شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري ))
ثم أعطيت الكلمة للمفكر الإسلامي الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري الذي قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الحفل الكريم، أيها السادة الأجلاء العلماء الأعلام، قبل ربع قرن أكرمتني الأقدار ودعتني جامعة الملك سعود للإسهام في موسم من مواسمها الثقافية، وفي اليوم التالي لإلقاء المحاضرة أقبل علي وجه تتلألأ فيه ملامح العزيمة والاستبشار، ووضاءة الإيمان، يصحبه إلي أخ كريم مجاهد بفكره وعلمه وعمله هو الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله وأكرم مثواه، وكان هذا الأخ المشرق المتهلل هو الدكتور عبد الله التركي. ودامت المودة بيننا منذ لقائنا الأول ولم يمنع فارق السن عمق التعارف ولا حال الطابع العلمي والتخصص الجامعي بين شاعر وبين إنسان أن يلتقيا في اكتشاف الأعماق الإنسانية للأستاذ التركي.
- أذكر في تلك المناسبة بأنني سعدت وشرفت بزيارة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وكان مما حدثته به من أبوة هذه البلاد التي أكرمها الله برعاية وخدمة الحرمين الشريفين بأبوتها على العالم الإسلامي وما خصها الله به من كنوز، وما جبى إليها من ثمرات، قلت له: إن بين هذه الكنوز والثمرات ثمرات العقول وكنوز النفوس قد اكتشفت في هذه الأيام كنزاً بين شباب هذه الأمة ورجالها قال لي: من هو؟ قلت الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
- واستمر الدكتور التركي يتدرج في مسؤولياته ويحملها بأمانة وبإخلاص وبمتابعة حتى أنه كان يحرم نفسه ضروريات الراحة والحاجة لأجل أن يتابع ويوالي اهتمامه بالصغيرة والكبيرة من شؤون المسؤوليات التي كان يتدرج في مراقيها وكان يحملها بإيمان وإخلاص، وما بلغ ما بلغ من مقام جعل الألسنة تشيد به، والقلوب تدعو له بمزيد من الخير والسداد والعزيمة والمضي، ما بلغ هذا المقام إلا بعمقه الإنساني الذي يهبه الإسلام لأبنائه، فكان لا يمنعه التفاني في الجد عن حفظ حق الود، وكانت لا تحول جديته العلمية بينه وبين انفتاح نفسه للطرائف والفكاهة في إبانها ومكانها، وكان يمتزج في جماليته إشراق العلم مع إشراق الأدب، وتذوق الشعر مع تذوق الجهاد، فمضى في الساحات التي يسَّرها الله له جميعاً مخلصاً يسعى لإرضاء ربه وراحة ضميره وخدمة أمته.
 
- وإذا كانت لهذه البلاد الغالية الأبوة في العالم الإسلامي، وكان الإسلام رحمة للعالمين، وكانت الإنسانية تعيش اليوم في مُعترك من الجهاد ومن التبدلات ومن الأحوال والأحداث ليست قليلة شأن ولا قاصرة الخطر، وإنما ستمتد آثارها إلى القرون الآتيات من حياة الإنسانية، وإذا كانت الجامعات منبراً مشعّاً للخير مربياً للإنسان القادر على حمل رسالة الإسلام فتكون مهمة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومهمة مديرها المخلص من أخطر وأعظم وأهم المهمات في تنوير الأذهان وإعداد الأجيال وتبوُّء هذه الأمة مقامها من ممارسة ذاتها ومن ريادة الإنسانية.
- والثناء والشكر للأستاذ عبد المقصود محمد سعيد الخوجه مكروراً، وكرمه الفياض تُشرق صحائفه في كل مناسبةٍ ويعرفه كل إنسان منصف ومدرك وجزاء مثل هذا العمل ومثل هذا الكرم من الله جلّ وعَلا.
- والحديث عن الدكتور التركي ولا سيما من محبّ له مُقدر لمزاياه عرفه منذ ربع قرن حديث طويل، والوقت ضيق وأريد ونحن في احتفال جامعي أن يكون هذا الاحتفال جامعاً لمعنى جديد مشرق جدير من معاني الخير، أريد أن تكون تمام كلمتي أن أستميحكم الإذن وقد أخذت الموافقة من سعادة الأستاذ عبد المقصود لأن أقدم لكم عَلَماً من أعلام هذه الأمة وشاباً من شبابها المجاهدين يعمل في ثغرة من ثغرات الإسلام الخطيرة الكبيرة البالغة الأهمية التي يشتد ويمتد خطرها إلى أبعد من زمانها ومكانها وإنسانها وهي بلاد أفغانستان، فأقدم لكم الدكتور عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن أبو دوم رئيس الوكالة الإسلامية للإغاثة في بيشاور، وهو طبيب كان يتخصص بالجراحة ووجد ما تصنعه الحرب في النفوس من أزمات فأضاف إلى تخصصه وجهاده المتخصص بالطب النفسي، وذهب ونذر نفسه لله جلّ وعلا، وانقطع في تلك الديار يُجاهد في سبيل الله ويعمل في الساحات التي تبني لهذه الأمة مستقبلها وريادتها انطلاقاً من أرض أفغانستان المباركة المجاهدة التي نسأل الله سبحانه وتعالى النصر لأبنائها، كما نسأله النصر للمجاهدين في فلسطين وفي كل مكان، ونسأله أن يؤيد الأمة الإسلامية في مجالات عملها في كل رحاب الأرض وأن ينفع بها الإنسانية، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم جميعاً خير الجزاء، وأرجو من الأخ الدكتور عبد الرحمن أن يتفضل ويستخدم ما بقي لي من حق في دقائق قصيرات لأن يقدم لكم نفسه وبعض صفحات من جهاده، ولو أن الكلمات لا تستطيع أن تُعبّر بشكل كافٍ عن الصفحات الطوال ولكن قلوبكم الذكية وإفهامكم ومشاركتكم في المشاعر الإنسانية والمشاعر الإسلامية تكفي لأن يكون هذا القليل مبارك النفع بإذن الله، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :478  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 152 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.