الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ السيد عدنان محمد العوامي

((كلمة سعادة الأستاذ عدنان العوامي))

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أخواني وأخواتي في مثل هذا الموقف يعجز المرء عن التعبير عن مشاعره، وقد جئت وليس في الوفاض شيء، وزاد في الطين بلة كل هذا الثناء الذي سمعته من الأخوة المتحدثين فقد غمروني بما أنا عاجز عن حمله، وأول هؤلاء الأخوة معالي الشيخ عبد المقصود خوجه سأسمعه شيئاً من شعوري تجاهه وأولها سؤالي أو طلبي منه فأقول:

كفكف غمامك حسبي بعض ما سكبا

الغيث إن مد في تحنانه نكبا

تنوء هامة مجدي أن تكللها

أنواء غيثك تهمي بالندى سحبا

فأنا ماذا عندي !!!

عندي جزازة حبر لست أكرمها

أن تهبط اليم أو أن تحتسي التربا

لولا صبابة أحشاء ضننت بها

أن تلثم الماء أو تغشى الثرى سربا

فما توهمت أن تشقى بها شفة

أو أن ترى ذات يوم تسكن الكتبا

فشئت أن تستثير الوهن في دمها

وجداً وتغزل من أشتاتها أدبا

فرحت تهطل في بيدائها مطرا

وتستهل على أغلاسها شهبا

حتى تلألأ ساجي نبضها ألقا

وسبب الجدب في أوشابها ذهبا

وأضطر أن أجتر أبياتاً أسمعتها له أثناء تشريفه القطيف قبل عدة سنوات:

من جدة الخير أعلى ذروة الرتب

تحث هذي الخطا للشمس للشهب

وتمتطي صهوات المجد سامقة

موثوقة بروايا العلم والأدب

أهزك الوجد للأحباب مشرعة

أحب على الأوتاد والطنب

حتى حللت ضفاف العشق مترعة

كرومها بجني التين والرطب

بالياسمين على الشطآن منتظراً

لقيا محياك في زهو وفي طرب

تمتد نحوك أكباداً وأوردة

كيما تضمك في خفاقها الحدب

فألف أهلاً وترحاباً وتكرمة

لرائد في الكرام الرادة النجب

بفارس في ذرى العلياء همته

والناس ملهوفة بالمال والنشب

لله سعيك في درب يشعشع

في وهج اليراع ويستنفي شذى الكتب

يا صديق القول والأفعال في زمن

أخلاقه الصدق رحب الدرب للكذب

بقيت بعض إضاءات بسيطة أحببت أن استأذنكم في ذكرها، أردت من تحقيقي لديوان الشاعر أبي البحر الخطي، ليس للديوان في ذاته وإنما الحقبة التي عاشها الأشعر، هي حقبة ابتليت بالاستعمار البرتغالي والتنافس الأوروبي في الخليج، فوجدت أن هذا الأشعر الذي قيل إنه نشأ فقيراً معدماً، وجدته شخصية سياسية مشاركة في الحركة الوطنية في صراع مع البرتغاليين، وتجشم مع رفاق له السفر إلى أماكن بعيدة مستنجداً بالشاعر عباس الصفوي لإنقاذ البلاد من تسلط البرتغاليين وقد نجح، السمة الثانية هي روح التواصل الموجودة في تلك الحقبة من الزمن، فتجد الأشعر الخطي يذكر لدى كتّاب السير الحجازيين، تجد الشيخ جعفر بن كمال الدين أيضاً مشاركاً في الأدب اليمني، رفيق ومعاصر الشيخ جعفر الخطي أيضاً تجده مشاركاً في أدب المدينة، هذه الملاحظات هي التي شدتني لتحقيق ديوان الخطي، للفت النظر إلى حالة التضامن والتآلف التي كانت سائدة في ذلك الوقت بين مختلف المذاهب، بين الشيعي والسني وجميع هذه المذاهب الإسلامية كانت تدرَّس في الحرمين المكي والنبوي في جو من الوئام والتصافي دون الحالة التي نعيشها اليوم وهي حالة التشرذم والتفريق التي يعيشها المسلمون اليوم، هذه هي الفكرة التي استوقفتني في تلك الحقبة فأحببت أن أسلط الضوء عليها وهذه كلها موجودة في الكتاب وأخيراً أشكر لكم تجشمكم الحضور وإصغاءكم، وأشكر سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه وكل الأخوان والأخوات الحاضرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عريف الحفل: شكراً لسعادة ضيفنا المحتفى به الأستاذ السيد عدنان محمد العوامي.