شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معالي الدكتور محمد عبده يماني راعي الأمسية، سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الأمسية، أصحاب المعالي والسعادة الأخوات والأخوة الزميلات وبناتي الطالبات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد اطلعت على الكتاب المطبوع بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس الاثنينية فرأيت نخبة من شخصيات وكتَّاب وأدباء، على سبيل المثال لا الحصر الشاعر الأستاذ فاروق جويدة، العلامة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله، معالي الدكتور محمد عبده يماني، معالي الأستاذ الدكتور رضا عبيد، سعادة الأستاذ علوي الصافي، وقرأت كلماتهم المذكورة فازددت خجلاً أن أقف أمامكم اليوم للغرض نفسه، ترى ماذا أقدر أن أقول وأنا امرأة مجالي هو التدريس والبحث العلمي في مجالات الأدوية والتعليم الطبي والتأسيس الجامعي، أي إنني سوف أتفوق لو طلب مني أن أضع معادلة كيميائية أو جرعة دواء إنما كيف أقول أمام هؤلاء الفطاحل من المتفوقين علمياً وأدبياً، لذلك أرجو المعذرة إن لم أتفوق وأوفق في التعبير عن مشاعري، فمشاعري الحقيقية هي تعبير لا يمكن أن أبلغكم بهم، فأنتم الذين صنعتموني سواء المسؤولون أو الذين درسوني أو الطالبات وزميلاتي أو من تعاونوا معي، فهذا كله تعبير.. كيف يمكن أن أعبر عن هذا كله في كم من الدقائق ؟ فأرجو المعذرة وسامحوني إن لم أقدر أن أقدم الشكر للجميع ولكن أنا منكم وإليكم وهذا تعبير يمثلكم جميعاً وليس سميرة فقط، بداية لا يسعني سوى الشكر على هذا الاحتفال وأخص بالشكر معالي الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الاثنينية ومعالي الأستاذ الدكتور والأخ الداعم المساعد الدكتور محمد عبده يماني راعي الاثنينية وإني إذ أبارك لكم هذا الجهد المشكور الذي بدأ منذ عام 1982م، هناك مواقف في حياة الإنسان لها دور رئيسي في تحقيق مسيرة الحياة تجعله يتأمل وقد أكرمتموني اليوم وأتحتم لي تلك اللحظات لأقف أمامكم مستعرضة بعضاً من تلك المحطات لعلي أجد منكم المشورة أو الانتقال للتصحيح، فإني مهما بلغت من العمر أو حصلت على أعلى الدرجات العلمية فإني ما زلت لم أُوتِ من العلم إلا قليلاً.. لكي أخفف وطأة الكلام في الأدوية فإني أبدأ ببعض النقاط التي في حياتي الطفولية والتكوينية، كانت ظروف عمل والدي رحمه الله والذي تقلد عدداً من المناصب الحكومية خلال مرحلة تأسيس الأنظمة بالدولة تحتم علي التنقل في كثير من المدن لذلك عاشت أسرتي متنقلة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب في ربوع بلادي وقد ترسبت بصمات تلك المجتمعات والبيئات المختلفة في تكويني حيث ولدت في الهفوف ثم توالت المحطات من مكة إلى أبها، بدأت ذاكرتي تختزن أو أتذكر حياتي بدايتها في أبها وما زلت أذكر النساء العسيريات وهن يحملن الحطب ليبعنه في سوق الثلاث، كذلك أمام بيتنا كانت تؤدى الرقصات الزحفة والخطوة يستعرضنها البنين والبنات الشباب والشابات سوياً ولن أنسى ألوان الزهور البرسيم البنفسجية وغير ذلك من الذكريات، ثم بعد ذلك الرياض وجدران المربع القصر المربع وحليب الإبل والدمام والخرج واستمرت الحال إلى أن استقرينا في مكة المكرمة، حتى بدأت الوالدة ـ أعطاها الصحة إن شاء الله ربنا ـ والوالد يجتهدان في كيفية تعليمنا فكانوا يرسلوننا إلى الفقيهة في جرول والمدرسة الأندونيسية في الشامية ثم في الصيف نذهب إلى الطائف حيث الأستاذ عبد الرؤوف وزوجته وغير ذلك من المواقف التعليمية، لم يكتف الوالد آنذاك فبدأ يستعين بمدرسين، مدرسة القلعة التي أعدت لإعداد البعثات لتدرسينا في المساء مستخدمين كتباً كان يستقدمها الوالد من مصر، محولين بيتنا إلى مدرسة نظامية كل مساء، لم يكن ذلك سهلاً ولم يحقق طموحاتهم، فاستغلت والدتي فرصة وجود أسر صديقة للأسرة، تريد الرحيل إلى القاهرة لتعليم أبنائهم، وأقنعهم الوالد أنه سوف يتكفل بإقامة بيت في الإسكندرية على أن يقيموا معنا ومع مربيتنا للإشراف وللاهتمام بنا، وتم ذلك ورحلنا، وملأ الطائرة 35 طفلاً من أبناء الأصدقاء مع العم محمود ملياني يرحمه الله، والخالة ندية وبقية ودادتنا رحمها الله وأقمنا بالإسكندرية وأدخلنا في كلية البنات الإنجليزية في الشاطئ في مدارس الداخلي والإخوان في مدرسة فيكتوريا بالإسكندرية، مرحلة التخرج بعد أن تمت أتيت إلى الوطن وليس أمامي خطط أو طموحات بالرغم من أني أعلم أني أول سيدة حاصلة على شهادة الدكتوراه في الوطن كله، ولكن لم يكن أمامي طرق ولا أعرف من أين أبدأ وتساءلت ببعض مما كان يردده والدي يرحمه الله من كلمات الاعتزاز بأنه ولله الحمد قد حقق وقدم للوطن ثلاث فتيات أول حاصلة على الدكتوراه وهي أنا.. وأول حاصلة درجة البكالوريوس في التمريض وأول طبيبة أخصائية في أمراض العيون، صحيح أنا أحمل شهادة الدكتوراه في ذلك الوقت ولكن ماذا أعمل بعدما رأيت شقيقتي المغفور لها سامرة التي تقدمت إلى وزارة الصحة تحمل درجة البكالوريوس في التمريض ولم يتم تعيينها لسبب أنه لم يكن هناك درجة وظيفية توصيفية لمن تحمل درجة البكالوريوس في التمريض وكانت صدمة لها، لكن وزارة الصحة إذا كان بكالوريوس التمريض ما يقدر يتوظف فدكتوراه الصيدلة حيعمل إيش.. أما في الجامعة فليس هناك سوى كليتين كلية الإدارة والاقتصاد وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جدة وكلية الشريعة والتربية وعلم النفس في مكة جميعها للبنين، أما البنات فلا خيار لهن سوى الدراسات المسائية أو الانتساب وأنا في تلك الحيرة فوجئت برحيل والدي إلى رحمة الله.. وكان أكبر حسرة لي لأنه لم يرني أقدم الخدمة للوطن.. وزادت تلك الصدمة حين كنت أتصفح أوراقه التي تركها ورأيت صحيفة شغلت صفحتين من الجريدة اليومية تمت مقابلة لوالدي لمدة شهر قبل وفاته وكان الحديث في الصحيفة عن تاريخه وحياته وما إلى ذلك وأسرته وأبنائه وبناته وكان آخر سؤال سئل في تلك الصحيفة هو أنهم طلبوا منه أن يسألونه صف مشاعرك وأنت لديك ابنة هي أول سيدة تحصل على درجة الدكتوراه في الوطن، فكان الجواب أنا الآن أستقبل الموت بصدر رحب.
كذلك تذكرت كلمات المغفور لها بإذن الله صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت سعود الكبير التي كانت حريصة دائماً على تأسيس جامعة الملك عبد العزيز أثناء مواساتها لنا في عزاء الوالد كان آخر كلامها لي سوي يا بنتي كل اللي كان أبوك يبغاه.. ماذا أعمل ؟ الحياة العملية بدأت بناءً على ما سلف، تقدمت إلى جامعة الملك عبد العزيز كمتطوعة لخدمة الجامعة والتعليم وحظيت حينها بشخصيات لها بصمات بارزة في حياتي العملية مهدوا لي طريق التحدي الذي سلكته لتأسيس التعليم ومنحوني الثقة والتقدير، جعلوني أعمل معهم على مستوى الزمالة والأخوة دون النظر إلى كوني امرأة وهم الرجال الرواد في العمل التأسيسي الجامعي، وخشية ألا يتيح الوقت ذكر الأسماء كافة التي لها بصمات في دعمي وتسهيل وتمهيد الطريق لي، أرجو المعذرة ولو لبعض منهم فأنا أشكر معالي الدكتور أحمد محمد علي الذي قرر تعييني قبل تركه للجامعة، واعتبر في قرار تعيينه أن توظف سميرة في وظيفة مدرس على بداية عملها في الجامعة وفي ذلك الوقت لم يكن حامل الدكتوراه يأخذ وظيفة أستاذ مساعد يأخذ مدرس بس، ثم حظيت بوجود أو بقيادة الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني الذي تولى إدارة الجامعة وقرر تعييني رئيساً للأقسام العلمية للطالبات وكذلك مستشارة أكاديمية لفرعي الطالبات في مكة وجدة، وبتشجيعه واحترامه للمركز القيادي الذي تقدمت به بعد دراسات ميدانية حول وضع التعليم الجامعي للفتيات من ما كانت مسائية انتسابية إلى دراسات نظامية وبدأت الانطلاقة وبدأت الدراسة في جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود لأنه في ذلك الوقت كانت فقط جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود، فانطلقت الدراسة هذه وفتحت الطريق وبدأ التعليم النظامي الجامعي كبقية التعليم في الجامعات في العالم.
عندما صدر القرار السامي بتأسيس كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز عام 1974 ـ 1975م طلب مني سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله باسلامة مؤسس كلية الطب التعاون معه في تأسيس هذا الصرح مبتدئين بتأسيس قسم البنين. ثم بعد نجاح التجربة نبدأ بقبول الطالبات أسوة بما يحدث بباقي كليات الجامعات في المملكة حيث لم يكن إلى ذلك التاريخ دراسة الطب للفتيات في جامعة الملك سعود التي بدأت بتدريس البنين في عام 1969 ميلادية، فاستفسرت من سعادته عن دوري أو وظيفتي في هذه الكلية وبعد التشاور اقترحت عليه أن أشغل وظيفة الكلية، ولتطبيق هذا الطلب تطلب منهم بذل الكثير من الاجتهادات المشكورة وأخذ المشورة والتشاور مع معالي الدكتور محمد عبده يماني للحصول على الموافقة من الجهات ابتداء من معالي الدكتور محمد عبده يماني ومعالي الشيخ رحمة الله عليه، الشيخ حسن آل الشيخ وزير التعليم في ذلك الوقت، حيث لم يسبق قبل ذلك التاريخ تلقيب امرأة أو توظيف امرأة على مسمى وظيفة وكيلة كلية، فكانت سابقة تخدم البنات عموماً والآن والحمد لله هناك الأستاذات ورؤساء الأقسام والعميدات كان أول اقتراحاتي أن يطلق على الكلية مسمى كلية الطب والعلوم الطبية وتشمل تخصصات الطب وبعض التخصصات الصحية لتوفير الجهد حيث يمكننا الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس التي لم تكن موجودة وكنا نضطر أن نستقدمها من الخارج وكذلك لتوفير الوقت كي لا يستنزف السعي لأخذ موافقات رسمية لابتداء البرامج الأخرى، وبدأت كلية الطب والعلوم الطبية من هذه الانطلاقة وكان كما ذكرت لكم في الحسبان أن يتم تدريس الطب للبنات بعد أن تنجح الخطوة الأولى في البنين ولكن والحمد لله ولتفهم الزملاء رؤسائي سواء الدكتور عبد الله باسلامة أو الدكتور محمد عبده يماني وغيرهم، أنهم أتاحوا فرصة لإقناعهم ببدء الدراسة للطب في السنة نفسها لدراسة البنين كيف يكون ذلك وليس هناك مبانٍ حتى للبنين، ولكن سبحان الله ربنا أرشدني ووجدت مباني قسم الطالبات الذي لم يكن مستخدماً في ذلك الوقت قسم الطالبات للآداب للإدارة والاقتصاد كانت منطقة شاغرة لم تستخدم، فاقتنع المسؤولون ووضعنا كل الأسس وحركنا وغيرنا المكان وأوجدنا المختبرات وبدأت دراسة البنات والبنين في السنة نفسها للعام التعليمي التدريسي الذي هو 75 ـ 76 طبعاً في تلك الفترة ونحن في استعدادنا ترى منذ ما صدر قرار كلية الطب وتأسست وتعلمت سنة ونيف بدأ الأستاذ الدكتور عبد الله باسلامة يقبل طلاب السنة الأولى كان هذا تحدياً غير طبيعي إنما وخلال عملنا في المعامل والمناهل والمدرسين كيف نحصل عليهم فجاءني المغفور له، سعادة الدكتور نزار توفيق، عميد كلية العلوم الأساسية آنذاك، وطلب مني تأسيس قسم الطالبات في العلوم الأساسية كذلك، توليت هذه المهمة وتشرفت بها، وقمت بالتنسيق في المبنى نفسه الذي كنا نعده لطالبات الطب كذلك استضفنا طالبات العلوم الأساسية وبدأنا وكذلك كان كل الموضوع مختبراً واحداً للفيزياء وواحداً للأحياء وواحداً للرياضيات وكانت مجموعة المدرسات وكنا قد استغلينا وكذلك المدرسات أنهن يجلسن طوال النهار علشان الطالبات يترددن.. يستفسرن منهن ما يصعب عليهن، لأن البداية كانت كلها باللغة الإنجليزية، وكان مستوى اللغة الإنجليزية يختلف عما هو عليه الآن في المدارس الثانوية، فكانت فاجعة كبيرة للبنات وكان هناك انسحاب كبير ولكن سبحان الله وبالتفهم وضعت أنا مجموعة من البنات اللواتي أسماؤهن في قائمة الانتظار، ولكي لا تفوتهن الفرصة كن يحضرن كمستمعات وكلما انسحبت طالبة مسجلة رسمياً، طالبة الإنجليش تدخل مكانها، وكان ذلك العام الدراسي 75 ـ 76 عندما تم قبول ستين طالباً للطب بنين وثلاثين طالباً في السنة الثانية من الطلاب الذين كانوا يدرسون في الخارج ولما علموا بوجود هذه الكلية انتقلوا من باكستان ومن الهند ومن مصر كلهم، فصار عندنا في سنة واحدة، أي سنة أولى طب 60 طالباً، في سنة ثانية طب 30 طالباً و 40 طالبة في سنة أولى طب، وستين طالبة في سنة أولى علوم بحتة التي هي كيمياء وفيزياء ورياضيات وأحياء، كل هذه تمت في سنة واحدة، في السنة الثانية 76 ـ 77 تم قبول أول دفعة لدرجة البكالوريوس للطالبات، لا تنسوا أننا نحن كنا كلية الطب والعلوم الطبية الذين استغللنا هذا المسمى، وبدأ برنامج التمريض بعد سنة من البداية وفي سنة 77 أقيمت أول ندوة عالمية على نطاق عالمي للمرأة في المملكة تحت مسمى رسالة التمريض العالي الأولى للمملكة العربية السعودية حيث دعيت ثلاثين عالمة متخصصة في علم التمريض من أرفع الأماكن في العالم على المستوى العالي، في الندوة كان خلف ذلك نظرة المجتمع للتمريض التي كانت صعبة جداً وكنا نأخذهم لزيارة الأماكن وإجراء المقابلات في وزارة الصحة مع المسؤولين لكي يصلحوا وضع التمريض، كذلك هؤلاء المتخصصات استفدنا منهن طوال النهار من مراجعة مناهج التمريض التي بدأنا بتدريس الطالبات فيها.
هذه بعض المراحل، وخلال فترة عملي لم أنسَ أني أكاديمية غير أن فرص الأبحاث لم تكن متاحة في ذلك الوقت، خصوصاً في ما يتعلق بعلم الأدوية، وكنت أقوم باستغلال إجازاتي لأذهب إلى جامعة لندن كلية سانسيري، وسوف أذكر لكم بعض الأبحاث إذا كان الوقت يسمح لي، وقمت بالتحدي وقمت بالأبحاث في تلك الفترة في عام 1996 إلى 1998م عملت مستشارة إقليمية لمنظمة الصحة العالمية لبرامج الأدوية الأساسية وبذلك أصبحت أول سيدة وثاني شخصية سعودية تتولى منصباً رسمياً في منظمة الصحة العالمية وأتاحت لي تلك الفرصة التعرف عن عمق على سياسات الأدوية في الدول الإقليمية التي كنت مسؤولة عنها وهي ثلاث وعشرين دولة ابتداءً من تصنيع الدواء مصانع الدواء والتدريب والتأسيس إلى غير ذلك من مهمة المهنة التي كنت أشغلها، وأثناء عملي في تلك الفترة في منظمة الصحة العالمية، أقيمت الندوة العالمية لطب الأعشاب عام 1997 وهي المناسبة التي أتاحت لي الفرص لأتشرف بإلقاء كلمة منظمة الصحة العالمية أمام المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز الذي اقتنع في تلك الفترة بإنشاء مركز الأمير ماجد لطب الأعشاب، أما في التعليم الجامعي الأهلي حين كنت في منظمة الصحة العالمية فقد وصلتني دعوة ولبيتها بفخر من سمو المغفور لها بإذن الله تعالى عفت الثنيان التي طلبت مني أن أقوم بتأسيس أول كلية أهلية جامعية للفتيات، وفي الأسبوع نفسه الذي وصلت فيه الدعوة، وجدت نفسي أكتب استقالتي من منظمة الصحة العالمية، فكرتي أن منظمة الصحة العالمية فيها الكثير من المتقدمين من على المستوى العالم كله، إنما بلدي أحوج إليّ وتمنيت أني أذيع الانفتاح وهي الفرصة لأضع لبنة جديدة في تأسيس التعليم للفتيات في المملكة.
إنما بخصوص هيئة اليونسكو ذكرتم أني اخترت ضمن 32 عالمة متميزة، هذا الاحتفال كان في باريس في اليونسكو، وهيئة الجائزة أقامت حفلاً خاصاً بي في مايو، وذاك كان في يناير في السنة نفسها، أقامت هيئة الجائزة حفلاً خاصاً بي في دبي على شرف ولي عهد دبي حضره كبار الشخصيات المعنية في الإقليم على رأسهم معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ومعالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، وبعض من مدراء الجامعات من المملكة ومنطقة الخليج والعالم العربي، وأخوات عديدات منهن أمامي الآن الأستاذة الدكتورة أسماء الدباغ، والأستاذة الدكتور نادية فدا، والابنة العزيزة شريفة الصبياني والكثير أرجو أن لا أنسى أحداً والدكتورة إلهام نقشبندي والدكتورة آمال دباغ وغيرهن، فهؤلاء الآن أمامي وأنا أفتخر ويكفي حضورهن لقد كان أهم لي من أن أتسلم درع اليونسكو. أما مرحلة التقاعد فلا أعرف لماذا يسمونها تقاعداً إنما هي مرحلة الانطلاقة من وجهة نظري، استمريت في عملي في وحدة قياس ومراقبة الأدوية التي أسستها عام 1982م من ميزانية مشروع بحث مدعم في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية آنذاك وكان معالي الدكتور رضا عبيد هو رئيس تلك المؤسسة وأشكره ولن أنسى هذا الموقف له.
المهم استكملت أعمالي وتشرفت بتمثيل الوطن وركزت من مهامي تحت مجالات البحث للمرأة وإلى آخره من الاجتهادات، لكن الذي أود أن أقوله إن وحدة قياس الأدوية أثمرت كثيراً لأنها أتاحت فرصة للبحث العلمي ليس لي فقط، لأني كنت أسافر إلى الخارج عن طريق الأبحاث بل أتاحت فرصة للباحثين من الزملاء لكلية الطب والجامعة ووزارة الصحة وغيرهم من المتخصصين؛ وقد شارك في الأبحاث هذه ما لا يقل عن ثلاثين من حاملي الدكتوراه من هذا المستوى، وكذلك تم نشر البحث العلمي الذي تمت الترقية له للمجموعة وكذلك تم تعريف كثير من المعلومات عن استخدام الدواء، ولذلك أرجو أن أكون قد اختصرت الموضوع وأرجو المعذرة لأن هناك الكثير من المعلومات التي في حاجة إلى دعمكم والتعرف عليها، منها أن وحدة قياس الأغذية هذه في حاجة إلى استمرارية لأنها عمل تم تأسيسه واستفاد منه كثيرون وأرجو أن يعاد إليه دوره الذي بدأه منذ ربع قرن وشكراً لكم..
معالي الدكتور محمد عبد يماني: شكراً جزيلاً الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام وأما أنك اختصرت فلم تختصري عفا الله عنك، وسامحك الله على كشف أسرار كبيرة لإنشاء جامعة الملك عبد العزيز، ولو كفشتنا الحكومة بسببك فسوف يكون هذا هو نتيجة هذه الليلة فقد أنشأنا الكثير من المخالفات ولكن الحمد لله كانت المسيرة مشرفة وأنا أعتز بمسيرتك وبجهودك وجهود زميلاتك وزملائك والرجال الذين وقفوا فوق التعليم في هذه البلاد وأعتز بأن أذكر اسم الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ الذي دعمنا جميعاً رحمه الله فقد كان رجل مرونة ورجل تيسير، وأرجو المعذرة بأننا لن نستطيع فتح باب الأسئلة أكثر من هذا فنختتم هذه الجلسة الليلة.. الحقيقة أن هناك أسئلة كثيرة بعضها سياسية فحجبناها لأن الحكومة لا تسمح بها وبعضها علمية فأنا أحيل الميكروفون بعد الترحيب بالدكتورة سميرة إلى أستاذي الدكتور رضا محمد سعيد عبيد ليكمل رعاية الاثنينية حتى أستطيع أن ((أفرك)) باحترام بينكم.
عريف الحفل: نشكر معالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي المعروف ووزير الإعلام السابق ونرحب مجدداً بمعالي الدكتور رضا عبيد مدير جامعة الملك عبد العزيز وعضو مجلس الشورى سابقاً الذي يستكمل وإياكم فعاليات هذه الأمسية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1087  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 226 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج