يا ثعلب الموت لا طالت بك السير |
ولا تنفس في أيامك العمر |
عبد الكريم برىء لو يقاس إلى |
أهوال غدرك والحجاج يندحر |
أنف لئيم ونفس كلها عقد |
لقد تنافس فيك الحقد والبطر |
يا ثعلب الموت لا شلت يد هتكت |
حجاب صدرك يستجلى بها الكدر |
دنيا العروبة قد أشعلتها حمماً |
ورحت منكسرا للفرس تعتذر |
من بعد مليون فرد مزقوا بددا |
كأنهم في عداد الخلق ما ذكروا |
ركعت تسأل ما قد كنت ترفضه |
والخصم يضحك مزهوا ويفتخر |
أعطيته كل ما يبغى بلا ثمن |
ما كنت ذا كرم بل حفك الخطر |
والفرس أكبر أن تطوى لهم أملا |
وأن تنال بهم ما أنت تنتظر |
أهل العقول الراسيات إذا |
تقهقر الخصم والفتاك إن ظفروا |
ماذا جوابك للثكلى إذا صرخت |
وللارامل والايتام إن كبروا |
إني أنا القائد المشئوم من حبلت |
به الليالي ووجه البدر ينحسر |
لو أن فيكم أبي ساق لي أجلا |
لكنما حولي الاغنام والبقر |
صار الشقيق عدوا والعدو أخاً |
هذا هو الذل فاصبر إنها سقر |
من فوق رأسك تهوى وهي صاعقة |
وعن يمينك تستعلي وتنفجر |
تدوب أرضك من أهوالها مزقاً |
حتى تصير خرابا ثم تندثر |
* * * |
يا فرخ تكريت لو طود بغى لهوت |
منه الصخور وأمسى وهو منعفر |
يا فرخ تكريت إن البغي ما حمدت |
به الرجال ولا جاءت به السور |
لم يحمد الغدر لا عرب ولا عجم |
فقد تبرا منه الله والبشر |
الهائمون على الصحراء روعهم |
غلمان جيشك لا عفوا ولا عذروا |
ارضعتهم من حليب الحقد فارتكبوا |
جرائم ما تولى مثلها التتر |
فروا من العار والصحراء تقذفهم |
على المفاوز والرمضاء تستعر |
الواردون حياض الرزق ما علموا |
بما تخبئه الايام والقدر |
صاروا رهائن فى كفيك يا بطلا |
جنى على العرب عارا ليس يغتفر |
في الجاهلية ما خانوا حليفهم |
ولا استبدت على أضيافها مضر |
كتبت قصتك النكراء فى صحف |
مدادها القيح واللعنات تنهمر |
هذا السقوط المدوي ما له بدل |
إلا فجائع لا تبقى ولا تذر |
دع العقيدة لا تذكر لها نسباً |
فليس يصدق من بالدين يتجر |
الان؟ تحسب أن الدين الهية |
وخدعة من فم المذياع تبتكر |
لا تذكر الدين بعد اليوم ثانية |
فيغضب الله والابرار والسور |
لا يعرف الدين من عاثت جحافله |
بالابرياء وفاحت حوله النكر |
الدين حب وإيثار ومرحمة |
ورأفة تسع الدنيا وتنتشر |
وأنت نقمة شر حل جارحها |
على العروبة لم تسبق بها النذر |
* * * |
الله عدتنا فى كل نائبة |
والاصدقاء وإخوان لنا صبروا |
لبى النداء رجال كلهم شمم |
وحام حولك شحاد ومحتقر |
والحق أوضح من صبح على جبل |
فكيف يخفى على الرائى وينستر |
أفعالك الشنع ما هانت على أحد |
إلا لمن ركعوا للحقد وانبهروا |
فهل ستطعمهم مما نهبت إذا |
شبعت أم أنت للذلان تحتقر |
عرفتهم وعرفناهم على دغل |
ونحمد الله ألفاً أنهم ظهروا |
وفي الحوادث والايام معتبر |
لمن تأمل فيها وهو يفتكر |