شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عمر بهاء الدين الأميري ))
ثم تُعطى الكلمة لسعادة الدكتور عمر بهاء الدين الأميري حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أحييكم بتحية الإسلام الطيبة الخالصة، أيها الحفل الكريم وأيها السادة، الأساتذة الأعلام، وأيها الإخوة الأحباب، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وهي مفاجأة ثانية وإكرام مكرر، فقد مال علي الأخ الوفي الصفي الأستاذ عبد المقصود وقال لي: أتشاركنا بكلمة؟ ومن يستطيع في مثل هذا المقام أن يعتذر ومن يستطيع أن يقف بكلمة (لا) أمام كرم وعاطفة وأخوة الشيخ عبد المقصود.
 
- الأستاذ المحتفى به علَم، قدم نفسه بآثاره وبأعماله وسيكون له في أيام حياته المباركات إن شاء الله مزيد من العمل ومزيد من الإنتاج ومزيد من الإشعاع، وإنه اليوم ممثل البلد العزيز المؤمن، بلد التاريخ الأصيل تونس في جامعة الدول العربية في زمن تكتنف فيه الإنسانية قاطبة والأمة الإسلامية والعربية بخاصة ما يسمونه برياح التغيير، وتعيش فيه أمتنا في هذا المعترك الحضاري الضخم، والجامعة العربية في صميمها تتطلع بلهفة إلى الاستمرار في أداء رسالتها، وتتطلع إليها الأعين والنفوس والقلوب والعقول بلهفة لكي تتكيف التكيف الارتقائي في أداء رسالتها مع هذا الذي تعيشه الإنسانية ويتطلبه القدر من أمتنا الإسلامية وأمتنا العربية، فنسأل الله سبحانه وتعالى له في مهمته العتيدة التوفيق والتسديد والإسهام في تحقيق آمال الأمة العربية وآمال الأمة الإسلامية في الجامعة العربية والإسهام في تحقيق رسالة هذه الجامعة.
- ومشاركة الأستاذ الحبيب الشطّي أيضاً، وهو رمز ومنطلق هيّأته الأقدار، وعلى الإنسان المنصف قول كلمة ثناء وتقدير لما سمعته آذان الواعين من كلام الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناسبة الاحتفال الذي كان لمرور عشرين عاماً على تأسيسها، هذا الكلام الذي استوعب أحداث الأمة الإسلامية وكان مسعداً وكان حكيماً وكان واعياً.
 
- فنسأل الله لهذه المنظمة التي أسهم في نهضتها وفي ازدهارها الأستاذ الحبيب الشطّي ومن سبقه ومن لحق به، أسهموا في يقظة الأمة الإسلامية وفي تسديد جهودها نحو أهدافها الكبيرة المنشودة التي لا تزال تستيقظ في قلب كل مؤمن غيور وفي قلب كل إنسان مدرك لرسالة الإسلام التي لخصها قارئ القرآن في ختام تلاوته المباركة، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فالعالم في هذا الخضم المتلاطم من التغيرات والتبدلات والأحداث ومن الحيرة، العالم اليوم في معركة تحول الخط الحضاري للإنسانية قاطبة من السامرية اليهودية إلى ما يجب أن يكون من الربانية التي يُمثلها الإسلام، فأين هو مثَل الإسلام الحي الذي نقدمه للعالم والذي نأخذ بيده إليه لكي يحقق لهذه الأمة آمالها ولكي يحقق للإنسانية نجاتها.
 
- الحديث في هذه الحالات طويل فياض ولا يتسع له إلا ما في القلوب وما في النفوس من وعي وإدراك، كل المجاهدين في فلسطين في حماس وفي سواها، في أفغانستان في كل صعيد تحت كل سماء يرددون قول الشاعر:
الهوْل في دربي وفي هَدَفي
وأظل أمضي غيرَ مُضطربِ
ما كنت من نفسي على خورٍ
أو كُنت من ربي على رِيَبِ
ما في المنايا ما أُحاذره
الله ملء العضد والأربِ
 
- فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يستخدمنا وأن يُجندنا لهذه المعركة الكبرى، معركة تحول الخط الحضاري للإنسانية من السامرية اليهودية إلى الربانية، ولكن بعد أن نكسب معركتنا الأولى اللصيقة بنا وهي معركة استرجاع الذات واستعادة الهوية الإسلامية العربية والتحقق بها، وهذا أيضاً ما تُسهم ببعثه وإحيائه أمثال هذه اللقاءات، حيث تسهم النوادي الأدبية بقسط وافر منها، لتهيئة الأجيال للاضطلاع بأعبائها في هذا الصدد.
 
- أذكر من ضيوف هذه البلاد المباركة اليوم في المدينة المنورة السَّنِية عالم جليل هو حكيم الإسلام الأستاذ أبو الحسن الندوي وهو رئيس رابطة الأدب الإسلامي، أذكر أننا في افتتاح هذه الرابطة في مؤتمرها الأول في مدينة "لكهنوء" جاء حبيب الرحمن الأنصاري الوزير في الحكومة المركزية وخطب فكان مما قال:
- الأمة الإسلامية في حقيقتها لها دار إسلام واحدة، ولكن الأحداث المعروفة فرّقتها إلى دُور وشتّتَتْها شَذَرَ مَذَرَ، ولا بد لهذه الأمة أن تعود إلى وحدتها وإلى ممارسة رسالتها، ومن أكبر وسائل ومنابر هذه العودة الأندية الأدبية ورابطة الأدب الإسلامي ورابطة الأدب التي تستخرج من أعماق الفكر الإنساني حوافز العمل ومؤيدات الأمل، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم التعاون بين الأندية الأدبية العربية، ولا سيما في هذا البلد الأم، البلد الذي جَمع الله له المزايا من وجود الرحاب المقدسة ومن وجود الثراء ومن استقطاب القابليات والجدارات وثمرات كل شيء، ثمرات العقول وثمرات الخيرات في الأرض، هذا البلد مُطالبٌ بأن ينهض إن شاء الله بحق الأبوة العامة لهذه الأمة، من منطلق هذه الرسالة الإسلامية، والأندية الأدبية فيه مُطالبة وساعية ومجاهدة وتمضي إن شاء الله وتزداد في إقامة هذه الروابط بين الأدب الإسلامي والأدب العربي وبين رجال الأجيال المتلاحقين لكي نكون كلنا على الدرب.
 
- هذه الرياح التي يُقال عنها أنها رياح التغيير، ستنتهي ولا شك في وقت قريب أو بعيد إلى ما هو مقدَّر في علم الله وحكمه وحكمته.
النواميس في ركابك يا إسلام تمضي وتستحث الزمانا
سترى أعين العصور انبلاجاً من دياجيرنا بنور هُدانا
علمُ الكون موعد مُبرم إذا مات عنه شيخنا القَرْم فيه ينمُو فتانا (1)
علمُ الكون في غدٍ ونشيد الكون طُراً وخطنا وخطانا
ونجاة الوجود في القَدَرِ المرصُود أمر يُحكم القرآنا
 
- فأخذ الله سبحانه وتعالى بأيديكم، ومرحباً بكم باسم ضيف الأمسية وباسم صاحب هذه الدعوة المباركة، وأخذ الله بيده، ومكّنه من الاستمرار في أداء رسالته، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكل الأضياف، باسم كل الأضياف لأن مثل هذه اللقاءات لا تتاح لأي إنسان باليُسر والسهولة في هذا الزمان المزدحم بالأعباء وأعتذر عن هذه الكلمة المرتجلة التي إن لم تكن مُرتَّبة ولا مناسبة تمام المناسبة لمقتضى الحال ولكنها فيما أعتقد مُتلاقية مع ما في القلوب من عواطف ومشاعر، وآخر دعوانا "أن الحمد لله رب العالمين". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :774  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 140 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج