شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الرحمن أبو دوم ))
ثم ألقى الدكتور عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن أبو دوم الكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
- أما بعد، صاحب الفضيلة المحتفى به الدكتور عبد الله التركي، صاحب "الاثنينية" صاحب الفضل والكرم الأخ عبد المقصود، أصحاب الفضيلة وأصحاب المعالي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- أشكر الله سبحانه وتعالى أن يسَّر لي هذه النعمة في أن ألتقي بهذه الكوكبة المباركة، والنخبة المختارة من أهل الفضل والعلم، وأنا لست منهم، وأشكر لأستاذي الفاضل والشيخ الكريم الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري لتفضله بأن سمح لي بأن أخاطبكم من خلال الوقت المسموح له به، وفي الحقيقة لقد كنت في حيرة من أمري، فقد بدأت يومي بلقاء شاعري الأستاذ، وقبل لحظات أيضاً وجدت نفسي أجلس بجانب الشاعر الأستاذ حسن عبد الله القرشي، فكأني كان لا بُدَّ لي أن أصير شاعراً مثلهم حتى أجلس بينهم، وما أنا بشاعر، ووجدت نفسي بين رجال يفخر الإنسان ويحمد الله أن يسَّر له أن يكون بينهم، خاصة وأن البحث عن الرجال والبحث عن الحقيقة كان دأبي في حياتي، درست الطب فما قنعت بمعرفة جسد الإنسان، فبحثت عن عقله، وتنقلت بي الأيام إلى أفغانستان، فوجدت نوعاً من الرجال لا كالرجال، لا أريد أن أحدثكم عن أفغانستان، فأنتم تعلمون الكثير عن أفغانستان، وتعلمون عن آلام الشعب الأفغاني ووقفاته وجهاده، ولكني أريد أن أحدثكم عن جانب آخر مما تعلمته ووقفت عليه في خلال السنوات القليلة التي قضيتها بين الأفغان، وهم الرجال الذين يسَّر الله لهم ويشاء العلي القدير أن يكون أكثرهم من أبناء هذا البلد المعطاء ولا غرابة في ذلك، فهم من طينة ما بين الحرمين وهم من طينة سلالة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، هؤلاء الرجال ضربوا أمثلة في التفاني وفي خدمة الإسلام والمسلمين ما لم أجد له مثيلاً فيما رأيته فيمن عشت بينهم وفيما قرأت عنهم إلا أصحـاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل بعضهم بيننا، ولعل بعضهم جاء إلى أفغانستان وبعضهم كان بقلبه بين الشعب الأفغاني.
- ويشاء الله العلي القدير أن يكون ضيفنا المحتفل به اليوم واحد من هؤلاء، ولعله لا يعلم ولكن بما أن الحديث اليوم عن التعليم ورجال التعليم وبيننا فذٌّ من أفذاذهم، أقول كنت واحداً من مجموعة كلفت بكتابة ورقة عن التعليم للشعب الأفغاني، وهذه الورقة لم يطلبها ولم يقف من ورائها إلا الأستاذ الكريم الدكتور عبد الله التركي، وكان ذلك في وقت لم يكن يفكر فيه الناس، سواء من كانوا يعيشون بين الأفغان أو البعيدون منهم في تعليم الأفغان، واليوم الأفغان إن شاء الله سيعودون إلى ديارهم منتصرين بإذن الله، نجد أن التعليم هو الأمر الذي يحتاجونه.
- هذا الاهتمام السابق للدكتور عبد الله التركي إنما هو دلالة على بصيرته النافذة ودلالة على اهتمامه بالتعليم، ليس فقط في المملكة وإنما للمسلمين أجمعين. وأنا لا أحب أن أؤكد على ذلك فهو قد سبقني، ولكني أريد أن أذكر بأن الأمة الأفغانية محتاجة لكل أسباب التعليم والتعلم لكي تبني نفسها من جديد، سواء كانوا من المهاجرين الذين هاجروا وتركوا بلادهم، أو سواء كانوا من المهاجرين في داخل أفغانستان، فقد حُرموا من العلم والتعلم خلال السنوات العشر الماضية، ونحن إذا كنا نريدهم أن يكونوا درعاً لنا وأن يكونوا منا وبنا يجب علينا ألا نتركهم من ورائنا للجهل والتخلف، وإنما وقفت هذا الموقف الكريم لأشكر للأخ الدكتور وأشكر للأخ عبد المقصود على كرمه وضيافته، وتقبّله حضوري لهذا اللقاء المبارك، سائلاً الله أن يُعينه ويُوفقه ويُبارك له فيما آتاه، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :465  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 153 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج