شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل كانت لعبد العزيز الرفاعي صبابات؟
هذا السؤال برز عند قراءة هذا البيت في القصيدة التي بين أيدينا يقول البيت:
لشاعـر جـمِّ الصبابـات عفيف المشـرب
والصبابة هي شدة الشوق، والعشق والوجد والولع ومن الصبابة تأتي كلمة الصب وهو العاشق فهل مارس الرفاعي الصبابة ممارسة فعلية، واكتوى بلهيبها وأجهد قلبه وعقله وجسده في بوتقة هذا العشق والهيام. إنني لا أعتقد ذلك فما وقع بين أيدينا من قصائده الغزلية، والتي حجبها عن النشر لم تنبىء واحدة منها، على اقتحامه بأية صورة أبواب هذا المطلب المحبب للشباب، الذي تميل إليه النفس ميلاً شديداً، إذا توفرت لها كل الإمكانات أو بعضها. غير أنني لا أستبعد أن يكون عبد العزيز الرفاعي قد مرَّ بمرحلة أحلام اليقظة التي عاشها خيالاً حلواً جميلاً حقق فيها رغباته الخيالية، وأطلق ليراعته العنان لتصف فراشته بشتى الصفات، وبنى من تلك الخيالات قصوراً في الهواء لا تلبث أن تزول بعد أن يعود إلى أرضية الواقع.
وفي نفس البيت دليل على ذلك، فبعد أن قال: شاعر جم الصبابات قال عفيف المشرب فنفى صباباته الغرامية، وألبسها ثوباً آخر يمكن له به أن ينتمي إلى صبابات من نوع آخر، ربما تكون تلك الصبابات من أحلام اليقظة، وفي رأيي أن عبد العزيز الرفاعي في غزله يمثل ذلك الرجل الذي يذهب إلى البحر ليغوص فيه سباحة حباً في السباحة أو باحثاً عن لآلئه، فما أن يضع قدميه على شاطئه حتى يشعر برهبة كبيرة فيهرب خوفاً من الغرق، أو كالذي مرَّ على ملهاة وحاول دخولها، وقبل أن يدلف إليها تخيل أن حريقاً كبيراً شبَّ بتلك الملهاة، وخشي أن يحترق بها، فعاد أدراجه متذكراً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
ومن هنا ينتفي وقوع الرفاعي "في قفص الإتهام" وأنه قد تجرع كاسات الغرام، وعاش ذات يوم في صحارى الوجد والهيام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج