شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور أحمد الزيلعي ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور أحمد الزيلعي أحد طلبة المحتفى به فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..
- في البداية: أضم صوتي لمن سبقني من المتحدثين، بإزجاء الشكر الجزيل للشيخ عبد المقصود خوجه، على جمعه هذه الوجوه الطيبة في هذه المناسبة التي نفخر بها؛ وقبل البدء في حديثي، أحب أن أوضح نقطتين اثنتين، الأولى: أنني ظننت أنني لن أتحدث، على اعتبار أنه تم التنسيق بيني وبين زميلي الدكتور سعد الراشد، ونحن من تلامذة الدكتور الأنصاري، وأخشى أن أكرر ما ذكره زميلي؛ أما النقطة الثانية فإن وجهي ورأسي يطفحان بالشيب، فخشيت أن يسبب حديثي باعتباري تلميذاً من تلامذة الأنصاري حرجاً له، خاصةً وأن الأخوة - كما تفضل رئيس الجلسة - أساتذتي؛ على أي حال: أنا لي الشرف الكبير أن أكون بينهم - وإن تنصلوا من مسألة السن؛ ولا تثريب على أستاذي الدكتور عبد الرحمن؛ فأنا ربما أكون من أترابه، فلعله بدأ التعليم في الصغر، أما أنا فبدأته على كبر، وهذا الكبر جعل اتصالي بالدكتور عبد الرحمن الأنصاري في سنة ألف وثلاثمائة وتسعين، عندما قدمت من منطقة القنفذة دارساً في جامعة الملك سعود.
- الواقع أنني تأثرت بالأستاذ الدكتور عبد الرحمن، منذ استماعي لأول محاضرة أسمعها منه عند التحاقي بالجامعة؛ وقد أعجبت فيها للمنهج الَّذي كان ينتهجه، لا سيما وأنا أحد العاملين السابقين في حقل التعليم؛ سمعت الدكتور عبد الرحمن محققاً مدققاً في محاضرته، يلقي المحاضرة بطريقة تنم عن أنه مُربٍّ إلى جانب كونه مدرساً؛ بعد هنيهة من السنة إيَّاها، قدمت بحثاً على أستاذ عراقي - هو مصطفى أنور رشيد - عن الفخار والتسجيل بمنطقة القنفذة، وبعد حين جاء الدكتور عبد الرحمن وطرح سؤالاً: أيكم أحمد الزيلعي؟ فرفعت يدي وبدأ يثني، فتعزز الاحتمال لديَّ أن الدكتور عبد الرحمن مرب قبل أن يكون مُعلماً فحسب.
- وطبعاً التأثر والتأثير يحدثان دائماً بين الطلاب وأساتذتهم، وكنت متردداً بين اللغة العربية والتاريخ، ولكن تأثري بأستاذي حملني إلى الالتحاق بقسم التاريخ؛ طبعاً كنت منتسباً في أغلب سني الدراسة، وبعد أن تخرجت شاءت الأقدار أن يبدأ برنامج الدراسات العليا في كلية الآداب، والتحقت بالبرنامج، وبعد أن أنهيت السنة التمهيدية - ونحن قِلَّة - كان أساتذتنا يحملون علينا أن نعمل معهم وأن نكتب تحت إشرافهم، وكان أحدهم الدكتور عبد الرحمن، فقد طلب إليَّ أن أكتب عن المواقع في منطقة القنفذة - أو بالساحل الغربي - ويُشرف عليَّ في هذا الموضوع، ولكني كنت أميل إلى موضوع عن مكة المكرمة؛ ولا شك أن الدكتور أستاذي الدكتور عبد الله أمير العنقاوي كان - أيضاً - له جانب في التأثير، سجلت الموضوع وقابلت الدكتور عبد الرحمن وسألني، وقلت: توكلت على الله، واخترت موضوعاً عن مكة، وأنا في مخيَّلتي أظن أن الدكتور عبد الرحمن سيغضب علي ويضع في طريقي العقبات، ولكني فوجئت أن الدكتور عبد الرحمن يطلب أن أنتمي إلى القسم معيداً، وقال لي بالحرف الواحد: "تعال يا أحمد وكُن زميلاً لنا" فعرفت في الرجل صفة المربي والموجه، الَّذي يحمل النفس الطيبة، التي لا يهمها إلاَّ خدمة الأجيال وأبناء الوطن.
- ثم استمرت المسيرة، وكنت في بعثتي بعد أن ابتعثت إلى بريطانيا، كان يراسلني وينصحني، وابتعثت لدراسة التاريخ، ولكن بفضله جمعت بين التاريخ والآثار، ثم عدت لألتحق بقسم التاريخ، ثم انتقلت بعد فترة إلى قسم الآثار، ومنذئذٍ والدكتور عبد الرحمن يدفعني إلى شيء آخر، وهو الإدارة التي تحدث عنها الدكتور عزت قبل قليل، فالدكتور عبد الرحمن - في الواقع - إلى جانب خصوصيته العلمية - أيضاً - لديه خصوصية إدارية، ومعرفة بالأمور الإدارية، ولعلي أزيد عليها شيئاً آخر.. وهو التواضع.
- ومنذ عودتي والتحاقي بالجامعة كان يعلمني كثيراً من الأمور الإدارية، وأحسست أنه يُعدني لأمر آخر في نفسه، ما لبث أن استبان عندما طلب إليَّ أن أتولى رئاسة القسم، وعندئذ أصبحت أعمل تحت رئاسة الدكتور عبد الرحمن كما كنت طالباً من طلابه، فوجدته خير من يعطي الصلاحيات؛ ولعل هذا يدركه أساتذتي.. رؤساء الأقسام، فهو لا يدَّخر شيئاً، ولا يستبد بأمر، وإنما يحاول أن يسعى إلى أن يأخذ كل ذي حق حقه، وأن يتمتع بصلاحيته، حتى وإن انتقص مما يُسند له.
- وحقيقة بحكم ارتباط التلمذة والرئاسة، أصبح الحديث عن نفسي للأسف الشديد، ولكن أخلص إلى شيء مهم جداً، وهو فيما يتعلق بهذا التكريم؛ فعندما يكرم الدكتور عبد الرحمن وتنصب آثاره في هذه الأمسية، فإنما يُكرَّم آلاف من الطلاب الَّذين تخرجوا على يديه، وهم منتشرون في أنحاء مختلفة من المملكة، ومنهم من يتربع المناصب في الدولة؛ وأنا متيقن - بحكم الانطباع الَّذي تركه الدكتور عبد الرحمن، والتأثير الَّذي طبع به طلابه ومريديه - أن من يطلع غداً على أخبار هذه الأمسية الطيبة، فإنه سيُحس أن هذا التكريم ليس للدكتور عبد الرحمن وحده، وإنما لكل شخص تتلمذ على الدكتور عبد الرحمن أو عمل معه.
- شكراً جزيلاً للمحتفي، وهنيئاً للمحتفى به، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :479  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج