شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: إذن ننتقل إلى الأسئلة التي وردتنا وموجهة لضيفينا الكريمين. سؤال لمعالي الدكتور محمد عبده يماني من الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول:
ذكرت أن عمر الجبال التي تحيط بمكة المكرمة أكثر من 700 مليون سنة والبحر الأحمر 30 مليون سنة فكيف نُوفِّق بين جيولوجية انكسار البحر الأحمر وكان من نتيجة ذلك الانكسار بروز جبال السروات كما يشير إلى ذلك علماء الجغرافيا؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً الحقيقة أن جبال مكة أقدم بكثير من صدع البحر الأحمر وليس من الجبال المطلة على البحر الأحمر، لأننا نفرق بين الدرع العربي والدرع الأفريقي الذي حصل فيه الخسف ونجم عن ذلك البحر الأحمر، لأن هذا نتيجة صدع حصل وعمره 30 مليون سنة لكن الجبال التي حوله جبال قديمة أكثر من 850 مليون سنة، كالجبال المحيطة بمكة، وكجبال السروات وغيرها، لكن الخسف نفسه مضى عليه 30 مليون سنة، أنا أقول عمر البحر الأحمر 30 مليون سنة، ولا نقول عمر الجبال المحيطة بالبحر الأحمر، ولكن بعد البحر الأحمر باتجاه وادي فاطمة هناك بعض رواسب صخور رسوبية، تسمى رواسب وادي فاطمة، ورواسب الشيبسي وهذه حديثة ترسبت لا توافقياً فوق هذه الصخور النارية، شكراً.
عريف الحفل: ننقل الميكرفون للسيدات إذا كان لديهن سؤال.
عوضيّة محمد حسن: بسم الله الرحمن الرحيم، الأخوة والأخوات، الجمع الكريم، الشيخ عبد المقصود خوجه القائم على هذا التكريم، والذي يسعدنا بوجوده في الدارة العامرة دوماً وأبداً والسادة المحتفى بهم، سؤالي الأول للدكتور محمد عبده يماني.
يدخل الدين فيما أعتقده ضمن إطار الشمول العام لمفهوم الثقافة، فما هو رأيك في أهم ما يمكن أن يجتمع عليه اختيار الخرطوم عاصمة الثقافة العربية هذا العام، واختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، وما يربط بينهما؟
الأستاذ عبد الله الجفري: مكة المكرمة لم تكن عاصمة الثقافة لعام، ولن تكون عاصمة الثقافة لمناسبة، مكة المكرمة عاصمة للثقافة منذ شعّ نور الإسلام منها، ولكنها مناسبات تذكِّر المسلمين وتدعوهم إلى مزيد من التجمع، وهذه المناسبة لا أكثر من مزيد من التجمع.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عبد العزيز معتوق حسنين موجه لمعالي الدكتور، يقول:
منذ عدة سنوات تكوّنت لجنة برئاستكم تنظر في إعادة تسمية شوارع مكة المكرمة، فما هي نتائج هذه اللجنة ومتى سنرى أسماء الصحابة رضي الله عنهم على لوحات شوارع أم القرى؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: الحقيقة أن الموضوع تم وصدرت قوائم عديدة بالأسماء منها أسماء الصحابة رضوان الله عليهم، منها أسماء التابعين، منها أسماء رجالات مكة، علماء مكة، شعراء مكة وغير ذلك وكانت حتى قبل مجيء الدكتور خالد نحاس قد صودق عليها والآن متوقع أنهم يعملون اللوحات في مراحلها الأخيرة، ولكن من حيث المبدأ أقر كما أقر في جدة برئاسة أستاذي الجليل أستاذنا الدكتور رضا محمد سعيد عبيد أيضاً في جدة تم الشيء نفسه.
عريف الحفل: سؤال للسيد الجفري من الأستاذ منصور عطار يقول:
أذكر لكم مقالاً عن المساجد والمآثر بمكة حرسها الله فما هو مصدر هذا المقال جزاكم الله خيراً؟
الأستاذ عبد الله الجفري: والله لا أذكر المقال الذي تشير إليه، ولكن لأنني كتبت الكثير من المقالات عن مكة المكرمة وأنا ابنها، ودائماً بالطبع مصادري هي مصادر أي باحث يبحث عن موضوع يهمه.
عريف الحفل: ننقل الميكرفون للسيدات.
إحدى الحاضرات: السلام عليكم، شكراً للشيخ عبد المقصود ولضيوفنا الأعزاء، للمرة الأولى نسمع عن هذه اللجنة التي تكوّنت من أجل إطلاق الأسماء على شوارع مكة، هل بإمكان هذه اللجنة أن توقف بعض الأشياء التي تحدث الآن في مكة، وأنا أتحدث الآن عن الكارثة البيئية التي ستحدث عندما تظهر العمائر التي في منطقة الشامية، لأن الشامية هي مصدر الهواء بالنسبة لمكة، فإذا صارت من ناطحات السحاب، فكيف ستكون مكة؟ هل في قدرة هذه اللجنة أن تتكلم وترفع صوتها عالياً من أجل الحفاظ على الأقل على مكة فيها نسمة هواء لساكنيها؟ شكراً لكم.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أعتقد أن اللجان تتكوّن لمناقشة ناطحات السحاب، وليس ناطحات الأوادم، فنحن لا نقدر على الأوادم، نناطح السحاب ونكتفي.
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدات يا فاضلات، نحن أعطيناكن الحرية في أن تطرحن أسئلتكن مباشرة، هذا لا يعني أنكن تفترسن الميكرفون وتتكلمن بمداخلات مطوّلة، السؤال يجب رجاء أن يكون مختصراً ومباشراً، ولا يكون كتعليق على طرح أو إجابة لأحد فارسي هذه الأمسية. هذا دائماً الإطار الذي نسير به وأرجو أن تتقيدن بهذا مع الشكر الجزيل.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور محمد عبده يماني، من السيد أشرف السيد سالم، يقول:
نتطلع لجائزة باسم مكة المكرمة يتسابق حولها المبدعون بأعمالهم الأدبية والباحثون بدراساتهم العلمية المختصة ببلد الله الحرام.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أنا أعتقد أنه توجد جوائز باسم مكة، هذا الأستاذ إحسان طيب يشير لي من هناك، ولكن أنا من حيث المبدأ أرى أن مزيداً من الجوائز لا بد أن تكون وأن نُعنى بصورة خاصة بالجيل الصاعد ونعطيه الفرص للتنافس وأن نُعنى بتأريخنا، بتراثنا، بآثارنا، التي بدأت تندثر ونضع جوائز لكل من يحيي هذه الآثار وأن يُعنى بها دراسةً وتنمية، ولكن أنا أؤيد الرأي بأن تكون هناك جوائز لمكة المكرمة.
عريف الحفل: سؤال للسيد الجفري، من الأستاذ إحسان طيب يقول:
كان لتوسعة الحرم المكي الشريف أثر كبير في إحداث تغيير اجتماعي كبير في ملامح الحياة الاجتماعية للمجتمع المكي آمل أن تحدثونا عن هذه التغيرات وملامحها.
الأستاذ عبد الله الجفري: الحديث عن هذا الموضوع يطول، ويحتاج إلى وقت طويل، وأنت باحث اجتماعي وتعلم وتعرف الخلفيات الكثيرة، لكن الأهم في هذا الحديث الذي أريد أن أشير إليه، التطور أو التغيير الذي حدث في مجتمع مكة، وهو بسبب ما طرأ على هذا المجتمع من جنسيات كثيرة دخلت إلى المجتمع وبسبب الحالة الاجتماعية التي تتفاوت بين أسرة وأسرة، وأيضاً بسبب ضعف التربية والبحث عن السلوك الجيد، وغياب دور الأب والأم، كلها أسباب كثيرة تشير إلى تغيير المجتمع، ولكن السؤال الأهم، كيف نواجه هذا التغيير وكيف نمنعه أن يتطور أو أن يتردى بالأصح؟ شكراً.
عريف الحفل: ننقل الميكرفون للسيدات.
آمال عبد الحق النقشبندي: السلام عليكم، لا أريد أن أتكلم عن الاثنينية ومزاياها والضيوف الكرام، ولكن ذكر الدكتور محمد عبده يماني أنه من يجرؤ يقول على مكة عاصمة الثقافة الإسلامية؟ صحيح هذا الكلام، ولكن ما لاحظته أن هناك تعتيماً إعلامياً، هل لاحظت ذلك؟ أم الكل لاحظ معي؟ ما كان في الصحف صدى لهذا الاختيار، فما السبب؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً العلم بحر، والشيوخ ((أبخص)).
عريف الحفل: سؤال للسيد عبد الله الجفري، سؤال من الأخ خالد الأصْور باحث إعلامي، يقول:
تزخر المملكة بكثير من الآثار والمقتنيات الإسلامية ولا سيما بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد تواصلت النداءات همساً وجهراً للعناية بها.. فهل آن الأوان لذلك لتنظيم الزيارة إليها؟ وعدم الاعتداد بذرائع ما أنزل الله بها من سلطان؟
الأستاذ عبد الله الجفري: أظن أن هذا السؤال يوجه إلى الجهات المسؤولة، التي منعت أو التي نظمت الزيارات إلى هذه المواقع، ولدينا أيضاً الآن إدارة كبيرة للسياحة، نرجو أن تهتم لأن هذه من أُولى واجباتها.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور، من الأخ محمد سامي يقول:
إنني أحب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ولكنني لا أرتاح إلا بمكة فما السبب هل لكم تعليق؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: حبك لمكة هو جزء من حبك للمدينة، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة قال: اللَّهم وقد أخرجتني من أحب البقاع إليّ، فأسكني في أحب البقاع إليك وهذا الشعور الذي تشعر به لا ينمُّ عن أي نقص إيماني ولا عن أي خلل، وإنما هي الروح تطوف هنا وهناك وما دمت تحب مكة فأنت تحب البلد التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أحب مكة وعلمنا حُب مكة.
عريف الحفل: نعود إلى السيدات.
الدكتورة عائشة: السؤال موجَّه للأستاذ عبد الله جفري:
الحقيقة اغفروا لي جهلي في الناحية الأدبية لبعدي عنها، هل هناك قصص وثقت حكايات مكة بأكلها.. بعاداتها.. بتقاليدها.. بكلماتها؟ فقط دلوني واغفروا لي عدم علمي بها.
الأستاذ عبد الله الجفري: أنا لا أذكر أو أعرف أن هناك في جهة معينة تتولى هذا الأمر المهم، لكن هناك كتباً صدرت ووثقت جوانب كثير من العادات والتقاليد والأمثال فممكن الرجوع إلى هذه الكتب وهي موجودة.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور، من الأخ عجلان بن أحمد الشهري يقول:
لم أسكن مكة التي قيل عنها: (( النائمُ فيها كالعابد في غيرها )) لكنني قرأت عنها الكثير بدءاً من كتاب الله الكريم، مررواً بكتب السُنة الشريفة، وكتب التراث، وأحاديث ساكنيها وأبنائها في أزمان خلت وتتابعت إلى وقت قريب، سؤالي: هل ما زال لمكة اليوم ذلك العبق الروحي والاجتماعي والعمراني الذي يليق بها كقبلة للمسلمين في ظل المتغيرات في عالمنا المعاصر؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: القضية التعبدية تختلف عن أي قضية أخرى لأن مرد ذلك إلى الروح، وعلى قدر ما ينمّي الإنسان في روحه حب مكة المكرمة وحب المدينة المنورة، وحب الالتصاق بالعبادات على قدر ما ينمو هو، وليست لها علاقة بزخم هؤلاء وأولئك، لكن الإنسان في وسط الزحام، وفي وسط الضجيج يظل قلبه عامراً ولا يهمه ما حوله لأن القضية قضية إيمانية متعمقة في القلب بصرف النظر عن الأحداث المحيطة بالفرد.
عريف الحفل: سؤال للسيد الجفري: من الأخ محمد الصايغ يقول:
بمناسبة أن مكة عاصمة للثقافة هل نطمع من القادرين في هذه البلاد الكريمة أن يعملوا على إنشاء أكبر مكتبة في العالم تنافس المكتبات الكبرى للدول الأخرى؟ وأرجو ألا يقارن ذلك بمكتبة الحرم؟ أي مكتبة عالمية يستفيد منها كل من هو راغب في أن ينهل من العلم من أي مكان في العالم كما هو حاصل بالنسبة لمكتبة الكونجرس.
الأستاذ عبد الله الجفري: أنا أضم صوتك إلى صوتي بحرارة شديدة، ولمعلوماتك نحن يمكن على مدار ثلاثين.. أربعين سنة نكتب ونطالب بإنشاء مكتبة كبيرة جداً، أرجو أن تتحقق.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أريد أن أُعلق على كلام سيدنا السيد عبد الله والسائل الكريم، أنَّ القضية التي نعاني منها الآن هي خطورة انحسار القراءة، الأولاد والبنات لا يقرؤون لأن المدارس لا تعلِّمهم القراءة، ولهذا حتى في الجامعات يفد الطالب ويقرأ مذكرات مختصرة، ليس هناك روافد تعليمية تعلِّم هذا الجيل حب القراءة، فحتى لو أنشأنا مثل هذه المكتبات الكبيرة نحتاج إلى من يقرأ، ومن يقرأ يحتاج إلى من يعلِّمه القراءة، ولهذا القضية قضية أكبر من مجرد إنشاء مكتبة، مع أني أنا من مؤيدي إنشاء المكتبة، لأن القضية في هذه البلدة بدأت بالقضية الأولى سبحان الله أن الله سبحانه وتعالى عندما أنزل على سيدنا محمد إقرأ، و اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق: 1) ولكن لم تكن اسجد!! ولم تكن سبِّح، ولكن كانت إقرأ دليلاً على أن قضية هذه الأمة في الدرجة الأولى هي قضية تعليمية.
عريف الحفل: أحيل الميكرفون للسيدات.
إحدى الحاضرات: سؤالي للأستاذ عبد الله الجفري:
العلامة المميزة في الأدب المعاصر والأداء الصحفي الذي طالما أدهشنا لحد الطرب بموسيقى قائمة وعزف أفكاره، فهل من جديد للصحف فيما يتعلق بموضوع الساعة؟ مكة عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام؟
الأستاذ عبد الله الجفري: أعدك أنني ككاتب أكتب عموداً يومياً أن أراعي هذه النقطة. ولكن سؤالك يوجه لرؤساء تحرير الصحف.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لي تعليق بسيط، لماذا لا تتلطف يا سيدي السيد وتوجِّه هذا لرؤساء الصحف في عمودك اليومي؟ حاول لو تكرمت كعادتك.
عريف الحفل: سؤال موجَّه لمعالي الدكتور، من تلميذكم كما كتب صالح خميس الزهراني يقول:
حدثنا عن توقيت جرينتش وكيف تم اختياره؟ ولماذا لا تسعون مع بقية العلماء في جعل توقيت مكة المكرمة هو التوقيت العالمي بدلاً من جرينتش على أقل تقدير كمرحلة أولى الدول الإسلامية مع العربية؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: لا بد أن نلاحظ أن التطور والتنمية في مختلف المجالات تفرض نفسها، جرينتش ما عرفناها إلا بعد ما خبأت لدينا القدرات الفلكية والجغرافية، نحن في وقت من الأوقات كان الغرب ينظر إلينا حين كانت لدينا مراصد في طليطلة، في سمرقند، في بغداد، في الرقة، وكان العالم الواحد مثلاً يرصد ما يزيد على ألف ومائتي نجم، أبو الحسن الهيثم رصد تسعمائة نجم، اليوم نحن تصعد الأقمار وتنزل ونحن لا نعرف من يصعد ومن ينزل، فانحسارها هذا هو الذي أدى إلى هذا الأمر، القضية ليست مجرد أن نوقِّت بجرينتش أو بغيرها، بعض التلفزيونات تكتب بتوقيت مكة المكرمة، لكن القضية أكبر من ذلك، القضية أننا تخلّفنا علمياً وفكرياً وتراجعنا إلى درجة كبيرة أن الآن قضايا كبيرة تطرح علينا في البلاد العربية بالذات ونذهب ونشتري جهازاً علمياً معيناً جغرافياً أو كذا ونحضره إلى جامعاتنا، إذا تَعَطَّل هذا الجهاز يتعطّل كل شيء ونذهب لنشتري جهازاً.. لكن الياباني يذهب ويتعلم كيف يصنع الجهاز وكيف يصون الجهاز وكيف يغيّر بالجهاز، أمة تفكر بصورة في الثورة التقنية التي حدثت والتي لم نستفد منها حتى الآن. هذا من أسباب التخلف الحقيقي.
عريف الحفل: الأخ ثامر القرشي هذا السؤال نحيله إلى سعادة السيد يقول:
هل وثق التاريخ في عهد الدولة العثمانية مدارس مكة وكتاتيبها ومعلميها توثيقاً صحيحاً؟
الأستاذ عبد الله الجفري: بالطبع وثقها توثيقاً صحيحاً، وللدكتور عبد الله الزيد كتاب معروف يمكن الرجوع إليه.
عريف الحفل: سؤال إلى معالي الدكتور من الأستاذ أحمد تيجاني محمد الأمين القنصل السوداني يقول:
أشار أستاذنا معالي الدكتور محمد عبده يماني إشارة عابرة إلى وادي مكة المكرمة وأن عمره الجيولوجي هو 35 مليون سنة مثل عمر البحر الأحمر، سؤالي: هل هناك علاقة بين البحر الأحمر ووادي مكة؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: العلاقة هي علاقة جيولوجية، بمعنى وادي مكة في الأصل كان منطقة جبلية كجبل قبيس، ثم حصل خسف، صدع، كسر هذه المناطق فنشأ عنه الوادي، في نفس الوقت الذي نشأ بعده بـ 35 مليون عام كسر البحر الأحمر، البحر الأحمر كان في درع يسمى الدرع الإفريقي ثم حصل فيه الخسف، فكلاهما من الناحية الجيولوجية سبب تكوينه هو الخسف أو الصدع الجيولوجي الذي نسمِّيه.
عريف الحفل: سؤال للأستاذ السيد، من أحد قرائك قرّاء عمودك اليومي ((الظلال الوارفة)) في عكاظ والسائل منصور عبد الله المبارك يقول:
المعارك الأدبية، أو كما قلت المقاشعات بلهجة أهل مكة في بعض الألعاب الفلكلورية، كيف انتهت تلك المعارك بينكم؟ وهل أدت إلى ترابطكم أكثر في مجال الكلمة والأدب؟
الأستاذ عبد الله الجفري: طبعاً هذا دليل ترابطنا، نحن نجتمع ونتحاور ونغضب ونختلف، ولكن تبقى في النهاية حرية الكلمة.
عريف الحفل: معالي الدكتور سؤال من الأستاذ عبد المؤمن القين يقول:
أوافقكم على خطأ تسمية مكة الكرمة بعاصمة الثقافة ولكن بما أن الدعوة إلى الله بدأت عالميتها في مكة قبل الهجرة بدليل قوله تعالى في سورة القلم المكية وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (القلم: 52).. ألا ترون أن التسمية في مكانها إذا ما قصد بها شمولية الإسلام للعالم كله، وما أفاض عليه من خير وسلام؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أبداً، بالعكس أنا أؤيد الفكرة، أنا أقول فقط لا ندّعي أننا نحن الذين نُسمِّي مكة عاصمة الثقافة، قلت لقد سمّاها الله عز وجل واختارها سبحانه وتعالى ولهذا هي عاصمة للثقافة ليس لهذا اليوم أو لهذا العام، أو للأعوام القادمة أو الأعوام السابقة، بل هي تالدة خالدة، هذا ما أشرت إليه.
عريف الحفل: الأستاذ رفقي الطيب، ونحيل الميكرفون للأستاذ السيد فيقول:
أشار الأستاذ محمود تراوري في مقال له بجريدة (الوطن) إلى أن تاريخ (لعبة المزمار) يعود للأفارقة الذين جلبوها إلى مكة المكرمة قبل أربعمائة عام.. فهل ما ذكره صحيح؟ أم هو من قبيل الـ (حَرَشْ)؟
الأستاذ عبد الله الجفري: لماذا لا؟ لماذا لا يكون صحيحاً؟ وهذا يعني تاريخاً لا يمكن تزويره أو تشويهه وهناك ألعاب كثيرة، موجودة في مكة المكرمة.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور من الأستاذ المذيع جميل عبيد الله الفهمي يقول:
كما قلتم في كلمتكم القيّمة إن الله سبحانه وتعالى قد كرَّم مكة المكرمة واحتفى بها والسؤال:
ما هي السبل الأمثل في تفعيل الاحتفال بمكة المكرمة والاهتمام بها وتعظيمها ليس لسنة واحدة، ولكن على مدى السنين، وكيف نزرع تعظيمها في نفوس أبنائنا؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: هو السبيل في رأيي الأساسي هو أن نعيد لهذه المدينة مكانتها، أن نعيد إليها حيويتها، أن نعيد إليها قدراتها التجارية، أن نعيد إليها قدراتها التعليمية، أن نعطي أبناء مكة وشيوخ مكة الفرصة أن يعيدوا الحرم، أن نعيد الحرم ليكون هو الجامعة، ونعيد الحرم النبوي ليكون هو جامعة أخرى إذا اعتنينا وعُنينا بهذا من هنا تكون الانطلاقة الأساسية، إذا فرحنا بالوفود القادمة عندما يأتي أحد العلماء للحج يأتي ويقيم ويذهب ولا أحد يعرف عنه شيئاً، وقد يكون هو من أبرز علماء السودان، أو أبرز علماء نيجيريا، أو أبرز علماء المغرب، ولا أحد يعرف عنه، لأننا لم نبنِ لهذه المدينة الترتيبات اللازمة التي تستفيد من هؤلاء الذين يفدون إليها كما كان في السابق، ثانياً: أن نعيد في تأريخ تدريس أولادنا أن نعيد مكانة هذه البلدة الطيبة الطاهرة، وإذا غيرنا المناهج نُغير المناهج بصورة يشعر الطفل بمكانة مكة المكرمة وما لها من مكانة، ونشعر بمكانة المدينة المنورة وما لها من مكانة، أن نُعيد العناية بتراثنا الذي عبثنا فيه، أن نعيد العناية بتأريخنا الذي غفلنا عنه، عندها نستطيع أن نعتز وأن نقول إن هناك تغيير جوهرياً.
عريف الحفل: سؤال لسعادة السيد عبد الله الجفري من المهند شمسي باشا يقول:
ما رأيكم لو يتم إنشاء تلفريك لأجل مشاهدة غار حراء وغار ثور؟
الأستاذ عبد الله الجفري: المفروض أن يكون هذا المشروع قد تم من عشر سنوات، بعد أن يفتحوا الغار.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أنا عندي شهادة يجب أن أؤديها، وهي أني كنت في مجلس الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز وفي حضور مجموعة من الأخوة الكرام، منهم السيد أمين عطاس ومنهم مجموعة وأعلن الأمير عبد المجيد قال أمنيتي الآن أن أعمل تلفريك من أسفل الجبل إلى أعلى وأنظم هذه العملية بصورة تحقق للحجاج وللسائرين الصعود للجبل ومشاهدته بترتيب، فقام في نفس المجلس أحد من الإخوان تبرَّع وقال لا يا سمو الأمير قد تأتي البدع وقد يتمسحوا بكذا.. سرّني أنه ردّ عليه ردًّا علميًّا، أنه يقول له يا أخي الذي يعمل خطأ نردُّه، لا نمنع العمل الخيري.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور، من المهندس جمال برهان يقول:
ولي الأمر ـ يحفظه الله ـ في بلادنا يحمل مسمى خادم الحرمين الشريفين وقد أعطى ذلك بُعداً وطنياً لمكة المكرمة والمدينة المنورة في خدمة القائد والمواطن للحرمين، وهو شرف عظيم يحتاج منا إلى مبادرات وأشير هنا إلى المبادرة السامية في قيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بشراء أرض سوق بني النجار جوار المسجد النبوي بمبلغ 2,50 مليار ريال وجعلها مشاريع أوقاف نأمل في خطوة مماثلة ومبادرة من أهل مكة لهذا التوجه وأن تعود مكة كما كانت بدلاً من المتاجرة بأراضيها والتجارة شطارة في كل مكان إلا في مكة حماها الله وأعزها للمسلمين.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً لا بد أن أصحح لك أنه لا يصح أن تقول بأن الملك خادم الحرمين الشريفين شرّف مكة بل هو الذي تشرّف بأن يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين والرجل يعتز ويعلن أنه يعتز بذلك، أما مشاريع سوق النجار وسوق كذا فأنت وقعت في مكان خطأ، فأنا لست من أهل العقار ولا من رجال العقار، أنا اسألني عن جبل اسألني عن صدع اسألني عن وادٍ أما عن ذلك فهو لأهل العلم.
الأستاذ عبد الله الجفري: إذا سمحت لي تعقيب بسيط، بالنسبة لسوق النجار فهناك موقف أو حكاية حصلت كنت قد تلقيت عدة شكاوى من مواطنين في مشروع سوق النجار في المدينة المنورة، وحاولنا أن نبحث الحقيقة وحاولنا أن نضع النقاط على الحروف وبكل أسف كانت الخلفية قائمة لأسباب كثيرة وهو أن هذا المشروع استغل مادياً ثم لم يُكمَل، وأنا أتساءل الآن ماذا حدث في مشروع النجار؟
عريف الحفل: سؤال لسعادة السيد، من الأخ فاضل غي من السنغال رئيس تحرير الصحوة في دكار يقول:
ما هو الدور الذي يُنتظر من المثقف السعودي للحفاظ على الأماكن والمآثر التاريخية التي أصبحت بعضها تنمحي كما جاء في كلمتكم؟
الأستاذ عبد الله الجفري: دورنا يا سيدي أن نكتب وأن نتكلم، وأن نطالب، وهذا هو دورنا وهذه قدراتنا.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور من الأستاذ أحمد الصايغ يقول:
كما تفضلتم مكة حرسها الله عاصمة الثقافة الإسلامية ومركز الإشعاع.. وفي العصر الحديث كانت منطلق الصحافة، والصحافة من أهم الوسائل الحديثة لنشر الثقافة، ولم يعد في مكة غير صحيفة واحدة وهي (الندوة) التي تعثرت خطواتها وهذا ما لا يليق بصحيفة مكة الوحيدة وبصفتكم رئيس مجلس إدارتها فهل من بشرى سارة لتطويرها لتحمل إلى العالم الإسلامي رسالة هذه البلاد المقدسة، وأنتم خير من يقدر أهمية دور وأثر الإعلام؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً أشكر السائل، لكن الحقيقة جاءوا بي إلى ((الندوة)) عندما تعثَّرت، وشاهد إثبات على تعثُّرها، ولكن للأسف الشديد أنها مثقلة بديون كثيرة وتأثرت تأثراً كبيراً، لكن الذي سرّني أن مجموعة من الناس يقودهم الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز بدأوا بوضع خطة جديدة في محاولة لدعم ((الندوة)) وإصدار جريدة قوية بمكة المكرمة إما تحمل اسم (الندوة) أو تحمل اسماً آخر، ولو أن المقام السامي كان لا يحبذ أن يُغير اسم (الندوة) وأن تبقى كما هي، ولا يحبذ أن تصدر أكثر من جريدة في مكة المكرمة، لكن المفاوضات جارية والأمير مهتم، وقد أبلغنا هو أنه حتى خادم الحرمين مهتم بتطوير الصحافة في مكة ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفق رجال الأعمال كما ذكر أخي السيد عبد الله أن يهتموا بهذه المشروعات في مكة خصوصاً أن هذه الجريدة إذا نشأت وإذا تطورت في صورتها الجديدة ستكون مربحة لأن بعض الرجال الذين قدموا دراسات على أنها مربحة.
الأخ عبد المقصود خوجه: وأورد أن المسألة ليست مسألة إنما نطعمكم لوجه الله، بالعكس أورد أنه ممكن أن تكون مربحة وقوية وكرجل أعمال قدم اقتراحاً باختصار العدد الكبير من الرجال الذين ليس لهم داعٍ في العمل، وإدخال التكنولوجيا والتقنية الحديثة فيها، هنالك خطوات إن شاء الله تنتهي إلى تطوير هذه الصحيفة بإذن الله.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور إسماعيل مكي إلى كلا الفارسين يقول:
ما رأيكما في لغة أهل مكة التي هبطت جداً إلى مستوى العمالة الأجنبية الأعجمية، ألا تعتقدون أنه بعد عدد ليس كبيراً من السنوات تصبح لغة الجنة أثراً بعد عين؟
الأستاذ عبد الله الجفري: نحن معك أن اللغة العربية في مكة المكرمة تتعرض لاعتداء شديد، بل إن اللغة العربية تتعرض لاعتداء شديد في الفضائيات العربية، لكن مكة المكرمة حرسها الله، هذا المجتمع الذي وفد إليه كثير من اللغات، وقد قلنا إن مجتمع مكة المكرمة مجتمع يصهر ويبلور أي جنسية أو أي لغة لكن العامية هي الخطر في هذا الشأن.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عصام قدس موجَّه لمعالي الدكتور يقول:
ما رأيك في نسف الجبال حول مكة من أجل عمل مخططات ألا يؤثر ذلك على البيئة الجغرافية؟ وما هو رأيك فيما نشر في الصحف حول ارتجاج في ريع ذاخر بمكة المكرمة.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً ترى علمياً ليس هناك خطر بأي شكل من الأشكال من تهديم الجبال لأنك إذا نظرت إلى المدى الطويل ووعى في ذهنك خلال ثلاثين سنة القادمة أعداد الحجاج والمعتمرين تزيد زيادة كبيرة بحيث إنه من الصعب أن تتصور اتساع هذه المنطقة حتى إن بعض المخططين يرى أن حتى المواقع التي نشأت كعمائر واجتمعت عليها إحدى الأخوات حتى هذه يجب أن تُزال، لأنه يجب أن نوّسع الحرم ليتسع فيكون الوادي بكامله كحرم، وأن تكون المنازل في الجبال، ويستطيع الإنسان وهو يسكن في أعالي الجبال أن يهبط بسهولة كما يحصل في لبنان مثلاً أو في أي منطقة أخرى دون زحمة المنطقة المخصصة للعبادة لأن الأعداد تزداد وبحسب تصورهم الذي وضعوه أنه في خلال الخمس وعشرين سنة سيصبح عدد الحجاج بين عشرة ملايين إلى خمسة عشر مليون حاج، عندها ستكون القضية ملامة علينا أننا غفلنا عن التقدير، أما مسألة ما يذكره الأخ عن موضوع الاهتزاز الذي حدث فهذا موضوع غير صحيح وقد درس الزملاء معي في كلية علوم الأرض وفي مركز الجيولوجيا ووجدوا أنه ليس اهتزازاً ولكن كانت هناك مجموعة من التفجيرات في منطقة ريع اللصوص، وما كان أحد يعرف عنها وإنما أخذوا إذناً فيها في تفجيرات معينة فسببت اهتزازاً كبيراً شعروا به هم، لكن بقية سكان مكة لم يشعروا بشيء.
عريف الحفل: بين يدي الحقيقة تبقَّى سؤالان وهما من الدكتور عبد الله باسلامة، والأخ فهد الغامدي وهما يخصان الكعبة وموجهان إلى معاليكم، الدكتور باسلامة يقول:
هل يمكن معرفة عمر الكعبة على الأرض جيولوجياً؟
وسؤال الأخ فهد الغامدي يقول:
هل موقع الكعبة المشرفة يعتبر مركز ارتكاز الأرض كما نسمع ونقرأ؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً ليس من الصعوبة معرفة عمر الكعبة لأن الجبل الذي أُخذت منه معروف حتى اليوم، جبل الكعبة وكل ما هناك أن تؤخذ هذه الصخور ثم تعرض لقياس الأعمار الجيولوجية التي هي تعتمد على تحول أنواع معينة من المواد إلى نوع آخر ومعدلاتها فيستطيعون أن يحسبوها، ولكن لا أذكر أن أحداً قام بهذه الدراسة إلى الآن، إنما كعمر الكعبة هو الذي وضع أنه منذ عهد آدم عليه السلام، وأن الملائكة بنت الكعبة حتى قبل نزول سيدنا آدم وكانت تطوف به.
السؤال الثاني: كان عن المركز أيضاً هذا خُدم في دراسة قام بها أستاذنا الدكتور زغلول النجار، وكانت دراسة أثبت فيها بحسب تصوره أن مكة هي مركز الكون وأن المقاسات التي ذكرها والإشعاعات التي تظهر تدل على أن مكة هي مركز الكون ولكن طبعاً النقطة التي ذكرناها أن أول من قشع الماء كان عن منطقة الكعبة ولذلك قال ((وكان عرشه على الماء)) وأول ما تقشع هو جبل قبيس كأول جبل ظهر ثم منطقة الحرم أي منطقة الكعبة نفسها، لكن الدراسات تقول إن مكة مركز الكون في دراسة كاملة نشرها الدكتور زغلول النجار.
الشيخ عبد المقصود خوجه: انتهت الأسئلة ولدي بعض الأوراق سأجيب عنها، الأستاذ ماجد سعيد رحمت الله بالنسبة للاحتفاء بالأستاذ عبد الغني قستي قد تم الاحتفاء به قبل ذلك بالاثنينية، بالنسبة لسؤال الدكتور غازي زين عوض الله سأحجبه لأنه ليس له علاقة بالأمسية. الأستاذ مصطفى عطار: لديه مداخلة وليس سؤالاً، الأستاذ عبد المجيد الزهراء: أيضاً ليس سؤالاً فلذلك يُحجب، الدكتور يوسف العارف أيضاً لديه مداخلة فلذلك حجبتها، ولا أحجب أنا أي سؤال يردني طالما أنه متعلق بالأمسية، وشكراً جزيلاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :841  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج