شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: سؤال من المهندس إيهاب بن عبد العزيز السليماني يقول:
هل ما زالت مجلة الواحة تصدر؟ ولماذا تطبع في لبنان وليس في السعودية، وما سبب عدم توافرها في الأسواق؟
الأستاذ عدنان العوامي: سبق أن أشار الأستاذ النمر إلى أن المجلة ما زالت تصدر، أما عن طباعتها في بيروت فهذه المجلة مرخص لها في قبرص وتصدر من بيروت وتحرر في السعودية.. السؤال لماذا لا تطبع في السعودية ذلك لأنها غير مصرَّح لها بالدخول إلى السعودية مع أنها مجلة تراثية غير سياسية.. وطلب لها ترخيص ولم تصدر الموافقة حتى الآن، ونحن في انتظار موافقة وزارة الإعلام وهذا عائق سبب عدم انتشارها.
الأستاذة نازك الإمام: باسم الحاضرات يسرني أن أرحب بكم قد لا نأتي بجديد في وصف فارس هذه الأمسية بعد الكلمة الجميلة والوصف المميز الذي استعرضه الشيخ عبد المقصود خوجه إذ وصفه بالباحث والمحقق والشاعر، صاحب البحر الخطي، فمرحباً به اليوم وبكل من يجلس على هذا المقعد. وهذا سؤال من الأستاذة سمية عثمان عبد الله:
ما هي العوامل التي دفعتك إلى التثقيف ذاتياً وكتابة الشعر؟ أهو حب القراءة؟ ومن الذي كان له الفضل في تشجيعك حتى وصلت إلى ما أنت فيه؟
الأستاذ عدنان العوامي: حقيقة إذا قيل ((كل ميسر لما خلق له)) كما تفضل الأخوان نشأت في قرية أرقى المتعلمين فيها هو الذي يستطيع أن يكتب اسمه، ولم تسمح الظروف في ذلك الوقت بدخولي المدرسة لأن الناس في تلك الحقبة كانوا متوجسين ومتخوفين من دخولها ولم يسمح الوالد لي بدخولها، وبعد أن أكملت حفظ القرآن الكريم وجدت نفسي تائهاً وأشار الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني إلى أنني تعلمت من خلال الأوردو، وهذه فعلاً لافتة للنظر، كان شخص يعمل في السكة الحديد وفي تلك الحقبة كانت هنالك مدرسة للباكستانيين الوافدين العاملين في السكة الحديد فأحضر لي بعض الكتب التي كانوا يدرسونها وطريقة كتابتهم في تلك الفترة وكانت شبيهة بطريقة التعلم عندنا بأن يكتب الأستاذ سطراً ويترك سطراً للتلميذ ليكتب عليه،وتعلمت بهذه الطريقة واستطعت أن أكتب وأقرأ، ووجدت نفسي مولعاً بالقراءة وكنت أشتري بعض الكتب القديمة لأنها طبعات رخيصة تباع في بسطات في الظهران في بداية السكنى في الظهران كقصص ألف ليلة وليلة إلى أن انتقلت إلى المركز وهنالك تفتحت لي الآفاق ووجدت أن هنا عالماً آخر وهم يقرؤون للعقاد والمازني وغيرهما، وبحكم المخالطة بدأت أقلدهم في القراءة.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
إن شباب اليوم هم رجال الغد الذين يتحكمون في مصير الأمة، هل من المفضل ترك مهمة زرع القيم وحب الوطن دون تخطيط وبحسب الأهواء؟ وكيف يتطور الحس الوطني عند الفرد في المجتمع ليشعر بالحب لوطنه والتفاني في خدمته ورقيه؟
الأستاذ عدنان العوامي: أعتقد وجوب التنظيم واشتمال مناهج التعليم على مقومات حب الوطن ضرورية لأن الزمن الذي يعيشه إنسان اليوم غير ما كان يعيشه جيلنا فلم تكن هنالك قنوات فضائية وإنترنت وكان الراديو في بداياته، فلم يكن هنالك توجيه آخر، أما اليوم فالشباب تتنازعهم اتجاهات متفاوتة ولا بد من التوجيه والتخطيط السليم.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الشاعرة شهد الوادي:
هل للمشاعر في كتابة الشعر واسترساله لغة معينة؟
الأستاذ عدنان العوامي: الجواب عن هذا السؤال صعب لأن المشاعر لا بد من أن يكون لها القاموس الذي يجب أن يبرزها ولكل لغته وهذا من البديهيات.
عريف الحفل: سؤال من الأخ أشرف السيد سالم:
ظاهرة إحجام بعض الشعراء والفحول المتمكنين عن نشر إبداعاتهم بل الحيلولة دون ذلك، حرمتنا من تراث أدبي له وزنه، في الوقت الذي تعج فيه الساحة من الغث الذي يفوق السمين، فما بواعث هذه الظاهرة؟ وهل سعى بعض المهتمين للتنقيب عن هذه المحجوبات المكنونة ونشرها؟ وهل يعد ذلك انتهاكاً لرغباتهم؟
الأستاذ عدنان العوامي: فرجت عنا بهذا السؤال في نفسي شيء أحب أن أقوله بين الحاضرين والمقدمين الأستاذ الأشعر محمد رضا الشماسي هذا لي معه قصة، وهذا السؤال يتحدث عنه، الرجل قامة في الأدب ولكنه مع ذلك يتردد، قصتي معه أنني كنت أطلب منه أن يخرج ما لديه من كنوز وكان يحجب، ولم يكن يعلم أنني أحتفظ بالكثير من شعره اتخذت خطوة وأجبرته وعملت معه مثل ((ونش)) المرور قلت له أستاذي أنا أحتفظ بالكثير من شعرك وقررت أن أخرجه للوجود، فاختر بين أمرين إما أن تعاونني ونشترك معاً في إخراج هذا الديوان وهذا الكتاب وإلا فأنت ستتحمل المسؤولية، وسأخرجه بمعرفتي دون رأيك، الآن الديوان أعد وقريباً إن شاء الله سوف يصدر للوجود، هو قيد الطبع وأرجو أن يلقي السؤال على الأستاذ الشماسي لماذا أحجم طوال هذه المدة عن الديوان وهو يرى أن الساحة تعج بالغث دون السمين، هل هو بخل على هذا الوطن أم خوف أم ماذا؟
الأستاذ الشماسي: أولاً أعطاني الأستاذ عدنان ما لا أستحقه من الثناء، ولا أقولها تواضعاً لكنها الحقيقة، أما الرجل فقد أجاب هو نفسه عن السؤال، فشكراً يا سيد عدنان.
عريف الحفل: سؤال من الأخ خالد الأصور يقول:
لديكم بحوث تاريخية عديدة في مجلة الواحة الفصلية، هل فكرتم في جمعها وتصنيفها وتبويبها وإصدارها في كتاب أو أكثر توثيقاً لهذا الجهد وحفظاً له؟
الأستاذ عدنان العوامي: أرجو أن أوفق في ذلك والتوفيق بيد الله.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سعاد الصابوني تقول:
بما أنك محب للثقافة والأدب والشعر وأنهيت المرحلة الابتدائية في سن النضوج، وثقفت نفسك ذاتياً، فلماذا لم تكمل الرحلة التعليمية التي بدأتها؟
الأستاذ عدنان العوامي: كانت الرغبة موجودة لكن الظروف حالت دون ذلك أنا قدمت للشهادة الابتدائية عام 1383هـ وفي هذه الفترة تزوجت وانشغلت بشؤون الحياة ولم أتمكن من تكملة علمي وبدأت أحس بتعب في العين وبدأ البصر يتدهور منذ تلك الفترة بالإضافة للانهماك في شؤون المعيشة والحياة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ محمد إبراهيم يقول:
أرجو من شاعرنا المكرم ذكر مدى تأثر الشعر العربي بالشعر الفارسي مع ذكر بعض نماذج من ذلك؟
الأستاذ عدنان العوامي: ليس لدي اطلاع على الشعر الفارسي لأحكم إن كان هنالك تعثر أم لا، فالشاعر جعفر الخطي بالرغم من أنه يجيد اللغة الفارسية لكن رأيه في الشعر الفارسي أنه شعر هزيل وفي ديوانه ينتقد فيه الشعر الفارسي ويصفه بالوهن والضعف.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال للضيف الكريم مني أنا:
هل صحيح أن الشعراء في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، هل ينطبق ذلك على الشاعر فقط كشاعر أم حتى في حياته العامة؟
الأستاذ عدنان العوامي: أعتقد أن المسألة نسبية، بعض الشعراء تنطبق عليهم الآية وبعضهم ربما يقولون ما يفعلون.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد العزيز الشلبي يقول:
كيف كان برنامج تحقيق ديوان أبي البحر الخطي في مدة خمس سنوات؟
الأستاذ عدنان العوامي: الديوان كتحقيق لم يستغرق خمس سنوات، ولكن إخراجه ربما استمر خمس سنوات، وفي البداية تعود للمحقق نفسه ولانشغاله ومع تجربة النشر كنت محجماً عن متابعته لظروف النشر المعروفة، وكل واحد يعرف مشاكل النشر والتوزيع يقدر هذا الأمر، حتى انبرى الأستاذ محمد باقر النمر وأخذ على عاتقه طباعة الديوان، فوجدت أن هنالك دافعاً آخرمسانداً فبادرت إلى طباعته.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الجميع:
ما هي الصعوبات التي واجهتك عند تحقيق الكتاب؟
الأستاذ عدنان العوامي: الصعوبات كثيرة منها صعوبة الحصول على المخطوطات، الديوان لم يكن موجوداً في القطيف إلا نسخة واحدة لا يمكن الاعتماد عليها في التحقيق، فالمطلوب نسختان على الأقل للتحقيق، فوجدت نسخة في المكتبة الظاهرية في دمشق وهذه يمكن الحصول عليها لكن هنالك نسخاً أخرى في إيران والفاتيكان وهذه استغرقت وقتاً طويلاً للحصول عليها، ثانياً ظروفي الشخصية ولعلّ الإخوان لا يعلمون أنه ومنذ عشرين سنة وأنا لدي طفلان مصابان بالفشل الكلوي وأنا مشغول بمراجعة المستشفى طوال العشرين سنة لذلك كنت مشغولاً كثيراً، فالاهتمام بعلاج الطفلين كان معوقاً كبيراً في التحقيق وغيره.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول:
من عاش في بيئة زراعية لا شك في أن شعره موسوم ومتأثر بها أمثال السياب؟ حين قال:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
هل تتكرم ونسمع شيئاً مما كتبت عن بيئتك الزراعية؟
الأستاذ عدنان العوامي: أعتذر عن هذا الجواب لأنني لا أحفظ شيئاً من شعري والديوان موجود ولو تكرم السائل واللقاء بعد نهاية الحفل لأهديه نسخة منه، ربما يجد ضالته وربما لا يجدها..
عريف الحفل: سؤال موجه من الأخ حبيب علوي يقول:
أيهما أجزل شعراً وأكبر قامة شعرية الشاعر عمر أبو ريشة أم الشاعر نزار قباني؟
الأستاذ عدنان العوامي: لكل ورد عطر ولكل عطر رائحة، وقضية الحكم على الشعر وهو منبثق من الشعور أيضاً قضية نسبية، وما يراه شخص من روعة في شعر شاعر ربما لا يراه الآخر، وربما يكون عندي في نصاعة الديباجة عند عمر أبو ريشة أكثر من نزار وربما يكون نزار متفوقاً على عمر أبو ريشة في هذا الجانب ولي تصور آخر وهو أن تذوق وقراءة الشعر مرتبطان بالحالة النفسية بالشاعر وما يثير ويعجب أحاسيس الشخص عند قراءة الشعر في وقت ما ربما لا يعجب الشخص نفسه في وقت آخر..
عريف الحفل: سؤال من محمد العبدلي لم تتوسع عن السيطرة البرتغالية؟
الأستاذ عدنان العوامي: هنالك دراسات متوسعة مثل هذه الدراسات تأخذ الجانب السياسي ويبدو أن الجانب الوطني لم يكن مجال اهتمام، تقرأ في كتب التاريخ عن تلك الحقبة الصراع بين العثمانيين والبرتغاليين والمعارك التي دارت بينهما، احتلال البلد الفلاني وغير ذلك، العنصر المحلي دوره مغيب من خلال هذا الديوان تبين لي أن هنالك دوراً وطنياً قام به المواطنون في الصراع في حماية مدنهم والحديث عن العهد البرتغالي والصراع في المنطقة، أول دخول للبرتغاليين بدأ عام 917هـ ـ 1507م واستمر قرابة 200 سنة في المنطقة، الحديث يطول ويطول، أهم ما أوضحه أن للأهالي دوراً فعالاً وواضحاً ومقاومة العهد البرتغالي، ومن أمثلة ذلك أن أهل القطيف في عام 1550م عندما احتل السلطان العثماني بغداد أو قبلها بقليل وصل وفد من القطيف إلى بغداد، والكل يعلم كم كانت وسائل النقل صعبة في ذلك الوقت، استقدموا العثمانيين واستعانوا بهم، وطردوا الجيش البرتغالي واستدعوا أيضاً للمرة الثانية العثمانيين، وللحقيقة فإن العثمانيين تصرفوا في المنطقة كتصرف الملاك في أملاكهم، وأرهقوا البلاد بالضرائب حتى تجاوزوا الشرع الإسلامي فكانت تصرفاتهم غير محمودة ومن تصرفاتهم أنهم منعوا الأهالي من الميراث إذا توفي الشخص كانت تصادر أمواله ولا يسمح بذهاب أمواله لورثته، حتى اضطروا في نهاية الأمر إلى المقاومة، في سنة 1957هـ أصدروا قانون ناما لواء القطيف، وهذا القانون منع مصادرة أموال المتوفى، وهذه من الأدوار المهمة والحديث يطول في ذلك، لذلك اضطروا للجوء للاستعانة بالإيرانيين وطرد البرتغاليين.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سئل الضيف الكريم عن تردد الكثير من الشعراء عن نشر أشعارهم، وأننا نجد الغث ويحجب السمين، وأنا لي مداخلة شرفت بمعرفة ورفقة بعض الشعراء العظام من داخل المملكة ومن خارجها وسأبدأ بخارج المملكة بشاعر القمة عمر أبو ريشة عشت معه عمراً طويلاً، وأستطيع أن أقول كانت بيننا صداقة متينة وأحتفظ له بقصائد كثيرة نشرت وموجودة لدي وكانت بخط يده، وسمعت منه قصائد كثيرة لم تنشر، وعمر أبو ريشة رجل من الرجال المعتدّين بشخصيتهم وشعرهم وعظمة هذا الشعر ويقول علانية وكل من سمع عمر أبو ريشة يقول إنه أشعر رجل في زمانه، فمثلاً أحجم عن نشر بعض القصائد وقد أجبرته على ذلك الظروف، منها السياسي وهو كثير، ومنها ما قد لا يعرفه الكثيرون الغزل الفاضح ويحتفظ ورثته بهذا الشعر، وسمعت منه الكثير ولست بالحفاظة حتى أذكر لكم أمثلة، ومثال آخر الأستاذ حمزة شحاته يعرفه الكثيرون منا وبالتأكيد يعرفه الأستاذ محمد سعيد طيب، له شعر يصل به إلى قمة شعراء المملكة ولكن دعوني أتكلم بعيداً عن أي حساسيات كرجل عايشته حلاً وترحالاً وتعايشنا هنا في بيت واحد وكان يأتيني أحياناً من لبنان ويشرفني بالإقامة في دارتي المتواضعة ومن هنا تحسست منه مواقف كثيرة أستطيع أن أقول إنها ليست عقداً لكنها مواقف كان الرجل يحس أنه رجل مهضوم الحق، وأن حقه لم ينصف وأن ما يقوله قد لا يفهمه الكثيرون، ولذلك كان كما يعرف الكثيرون وأنا أحدهم كان يمزق قصائد كتبها وسهر عليها وكانت له بعض التصرفات الغريبة، كان إذا أحب أن يأكل شيئاً معيناً يكرره لمدة ثلاثة أيام، وكان يعزف على العود وربما إذا أحب استطاع أن يعزف عشر ساعات، وإذا أحب أن يسهر ربما يسهر ليلتين، وإذا أحب أن ينام ربما ينام يومين، وإذا كتب تراه مكباً على الكتابة خمس أو عشر ساعات، وربما يفلت منه بيتان أو ثلاثة وتسمع كلاماً لا يمكن أن تسمعه إلا من قمم القمم، وربما عظيمة قصائد لم نسمعها وكلنا نسمع قصائد تركها أمانة عند الأستاذ محمد نور جمجوم، أنا أعرف أن له شعراً والذي وعدني أنه تركها أمانة على ألا تنشر إلا بعد وفاته ومات محمد نور جمجوم وابنه هشام موجود وطالبته بأن يعطينا هذه القصائد، كثيرون يسمعون أن للأستاذ حمزة شحاته قصائد، مع أن ما كتب عن الأستاذ حمزة شحاته لا يشكل على ما أعتقد ولا واحداً من خمسين في المائة مما قال.
شعراء كأحمد بن إبراهيم الغزاوي لولا أنني حققت، ووجدت نفسي أمام ما جمعت بعد عمل بيبليوغرافيا شاملة في الصحف وما أفضل به علينا أحفاده ومن رسالة الدكتوراه للعطوي وأشرف أستاذنا الدكتور محمد بن سعد آل حسين فوجدت في الأصل مما كتبه أستاذنا الغزاوي قصائد ربما لا تخطر على البال وقد نشرت بعضها. أما بعضها الآخر فقد أحجمت عنه مرغماً على عدم نشره، ولا أستطيع أن أذهب أكثر من ذلك، وهنالك أيضاً الأستاذ أحمد قنديل وأصدرنا له مجموعة أعماله في ستة أجزاء وجدت نفسي أمام شخصية عشت معه زمناً طويلاً وأعتقد أنه من أعظم الشعراء سواء كان زجلاً أو غيره مما كان يسمى بالحلمنتيشيات، أنا لا أعتقد أنه أتى قبله أو بعده شخص بمثل ما أتى، ونشرنا من شعره الشيء الكثير ونشرنا ما لا يقل عن النصف عبر الصحف وكتبه التي نشرت، هل أحد يصدق أن له قصيدة من ألف بيت؟ وعندما نظرت في هذه القصيدة وجدت أنها نظمت في ما لا يقل عن عشر سنوات، وجدت أن هنالك قصائد لم أستطع نشرها، خلاصة القول إن المسألة ليست في الغث والسمين وإنما أعتقد أن المسألة مسألة مواقف شخصية ومواقف تتعلق بالمجتمع يقبل أو لا يقبل، ويقتضي أو لا يقتضي، وأمامي قصائد لا أستطيع نشرها، وأردت فقط أن أوضح ذلك.
الأستاذ عمر أبو ريشة يحب التحدي ولذلك عندما تتحداه يقول وإذا وجد في حضرته شاعراً تسمع منه ما لا يصدق، البطريرك الحالي في لبنان كان محباً له، وجعل معه مرافقاً يسمى يوسف عون وهو شاعر من الشعراء المجيدين وزجالاً، كتب من عيون الشعر وأحياناً كثيرة كانا يتبادلان الشعر وسمعتهما يوماً يقولان الشعر، وربما الكثيرون لا يعرفون شيئاً عن شعر يوسف عون فقد كان من الشعراء العظماء، ولكن مع الأسف لم ينشر شعره فقد كانت له مكتبة سمعت أنها احترقت إبان الحرب اللبنانية، فقط وصلنا مختصر الأغاني الذي كتبه الأستاذ يوسف عون، وصلني قبل وفاته عن طريق الشاعر عمر أبو ريشة وهو موجود في مكتبتي وشكراً جزيلا.ً
 
طباعة

تعليق

 القراءات :576  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 150 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .