوا

إن حلَّ بؤس على أوطانهم نكصوا

أو كان بذل على أوطانهم بخلوا

جرد يراعك لا تأبَهْ لما فعلوا

هم السراب إذا لم يخدعوا خذلوا

قد يخذل الدهـر مـن يسعـى بلا كلـل

ويسعف الدهر من يلهو ويتكل

جرد يراعك وانشر حولهم درراً

كالشهب في الليل لا تخبو لها شعل

وارسم حروفك في فن يهدهدنا

واسعـد ويهنـاك مـا أوتيت يـا رجـل

- أيها الغالي:

- مهما حاول الفاشلون، والمتأكسدون الَّذين يقفون في الظلام، أن يخمدوا شعلة الحماس المتقدة في قلوب المبدعين، الناجحين، المكافحين، فإنَّ الإبداع الناجح والعطاء الصادق يبقى شاهداً لهم، ومخلداً لعبقرية وجهد وعرق أولئك المبدعين، الَّذين أخلصوا لمبادئهم وقلمهم ودينهم ووطنهم.

وقد يموت بنو الدنيا وتخلدهم

آيات فن أذابوا روحهم فيها

- شكراً للمحتفي هذا الرجل النبيل الكريم، وشكر للمحتفى به الشمعة التي تحترق لتنير للآخرين، وشكراً للحضور على اهتمامهم بالحضور.

- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.