شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
الحمد لله الذي أنزل علينا ديناً قِيِّماً، وأكرمنا بخير خلقه نبياً ورسولاً، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، وعلى آل بيته الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن نلتقي على ضفاف اثنينيتكم هذه الأمسية لنحتفي بجمع مبارك من منسوبي ومنسوبات نادي الصم، وبضيوفنا الأفاضل أعضاء وفد الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم الذين أشرفوا على دورة لغة الإشارة الثانية للقاموس العربي الموحد، الذي شرفت الاثنينية بطباعته مؤخراً إيماناً منها بأن هذه الشريحة تستحق الدعم والمؤازة من كل فئات المجتمع.
وفي الوقت الذي أرحب فيه بذلك الملتقى، فإنني أنظر من عدة زوايا إلى ضرورة تفعيل حياة الصم لاندماجهم في مجتمعهم، ورفع الحواجز التي تعترضهم أثناء حياتهم العادية، بما فيها مراجعة الدوائر الحكومية، والمستشفيات، وأقسام الشرطة، وكل ما يربطهم بالشارع، ويقوي لديهم أواصر المواطنة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات.
فالصم كما تعلمون ليسوا أطفالاً فقط.. وإن كان التركيز غالباً ما ينصبُّ على هذه الشريحة لأن الأمل منوط بدمجهم في المجتمع منذ وقت مبكر، كما أنهم الأكثر عرضة لكثير من المشاكل الأخلاقية والسلوكية، فمن باب أولى الحرص على رفع معاناتهم، والعمل على درء السوء عنهم بمختلف الوسائل.. أما بالنسبة إلى كبار السن من فئة الصم، فإن معاناتهم لا تقل عن غيرهم، ومنهم من يقع عليه عبء إعالة أسرته الصغيرة وأحياناً أسرته الممتدة.. الأمر الذي يتطلب العمل على دعمهم إنسانياً ومادياً عن طريق إيجاد الكوادر المتخصصة في لغة الإشارة للقيام بدور الترجمة في جميع مجالات الحياة.. وفي القطاعين العام والخاص.
ومن ناحية أخرى فإن الأمل معقود بجامعاتنا وكلياتنا التقنية والمهنية لتطوير مراكز بحوث خاصة بالإعاقة السمعية، والعمل على توسيع قنوات استيعاب قطاعات كبيرة من الصم في صفوف الدراسة الجامعية، ومعاهد التدريب المهني، ففي الوقت الذي تطورت فيه لغة الإشارة، وأصبحت من مستلزمات المجتمع المتحضر، فبالتالي تم رصف نصف الطريق أمام حل مشاكل الصم، وانتشالهم من براثن العطالة والأعمال الهامشية.. ولم يتبقَّ إلا استقطاب الدعم والتمويل لإنجاز هذا العمل الإنساني الجليل، وإنني على ثقة بأن مجتمعنا زاخر بالخير، موار بالفضل، موشّى بالكرم، مجبول على العطاء في مثل هذه المواقف السامية.
إن النقلة الكبيرة التي انتظمت نادي الصم في جدة بعد أن مسته يد التغيير، لها مدلولات لا يمكن إغفالها، فالمجتمع عندما يتداعى رجالاً ونساءً للقيام بعمل يقتنع بجدواه، فإن جهود الجميع حتماً سوف تؤتي أكلها وفق جدول زمني يعنى بمختلف مراحل التنفيذ العاجل والمتوسط وطويل المدى.. فما أسعدنا مشاهدة بوادر التطورات التي جرت على أرض الواقع، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، الرئيس الأعلى لنادي الصم في جدة، وأعضاء مجلس إدارة النادي، وغيرهم من الحادبين على ترقية هذا الصرح الإنساني الجميل.. ومما لا شك فيه أن المراحل القادمة ستشهد المزيد من الإنجازات، وصولاً إلى ما نتطلع إليه من بلوغ الغاية وهدم جدار العزلة بين الأصم ومجتمعه، فثقتي كبيرة في قدراتهم، وإمكاناتهم، وما الإعاقة إلا وقود للتحديات، وزناد يقدح شرارة الكفاح.
ويسعدني أن أغتنم هذه الفرصة لأتوجَّه لوزارة الثقافة والإعلام، وتلفزيوننا العزيز بقنواته المتنوعة، أن يعزز التواصل مع فئة الصم عن طريق تعميم الترجمة بلغة الإشارة ضمن شاشة صغيرة تضمن جانباً مهماً من التواصل معهم، وإخراجهم من دائرة الخرس التي عاشوها طويلاً بكل آلامها النفسية والحسية، وعزلتها، وتقوقعها نحو الداخل.. والدعوة موصولة لجميع القنوات الفضائية العربية، خصوصاً ذات الصلة بهذا البلد الكريم، للإسهام في التنوير واختيار برامج ثقافية مميزة لترجمتها وبثِّها في أوقات مناسبة.. منوِّهاً بأهمية تفاعل الصحافة مع متطلبات الصم، وإلقاء الضوء على نشاطاتهم، وإعطائهم صفحة أسبوعية شأنهم كبقية النشاطات، متمنياً أن تشارك الصحافة، ولو بذل الجهد القليل لكان هناك العطاء الكبير، مما يترك أثراً على الساحة الاجتماعية لتفعيل ما يجب أن يقوم به المجتمع دعماً وسنداً يدخل السرور على هذه الفئة، والحرص على التواصل معهم ورصد فعالياتهم أسوة بغيرهم من المواطنين، فلهم من الإنجازات في مجالات الرياضة على سبيل المثال ما يؤكد نجاح الغرس الطيب وتتويجه بالأزهار ويانع الثمار متى ما خلصت النوايا وتضافرت الجهود.. راجياً أن أجد لصوتي صدى.
متشرفاً بإزجاء كلمة شكر ممزوجة بكل احترام وتقدير إلى من يقف على رأس هذا العمل، صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد أمير منطقة مكة المكرمة والرئيس الأعلى لنادي الصم في جدة، الذي أفضل باحتضان هذه الفئة منذ البدء، مدعماً عملاً قبل قول، معطياً لهم من نفسه مساحة يعجز عنها الآخرون، فله الشكر بما قدمه من مقر للنادي وبما يعطيهم من وقته وجهده رغم كثرة شواغله وتتبعه للشأن العام فما قام به البعض سقط عن الآخرين، قول أرى أنه لا ينسحب على عمل كهذا، بل يكون فرض عين لا فرض كفاية، جزى الله سموه الكريم خيراً بما قدم لأمته بعامة، ولهذا الفئة خصوصاً، وأن يتولاه برضاه وعفوه.. والشكر موصول لنائبه سعادة الشيخ صالح بن علي التركي، والأستاذ إحسان بن صالح طيب، مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، والدكتور زيد بن عبدالله المسلط المشاري، الأمين العام للتربية الخاصة، نائب رئيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، وصحبه الأفاضل.. كما أشكر الأستاذات والأساتذة الأكارم رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، والأستاذ محمد أبو مدرة القحطاني، مدير عام نادي الصم في جدة، والسيدة الأستاذة فايزة عباس نتو، رئيسة القسم النسائي.. وغيرهم من الجنود الذين ما بخلوا قط بدعم مادي أو معنوي لخير واستمرار هذه المسيرة.. مؤكداً لكم إنني بإذن الله معكم في خندق واحد، لنعمل معاً كأي جسد سوي متماسك، لتحقيق تطلعاتنا وآمالنا المشتركة.. آملاً أن نشهد المزيد من التعاون مع الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، الذين يقومون بدور حيوي مشكور.. مثمناً إتفاقهم على لغة الإشارة الموحدة، في بادرة تحمد فتشكر، مذللين كثيراً من العقبات الكأداء التي كانت تقف في طريق هذا المشروع، بما يشكل إضافة حقيقية للتعاون المثمر بين مجتمعاتنا، نسأل الله أن تكون من ثمراتها اتفاق الأسوياء على كلمة سواء تحت مظلة الجامعة العربية.
أطيب أمنياتي لكم بأمسية ماتعة، وإلى لقاء يتجدد مساء يوم الاثنين القادم لنسعد بتكريم الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي، أستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم، مردداً ما أقوله باستمرار أن الاثنينية ليست لها رقاع دعوة، وأبوابها مشرعة ترحب بكل من يتعامل مع الكلمة، بعيداً عن العنصر، واللون، والجنس، والمذهبية، وتصفية الحسابات الشخصية.. وهي منكم وإليكم وبكم ومعكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1192  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 210 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.