شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير.. يسعدني حقاً أن أشارك في هذه الليلة الجميلة في الاحتفاء بالدكتورة الأستاذة سميرة إسلام الحقيقة أنها ليلة جديدة على مجتمعنا. قد تكون هي الليلة الثالثة من حيث التوقيت وأنها سبقت بليلتين أخريين، لكن هذه الليلة هي أستاذة في العلوم، العلوم التطبيقية وليست العلوم النظرية، أستاذة بحق، شقت طريقها بصورة مثالية رائعة جديرة وكبيرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. الأستاذة الدكتورة سميرة كانت لي زميلة في إعداد الطب بالإسكندرية، كان ذلك منذ أكثر من أربعين عاماً، ستقولون إن أربعين كثيرة وتتضاحكون وكل الحاضرين في هذا المكان نافوا على الستين واقتربوا من السبعين، إلا من رحم ربي، دعونا من هذا الجدل، أنا أتحدث عن الدكتورة سميرة إسلام حديث إكبار وإعجاب، عندما التقينا أو كنا في إعداد الطب في الإسكندرية في كلية العلوم في مكرم بيك على تلك الرابية الجميلة العظيمة كنت أدهش أن تكون بيننا طالبتان سعوديتان في إعداد الطب الدكتورة سميرة والدكتورة المرحومة عفاف صادق كردي رحمها الله، كنت أدهش أن توجد فتاتان سعوديتان يدرسن الطب، لكن مفاجأتي كانت أكبر عندما رأيت أن سميرة وأسميها سميرة سعد الزميلة سميرة كانت تتقدم زميلاتها وتتقدم زملاءها أيضاً، وقد لا يعلم الكثيرون أن دراسة الطب وإعداد الطب في تلك الأيام وربما حتى هذه الأيام تدرس باللغة الإنجليزية ومواده مواد علمية جافة وهي الأحياء والنبات والعلوم والكيمياء، هذه المواد كانت تدرس باللغة الإنجليزية وكانت هناك معامل يحضرها الطلاب والطالبات معاً ويقومون بالتجارب مباشرة، كانت سميرة من المتقدمات وكان يلفت انتباهي هذا التقدم وكنت حقيقة أعاني في تلك السنة معاناة كبيرة لأنني قادم من المدرسة الثانوية البغدادية في مدينة الملك سعود العلمية في جدة، وهذه المدرسة ليست كفيكتوريا كوليج، وليست كالفرير الفرنسية تعلم وتدرس باللغات، نحن جايين بلغة إنجليزية محدودة نكافح ببسالة في بحر المعرفة وأساتذة يتحدثون الإنجليزية بطلاقة وأيضاً بعض الطلبة يتقدمنا كان أيضاً من بين الطلبة الدكتور عباس الصيرفي وقد كان أيضاً خريج كلية فيكتوريا كانوا مع هشام ناظر وكانوا مع الملك حسين درسوا هذه الدراسة التي مكنتهم بينما كانت الأمور بالنسبة إلي ولأمثالي فيها قدر كبير من الصعوبة ولكن إذا كانت الدكتورة سميرة قد سلكت الطريق بسهولة ونعومة، لأنها قادمة من كلية ككلية فيكتوريا، إنما نحن سلكنا وشققنا الطريق بصعوبة بالغة وبكفاح مرير وفي النهاية كنا معاً ننجح ونجحنا من الإعدادي وافترقنا، ذهبت هي إلى كلية الصيدلة وذهبت أنا إلى كلية طب الأسنان، كان الدخول إلى كلية الصيدلة أمراً ليس سهلاً ويسيراً على الطلبة فضلاً عن الطالبات، وإذا كنا اليوم نسمي هذه الكليات الطب والهندسة والصيدلة كليات القمة كما يسمونها أو الكليات العلمية الكبرى فقد كانت منذ ذلك الزمن هي كذلك. هي الكليات الكبرى وهي الكليات العلمية الشاقة، وكنا ننظر إلى طلبة التجارة والآداب يعني نظرة استخفاف، يقرؤون لهم كلمتين ويمضون وقتهم في الكافيتيريا أما نحن فقد كنا نعمل من السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، وكذلك كان شأن كل طلبة الطب، وطب الأسنان والهندسة وكلية الصيدلية وهي من أصعب الكليات، وقد كان أمرها عجيباً أن تدخل الدكتورة سميرة كلية الصيدلة وليس غيرها، عموماً كانت كلية الطب أسهل، في أي الأحوال الدكتورة سميرة شقت طريقها في تلك المرحلة بنجاح وتفوق وكانت موضع تقدير، نحن حين كنا مع بعض كنا نعتقد، طبعاً نحن جئنا من جدة وهي كانت من مكة وقد كان الحياء يلفنا، وكانت العلاقة تحولنا إلى أشقاء وأخوة لهن يعني حتى لا نقوى على ذلك من بعيد لبعيد، ولكن في أي من الأحوال كان هذا الوجود المشترك وكانت بعض الحفلات تجمعنا بالذات حفلات الكلية وليس الحفلات الخاصة، حفلات تخرّج وأذكر في بعض الصور المشتركة لنا مع بعضنا عندما أنظر إلى بعض الصور القديمة. الدكتورة سميرة حققت النجاح بتفوق وفاجأتنا في السبعين بأنها حصلت على الدكتوراه من بريطانيا، ثم واصلت مسيرتها التعليمية حتى بلغت منصب أستاذة وأستاذة مشاركة وعميدة، الحقيقة أنه لو كانت إمكانية أن تصبح وزيرة لكانت الدكتورة سميرة أن تكون أول وزير للصحة في بلادنا، الدكتورة سميرة كانت في ظل وجودنا في الإسكندرية وكان هناك الدكتور الأستاذ صادق كردي هو المدير العام للبعثات والدكتورة عفاف هي ابنته، والأستاذ صادق كردي كان رجلاً كبيراً بكل معنى الكلمة، كبير القلب، كبير الوجدان، كبير العاطفة، كبير الحب للطلبة وكأنهم جميعاً أبناؤه وكأنهن كلهن بناته، عشنا تلك السنين وتربينا فيها وتعلمنا فيها وبقيت أخوتنا وبقيت صداقتنا وبقيت وبقي تقديرنا للدكتورة سميرة كما هو للدكتورة عفاف رحمها الله، ومن المصادفة العجيبة أننا في هذا المساء نلتقي لتكريم الدكتورة سميرة إسلام والاحتفاء بها، ويوم الخميس الماضي جمعتني أمسية لمشاهدة فيلم لمخرج سعودي هو الأستاذ عبد الله المحيسن اسمه ظلال الصمت، كانت مدة الفيلم ساعة وأربعين دقيقة وهو فيلم عالي المستوى إلى أبعد الحدود وعندما ذهبت لمشاهدة الفيلم في تلك الليلة ظننت أنه أكثر من حدوثة صغيرة، في 15 ـ 20 دقيقة وتنتهي الحكاية، لأنه طبعاً نحن لا علاقة لنا بالسينما لا توجد لدينا سينما ولا يوجد عندنا مشاهدون حتى، يعني، نحن ليس لدينا سينما حتى نخرج، وكنت أعتقد أن الفيلم يعني كلمتين زي ما يقولون حكاية المقص كلمتين وبس، لكني الحقيقة فوجئت بأني أمام عمل من أجمل الأعمال السينمائية، ولي الخبرة ولي الباع الطويل في مشاهدة الكثير من الأفلام السينمائية، حين كنا في الإسكندرية ومن بعد، الحقيقة إنه فيلم عظيم وجميل وباهر ويمكن لمشاهده أن يقول أن لا علاقة بين هذا الفيلم والمملكة العربية السعودية إلا أن مخرجه الأستاذ عبد الله المحيسن المخرج السعودي، من المصادفة أن يكون ذلك يوم الخميس ومن المصادفة أن نأتي الليلة لتكريم الدكتورة سميرة إسلام نعم نحن نتقدم نعم رغم كل المعوقات نعم نحن نتغير ونعم أمامنا مشوار من التغيير طويل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً للدكتور عبد الله مناع الكاتب والأديب المعروف، وأنتقل الآن إلى قسم السيدات إذا كن جاهزات للمرة الثانية ومع كلمة للدكتورة سامية العمودي أخصائية النساء والولادة والأستاذة في جامعة الملك عبد العزيز الكاتبة الصحفية المعروفة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 222 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج