شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ إحسان بن صالح طيب مدير عام فرع الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه الحمد لله حمداً مضاعف الشكر والثناء والتمجيد وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين..
أيها السيدات والسادة
أيها الداعي الكريم لهذه الأمسية الطيبة المباركة.
إخواني أعضاء مجلس إدارة نادي الصم والبكم وعلى رأسهم إخواني عادل وعدنان ومحمد أبو مدرة القحطاني.
أخي الداعي المكرم والمكرم الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني في هذه الليلة الطيبة المباركة التي تقام على ضفاف الاثنينية برعاية كرمة ممن منَّ الله عليهم بسعة الرزق والإدارك والوعي واجتمعت عليه محبة الناس لله وفي الله المتأسي بالتنزيل ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وبحبيبه سيدنا محمد بن عبد الله المشير إلى أن أحب خلق الله إلى الله أنفعهم لعياله وأسأل الله أن أبا محمد سعيد منهم وفيهم للخير والمعرفة معظماً ولكريم الخصال ولجليل الأفعال أفراداً وجماعات ومنظمات فاعلة، أيها الأحباب إن الصم سادت عنهم الكثير من المفاهيم الخاطئة فقد استخدم هذا اللفظ في الحديث الدارج ليعبِّر عن عاهات السمع، وفي واقع الأمر أن عاهات السمع عاهات مختلفة والصم لا يعبِّر إلا عن واحدة وهو فريد في نوعه لأن المصابين بالصمم يكونون الطائفة الوحيدة التي تعيش حياتها بدون أن تتمتع بالاتصال مع البيئة على أساس سمعي وهذا عائق كبير له أكبر الأثر على نفسية المصاب بحسب ما يذكر أستاذنا الدكتور مختار حمزة، فالسليم لا يستطيع أن يدرك آلام الصمم، فهو لا يستطيع أن يتصور مدى خطورته وهو غير قادر على أن يتحرر من تجاربه السماعية ليستطيع أن يتصور مدى خطورته أو يشعر بكيفية النمو والتطور في عالم الصمم، وكانت النتيجة العامة على مر الزمن هي شيوع أفكار خاطئة عن الصمم بين الجماهير بعامة وأعتبر الصم أفراداً غير قادرين على التعلم بل ووصل عند البعض أنهم أغبياء أو شواذ أو غير ذلك، ومن ثم وصفوا بالصم والخرس، وفي حقيقة الأمر أن الصم والبكم لا يختلفون عن غيرهم إلا في عدم مقدرتهم على السمع والكلام وهو قدر منه سبحانه وتعالى، فهم يتآلفون معه برضى ويقين ومطلوب من المجتمع أن يتآلف معهم ويرضيهم حقوقهم كاملة ومن أجل ذلك بدأت الدولة برعاية الصم مع بداية التخطيط لبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية قبل 30 عاماً، واستطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة أن تحقق الكثير حيث وفرت المعدات اللازمة لهم، وتولت وزارة التربية والتعليم إنشاء المعاهد لهم بما يتناسب وظروفهم، كما تولت وزارة الصحة التأهيل الطبي لهم وذلك بتزويدهم بالأجهزة التعويضية، وتولت وزارة الشؤون الاجتماعية توفير الفرص المناسبة لتأهيلهم في المهن والحرف والدراسات التي تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم، وبما يتيح لهم أداء دورهم في مجالات العمل الملائمة والاعتماد على الله ثم على أنفسهم بكسب رزقهم، وبما يساعد على تحقيق تكيفهم الاجتماعي وتوافقهم النفسي مستخدمين في ذلك الوسائل العلمية الحديثة في تحقيق البرامج التأهيلية الخاصة بهم، وقد حظي الصم بتذليل كثير من العقبات لهم وهم بشر يريدون أن يمنعهم من حولهم وما فكرة نادي الصم إلا جزء من التعبير عن آمالهم التي يريدون أن يتواصلوا بها مع مجتمعهم، كما أن الاهتمام بهذه الفئة الغالية مهم جداً لأن العديد من الأمور الحياتية يفتقدونها ويشعرون أنهم يعانون منها ويشعرون بشيء من التهميش في مجتمعهم الذي جعل حكومتنا الرشيدة تساهم في رفع هذا الشعور وهذه المعاناة وتحويلهما للإحساس بالالتفات نحوهم ومساعدتهم على تخطي محنتهم، والسعي على التواصل معهم عبر الجهات المعنية لتذليل الصعاب من خلال التنسيق الدائم بين هذه..
وبهذه المناسبة نؤكد على أن البرامج التربوية والاجتماعية للطالب والمعاقين سمعياً أصبحت ضرورة ماسة جداً وأن الحس الإنساني والإدراك يجعلان الإنسان يعيش ويتكيف معه حتى يتمكن من مساعدتهم بأسلوب علمي موضوعي وليس بشكل عاطفي، نحن لا نريد ولا نؤيد أن يكونوا عبئاً على المجتمع، ونتمنى ونخطط على أن يكونوا طاقات إبداعية كما أننا لا نريد الأساليب الخاطئة في التعامل معهم أو النظرة القاصرة من قبل الآخرين أو إهمالهم، نحن نريد الاهتمام بهم والاهتمام بهذه الفئات الخاصة يعتبر معياراً أساسياً لمعايير تقدم الأمم ورقيِّها وتقدم المجتمعات وتحضُّرها، ومن ذلك بأن توضع استراتيجية بعيدة المدى تتمثل في دمجهم بشكل كامل بعد إعدادهم بذلك مع المجتمع، وتوفير فرص مناسبة لهم وتأهيل أسرهم لتقبلهم كأفراد عاديين لهم قدراتهم ومشاعرهم وأفكارهم التي يمكن أن تحقق لهم التواصل والتآلف مع الآخرين وحتى تكون الأمور واضحة في تحديد الأهداف من الاستراتيجية للتعامل مع هذه الإشكالية، فلا بد أن يتخذ الأسلوب العلمي طريقاً لذلك من خلال استخدام الأسلوب لدراسة هؤلاء الأفراد دراسة علمية واقعية بالتعرف على قدراتهم وسماتهم وتأهيلهم في المجالات المناسبة لهم، واختيار الأساليب المناسبة لدمجهم في المجتمع والمؤسسات التي يمكن أن تساعد في ذلك وأساليب تغيير نظرتهم عن أنفسهم، ثم أساليب تغيير نظرة المجتمع لهم، إن الإعاقة السمعية يمكن أن تقف عند حد القصور ولن تصل أبداً إلى درجة العجز إذا تم التعامل مع هذه القضية بوعي وعلم وموضوعية واتخاذ فلسفة أن لكل شخص قدرات متاحة، وأخرى يمكن أن تتاح وأن الدمج الشامل هو السبيل الوحيد لتعامل المجتمع مع هذه الفئة بشكل طبيعي يحولهم من طاقات معطلة إلى طاقات إنتاجية، وهذه حقائق تم تحقيقها بحسب ما رأينا في نادي الصم في جدة، إن أصحاب الإعاقات السمعية اليوم تمكنوا بفضل الله ثم بفضل رعاية الدولة وبفضل بعض الرجال المخلصين، تمكنوا من إبراز دورهم على المستوى العام، ولهم فعالياتهم التي دائماً ما نسمع بها.
أيها السيدات والسادة إن من حق الصم والبكم التعريف بأنفسهم وذلك بعكس إبداعاتهم، ويجب علينا كمهتمين بهم ومتعاملين معهم العمل أكثر على تواجدهم لأن الله سبحانه وتعالى عوضهم بخاصية الذكاء وسرعة الفهم، وعلينا أن نقيم معارض لإبداعاتهم في الرسم والخياطة والفنون كافة، وزيادة الأندية الرياضية لهم لرؤية ما يتمتعون به في هذا النشاط، إن هذه الفئة لا تتمكن بسهولة النطق بالقرآن ومعرفة بعض أحكام الحلال والحرام ونحن نتمنى من الجهات المعنية بهذا الأمر أن تأخذ هذا بعين الاعتبار، وتعمل كل ما في وسعها لإيصال هذه الرسالة إليهم، فهم لا يختلفون عن غيرهم إلا في عدم قدرتهم على السماع، وهو قدر الله عز وجلّ الذي يؤمنون به ويتآلفون معه ولكن بقي دور المجتمع أن نعطيهم حقوقهم كاملة دينياً واجتماعياً رسالة أوجهها للمعنيين بشؤون الدعوة والإرشاد والإفتاء بوضع أماكن تخصص في المساجد لهؤلاء، وتوضع شاشات للنساء والرجال للترجمة لخطب الجمع والأعياد ودمجهم داخل هذا المجتمع.
أيها السيدات والأساتذة إن أهم الأشياء المطلوبة في التدخل، لا بد من أن أشير إليها سريعاً، أن بالوقاية من إعاقة السمع وذلك بالتدخل المبكر في برنامج الرعاية الصحية والأولية، الأخذ بأيديهم وتبصير المجتمع بهذه الفئة، وبالمشكلات التي تعترضهم في التعليم وفي الأسواق والمستشفيات، بحسب ما ذكر شيخنا الأستاذ عبد المقصود خوجه واستعرض أشياء كثيرة من الحاجات التي يطالب بها هذا المجتمع هيئاته ومؤسساته بالعمل سوياً بما يمكن هذه الفئات من الدمج الكامل مع هذا المجتمع..
أيها السيدات والسادة إن الأصم يعاني كثيراً عندما يراجع المستشفيات فيجب علينا أن نعمل على تسهيل أموره التي تخص شؤونه العامة وشؤون مراجعته لهذه الدوائر وهناك دوائر أخرى من الاستخدامات العامة الممثلة في كثير من الاحتياجات التي تتطلب أن نراعي فيها ضرورة التواصل مع هؤلاء من خلال الإعلانات التلفزيونية ومن خلال وسائل الإعلام الأخرى، وأن نطور وسائل الاتصال بخصائصه النفسية والبدنية والاجتماعية..
لكم الشكر بكل الحب والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد الذي نوَّه بجهوده سعاة الشيخ عبد المقصود خوجه، وأود أن أشير إلى بعض الإلماحات التي لمحناها كمسؤولين وذلك من خلال دعمه لبرامج الصم وإيجاد مكان لنادي الصم، كما أفسح لهم مكاناً خاصاً في نفسه وفي مجلسه الخاص وأصبحوا يمثلون شريحة من شرائح المجتمع التي تتواجد في المجالس الخاصة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد، كما أشير بالثناء والتقدير للجهود المخلصة التي يبذلها رجال مخلصون أمثال الشيخ عبد المقصود خوجه وآخرها ما طالعته في هذا الصالون في مساء هذه الليلة من إصداره للدليل الموحد للغة الإشارة الذي تبنَّاه اتحاد الجامعات العربية من خلال جامعة الدول العربية، كما لا يفوتني أن أوجِّه الشكر والتقدير لكل من أخواني عادل وعدنان ومحمد عبد الله أبو مدرة الذين لهم دور كبير حتى استطاعت هذه المنطقة أن تبز غيرها من المناطق الأخرى من خلال العطاءات التي بذلت من الرجال العاملين في هذه المنطقة ومن قِبَل الرجال المخلصين الأستاذ صالح التركي والأستاذ وهيب بن زقر وغيرهم كثر، وأيضاً أتمنى أن تمتد مساحة الاستفادة من المنشآت الحكومية بدرجة أكبر. كما أناشد المجتمع على دعمهم وتشغيلهم وتوظيفهم، وأود بالمناسبة أن أشير إلى موقف من المواقف التي تبين كيفية الاستفادة من المعوقين في مسائل مهمة جداً، الموقف كان شريطاً يعرضه التلفاز يوضح كيفية دخول أحد فاقدي السمع إلى أجهزة البوليس، تظهر امرأة حاولت أن تلتحق بعمل من خلال تحرية خاصة واستطاعت هذه التحرية الخاصة أن تساعد البوليس من خلال قراءتها لحركة الشفاة للغة التي كان يتحدث بها المجرمون وهي تراقبهم عن بعد، وأثبتت بذلك قدرتها على تحليل وتمكين البوليس من الوصول إلى المجرمين وذلك من خلال هذه الصماء التي استطاعت بحسها وبفطرتها أن تعرف ما يدور بينهم.. وقد تم قبول هذه المرأة في خدمة التحري الخاصة واستفادوا منها، وأنا أقول صرخة من الأعماق للمجتمع أن يتفاعلو مع هذه القضية لهذه الفئة لتواجدها الفعال في المجتمع في جميع الأماكن، فهم يرون أنهم مهمشون، فيجب علينا أن نأخذ بأيديهم، فهم أبناؤنا وبناتنا وعلينا أن نختصر المسافة ونشيد الطريق للمساهمة في خدمة هذا الفئة.. وأتوجه بالشكر لكل من يسهم بالعمل في سبيل هذه الفئة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الشيخ عبد المقصود خوجه: بعد هذه الكلمة الضافية من سعادة الأستاذ إحسان طيب أرجو من الأساتذة الذين سيتحدثون الاختصار ما بين 5 إلى 7 دقائق فأمامنا الآن خمسة أو ستة من المتحدثين
عريف الحفل: الكلمة الآن للدكتور زيد بن عبد الله مسلط المشاري الأمين العام للتربية الخاصة ونائب رئيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة لرعاية الصم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1340  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 211 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج