شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- الأستاذ عثمان مليباري يسأل قائلاً: سعادتك أحد العاملين الكبار في مؤسسة صحفية كبرى في الرياض، ترى ما هو رأيكم في نظام المؤسسات الصحفية في بلادنا؟ هل يحتاج إلى تعديل في مواده؟ أريد رأيك بصراحة وشكراً.
 
الضيف مجيباً:
- يحتاج إلى كثير من التعديل.. وكثير من التعديل سيأتي قريباً بإذن الله. والمطّلع على نظام المؤسسات الصحفية يجد أنه ببساطة السنوات الطوال الماضية التي وضع فيها، فهو وضع في سنة 1383هـ عند إنشاء المؤسسات الصحفية الأهلية، وهذه فترة طويلة جداً جداً تحتاج فعلاً إلى تعديل حتى لو كان نظام المؤسسات الصحفية أحسن مما هو عليه، هو بسيط جداً جداً وليس فيه في الواقع ما يتناسب مع وضع صحافتنا المحلية الآن، صحافتنا المحلية تقدمت كثيراً وسبقت النظام الذي من المفروض أن يسيرها.. لكن البشرى أنه في الطريق إن شاء الله بعد شهور سيصدر نظام جيد وسوف يكون فيه كثير من المميزات، ولو أني أعتقد أن الصحفيين شطار، مع الاعتذار للزميل أبو أيمن، وقد أخذوا حقهم أو كثير منهم قد أخذ حقه لو كنا ننظر من الناحية المادية، ولكن من الناحية المعنوية فعلاً بقي أشياء كثيرة لعل همة أستاذنا الدكتور هاشم وإخوانه من المسؤولين في التحرير والإدارة يهتمون بها في المستقبل، ويسدون هذا الخلل أو هذا النقص الذي هو موجود في نظام المؤسسات الصحفية وهم أحرص منا كثيراً على هذا.
- كنت ممن عايش جيل الرواد فهل مارس جيل الرواد عليكم عنجهيةً صاخبةً كما يمارس الآن الجيل السابق لنا نحن الشباب عنجهيةً وهيمنًة ويرى أننا متطفلين على الأدب والفكر والفن؟ السائل الشاعر محمد مباركي، محرر ثقافي في جريدة البلاد.
 
الضيف مجيباً:
- لأن.. جيل الرواد.. نحن احتككنا أنا شخصياً، وزملائي، احتككنا بالجيل الذي بعد الرواد، جيل أستاذنا حسن عبد الله القرشي وبابا طاهر وأستاذنا الكبير حسين عرب أيضاً كان له تأثير كبير في توجيهنا، في جيل الرواد في الحقيقة كنا نرتعد خوفاً ونحن نراهم في الشارع، نراهم يذهبون إلى الدكاكين البسيطة؛ في باب السلام ويجلسون هناك، يقرأون أو يشترون كتاباً، وأعتقد أنه كان من أكثر الناس الذين كانوا بمنظرهم يصاب الشباب الصغار بالرهبة الأستاذ المرحوم حسين سرحان لأنه كان يبدو جاداً ولا يستطيع الإنسان أن يلمس حناناً أو شيء من هذا القبيل.. إنما الجيل الذي بعدهم وهو الجيل الذي وجَّهَنا كانوا جيلاً طيباً جداً، وكانوا موجهين وأذكر أني عرضت قصيدة على الأستاذ حسين عرب فأهتم اهتماماً كبيراً جداً جداً وأصلح فيها وشجعني ودلني على كثير من الدواوين لكي أقرأها، وأوزان الشعر التي لا أعرفها حتى الآن، الحقيقة أن أوزان الشعر عملية صعبة من الأول ولم أجدها لأنها تحتاج إلى نوع من التفرغ كالأجرومية وألفية ابن مالك.. وشكراً.
- الأستاذ المربي مصطفى عطا يسأل قائلاً: لعلكم تحدثون الحاضرين بإيجاز عن المسامرات الأدبية التي كنتم أحد فرسانها في مدرسة تحضير البعثات.
 
الضيف مجيباً على السؤال:
- في الواقع كنت أتمنى أن يكون بيننا أستاذنا الأستاذ عبد الله عبد الجبار، والأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي، لأنهما كانا هما القطبان اللذان أنشآ هذه المسامرات الأدبية، وكنا فعلاً استفدنا منها استفادة كبيرة وأعتقد أنه لولا الله ثم هذه المسامرات الأدبية لأصبح كثير هنا بعيداً عن مجال الأدب والصحافة والفكر، "المسامرات الأدبية" كانت أمسية من الأمسيات التي تعقد في مساء يوم الخميس - ويوم الخميس طبعاً كان يوم عمل ويوم دراسة، والعطلة الجمعة فقط - كنا نجتمع يوم الخميس في مدرسة تحضير البعثات وسبقنا جيل، الذي أذكره أننا الجيل الثاني في المسامرات الأدبية ولكننا في الواقع كنا جيلاً نشطاً.
 
وكان أستاذنا عبد الله عبد المجيد بغدادي له الفضل الأكبر في الحقيقة في هذا النشاط لأنه جمع إنتاج المتفوقين في كتاب وذهب به في إحدى الصيفيات للقاهرة وطبعه وأسمه "ندوة المسامرات الأدبية"، ضم في الواقع نخبةً من القصائد والقصص والمقالات الجيدة على مستوى الطلاب، لكن لا يفوتني أن أحدثكم عن الجيل السابق، الجيل السابق لنا في البعثات كانت المدرسة في قلعة جبل هندي، وكانت تضم المعهد والبعثات ومديرها هو سعادة الشيخ الكبير أحمد العربي، وكان المعهد والبعثات يطلق عليهما "المعهدين"، وهذه ربما كانت تسمية خاصة من سعادة الأستاذ العربي، وكنا لحقنا على الصفوف الأولى في القلعة لكن الجيل الذي قبلنا هم جيل الأستاذ علي الشاعر، والأستاذ أحمد زكي يماني، والفريق يحيى المعلمي، ومقبل العيسى - مقبل العيسى لو كان هنا لأنكر، لقال إنني من الجيل الثاني - وكثير الحقيقة.. الأستاذ حسن بشاوري، الأستاذ إبراهيم العنقري، وكان جيلاً أيضاً نشطاً وأسس المسامرات الأدبية تأسيساً قوياً ومتيناً وكان الإشراف في ذلك الوقت على المسامرات الأدبية من الأستاذ عبد الله عبد الجبار قبل أن يترك المملكة إلى مصر، ثم أنتقل المعهد والبعثات إلى مبنى في القشاشية وهو عبارة عن المبنى - إذا لحق بعضكم عليه - وزارة المعارف كانت في جزء، والبعثات والمعهد كانوا في جزء.. الفلاح قبلهم، الفلاح انفصلت فصاروا هم مكان الفلاح..
أنا حضرت المعهد والبعثات ووزارة المعارف، قبل أن تكون وزارة، مديرية المعارف، أيام الشيخ ابن مانع، فهؤلاء الجيل السابق الذين ذكرتهم أصبحوا وزراء وقادة كبار ومن كبار الشخصيات في البلد..
الجيل الثاني كان يضم الأستاذ عبد الرحمن منصوري وكيل وزارة الخارجية كان من أبرزهم، ومن أبرز الشباب في ذلك الوقت شعراً ونشاطاً ورحلات وكشافة، وكان المرحوم الأستاذ يس علاف أخ الأستاذ إبراهيم الله يرحمه، الأستاذ إبراهيم أيضاً سبقنا في الدفعات الأولى..
هؤلاء أشهر من أعرف في الجيل السابق، محمد عبد القادر علاقي أيضاً كان من الجيل الثاني، عابد خزندار كان أصغر من في البعثات، ولكن كان أذكى الأعضاء الحقيقة وأنشط الأعضاء، وله مستقبل الآن لأنه ترك الزراعة وترك كل شيء ورجع إلى الأدب والفكر..
هذه نبذة بسيطة عن البعثات، وندوة المسامرات الأدبية موجودة في كتاب لعله نفذ الآن لأني حصلت على نسخة قديمة ولا أدري أين هي الآن ولعل الأستاذ البغدادي يعيد طباعته مرةً أخرى.
- السؤال الأخير من أخيكم الدكتور محمود حسن زيني ورفيقكم في مصر في الستينات يقول: اسمحوا لي أن أسألكم عن شعركم الوجداني المؤثر في القلوب فمن من الرواد الشعراء في المملكة كان محبباً إليكم في تجربتكم الشعرية الملتزمة؟
 
الضيف يجيب على السؤال:
- في الواقع كثير من الرواد تأثرت بهم في الشعر العاطفي ليس مجاملةً لصديقنا الكبير وأستاذنا الأستاذ حسن قرشي، فقد كان أحد هؤلاء الرواد الذين تأثرنا بهم، وبابا طاهر أيضاً كان له شعر عاطفي جيد والأستاذ حسين عرب، والأستاذ حمزة شحاته، والأستاذ أحمد قنديل، وحسين سرحان، يعني كل الشعراء الذين كانوا في الساحة في ذلك الوقت وكل الرواد..
قد يسأل شخص بمن تأثرت؟ فأقول لم أتأثر بأحد، أنا أعتقد أن الإنسان أو المفكر أو الكاتب أو الشاعر تأثر بكل بيت حفظه، بكل قصيدة حفظها، أو بكل شاعر مر به، تأثر به سواء أراد أو لم يرد بالرغم من الإنكار بأنه لم يتأثر، هذا شيء غير صحيح أبداً، أنا أعتقد أن نسيج الإنسان الفكري مثل نسيج الجسم بالضبط، يعني أنت لا تستطيع أن تقول أنه مثلاً اللحم هو الذي بنى الجسم أو الدجاج، أو السمك، أو الخضار الفلاني.. كلها بَنَتْ جسمك، فأي شعر أو أي قصيدة، أي قصة، أي مقالة، من أي كاتب سواء عربي، أجنبي، محلي لازم تتأثر بها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :518  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 103 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.