شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين معلمنا وقدوتنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وعمل بسنَّته إلى يوم الدين.
في الحقيقة هذه الكلمة لا أترجم بها للأخ الصديق والزميل العزيز الدكتور أحمد شوقي بنبين ولكنها فيض مشاعر وأحاسيس وعواطف مضمخة بالحب والود والتقدير الذي جمع بيننا عبر عملنا الجامعي والعلمي، وأنا كما قلت غير مرة في مثل هذه المواقف وقد كتبت هذه الكلمات فلعلها حملت ما أحببت أن تحمله إلى أخي أحمد شوقي بنبين نخلة من غيث الباهية والباهية هي الحمراء هي مراكش نخلة من غيث الباهية صيدها والرواء، هل جاءكم نبأ الباهية إذ تنبت بإذن ربها النخلات الغر تضوع مسكاً بها الأرض والسماء قولوا كما قال من سلف كل مكان ينبت النخل الطيب، هل أتاكم نبأ نخلات باهية إذ تسمق في السماء ترشق من مائها المبارك إكسيره والعبير، قولوا كما قال من سلف تبارك في علاه من صب الماء وشق الأرض، هل جاءكم نبأ نخلات باهية إذ تسمق في السماء ريانة بالخضرة فواحة بالشذى تملأ بروائها ما بين السماء والأرض اسمعوا عني وعوا من فاته منكم أن يكحل العين بطلعة النخلات الفارعات النخلات الباهيات الغر فلينظر وحسبه وكفاه إلى الأحمد الأمجد مكرمة ليلتكم البهية هذه أحمد شوقي بنبين، وكما اخضرت الباهية وتزينت بنخلاتها الغر تضوعت أرجاؤها بسير علماء أنبتتهم أرضها المعطاء أو آوتهم إلى أن تشرق بنور ربها. هل أسمي لكم.. تطير الأسماء ويعرج بذكرها الجنان كيف لا وليس من أحد فيهم وهو وعاء علم بأصوله والفروع، عياض وأبو العباس السبتي والسهيلي و.. و.. واللائحة تطول. أولئك كانوا في عين زمان الباهية كنخلاته الغر سموقاً وعطاءً ورواءً حلقوا للإقراء في رحاب بن يوسف ومن حولها وجلسوا يكتبون بأقلامهم من فنون العلم بدائع ويقيدون بخطوطهم من صنوف الأدب روائع ورثوها أبناء الباهية فبذلوه لمن يتشوق إليه دنا أو كان قصياً كان في طليعة من تشوقت نفسه من أبناء الباهية إلى الإرث العظيم فتى نابغ من بيت علم وأدب نابع، ذلكم هو الأحمد الأمجد مكرمكم في ليلتكم البهية هذه، أدرك الأحمد وهو بعد غض الإهاد، أن الإرث كنز لا يفتح أبوابه ولا يبوح بمكنوناته إلا لمن أعد العدة وتسلح بالجد، وكان أن مضى يحصل العلم بخلوص نية ووفور عزم يرجو زاداً وعدة يلج بهما الكنز الذي ورثه إياه علماء الباهية وكان له ما أراد حينما عرف من علم شيخه الأول والده الفقيه الأديب وحين غرف من كل نبع فوار في حواضر العلم والأدب ببلده أو في العدوة القصوى في بر العجم، وكذلك تبين للفتى النابه أن ما عني في تأريخه للخزائن العلمية يشكل تراثه المخطوط لبه، وكذلك تبين للفتى النابه أن المخطوط عنوان حضارة وأن المخطوط برهان أصالة. وما أحسبه إلا حين أدرك ذلك كان يريد منه الجني لا اليابس، إن تراثنا المخطوط أضغاث ريحان جني منها ويابس. أدرك الفتى النابه كل ذلك فلم يزده إدراكه إلا حباً للمخطوط وتعلقاً به صبر على المعاناة واللهواء وإنه لذو صبر ونعم أجر الصابرين درسه حتى تمهر فيه عكف عليه يحاوره الغداة والعشي، وكان له ما رجا وأمل، علم لأن كان السلف أسهم في وضع أسسه ولبناته فإن الأحمد له الفضل في تجلية طلعته علماً متميز الملامح سني القسمات إنه علم المخطوط، أو الكودوكولجية، تربية النشء على هذا العلم وفقرات أخرى لم يسعفني الوقت بكتابتها أشير إلى آخرها وهو أن لهذا العالم الجاد الذي ندب نفسه وجهده وحياته لخدمة التراث العربي الإسلامي الجني والسوي، له جانب آخر فيه دعابة وفيه ما يستعجب من الحكايات ومن الأقاصيص وهو كذلك يشكل جانباً من تراث المغرب ومن تراث الأقطار العربية كلها. أشكر لكم التفضل بإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: كعادته الدكتور حسن يبدو رائعاً ومحلقاً نعتذر عن محاصرته في هذا الإيجاز، نلتمس من الدكتور عباس رحيله، أن يتحدث بشيء كثير من الإيجاز لو تكرمتم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :937  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.