لقد هلكت نفسي وخارت قوائمي |
وأصبحتُ مصدوما ولست بصادم |
ودنست تاريخ الرشيد وأرضه |
وزورت في تاريخها المتقادم |
وقفت معي يا فهد وقفة صادق |
وأبطلت بعد الله كيد الاعاجم |
وقد كنت يا فهد العروبة ناصري |
وكنت على درب السلام منادمي |
* * * * |
نقضت عهودا حال دون دوامها |
غروري بما حققته وتعاظمى |
وأشتم هذا ثم أمدح غيره |
ليسمع صوتي في جميع العواصم |
لقد خنت نفسي حينما خنت مكرمي |
وحاربت أهلي بعد حربي مسالمي |
خلقت محباً للخيانة والخنا |
ولي شغف يا سيدي بالدراهم |
ويسعدني أن اسمع الطفل باكياً |
وأكحل عيني من سفور المحارم |
ومن أجل هذا أصبح الشك ماثلا |
يساور نفسي أنني لست ادمي |
أنا من أنا؟ في حيرتي وتخبطي |
أنا كرة ما بين رجلي مهاجم |
أنا أسد الماضي ولي فيه صولة |
وبومة هذا اليوم رمز التشاؤم |
أعيش طوال اليوم من غدرتي بكم |
تغرد غرباني وتبكي حمائمى |
أظل إذا ما الليل جن ظلامه |
أسرح فكري في شريط جرائمى |
عجمت ملوك الارض لينا وقسوة |
فما خفتم في الله لومة لائم |
فخفت أنا والنفس تاقت لترككم |
ولكنها يا فهد عزة اثم |
* * * * |
سللتك سيفا في وجوه عدونا |
فجئت على أرضي وشعبي مساومي |
وما للعراق الحر أرجف شعبه |
مسالمه قد صار غير مسالم |
أتطلب أمنا للبلاد وشعبها؟ |
وقد شيدت جدرانها بالجماجم |
أتوصي جيوش الغزو أن يتربصوا؟ |
وربك أوصى خلقه بالتراحم |
رسمت لوجه العرب أبشع صورة |
لوجه وقد لونتها بالطلاسم |
وفي دولة كان الامان غطاءها |
قدحتم زناد الشر دون تفاهم |
اتطلب أن يبقى بها الشر نائماً؟ |
و أنت ومن جندته غير نائم |
لقد لبست من فرحة ثوب عيدها |
فالبستها ـ صدام ـ ثوب الماتم |
وتلك التي يسبي العقول جمالها |
تغير منها اليوم كل المعالم |
وفيها يقام الشرع ابيض ناصعا |
لقد ملئت أرجاؤها بالمظالم |
فلم تتركوا فيها شرابا لشارب |
ولم تتركوا فيها طعاماً لطاعم |
ولم تتركوا فيها مكاناً لقاعد |
ولم تتركوا فيها مقاما لقائم |
ولم تتركوا فيها فطورا لمفطر |
ولم تتركوا فيها سحورا لصائم |
ولم تتركوا فهيا مدادا لكاتب |
ولم تتركوا فيها كتابا لعالم |
ولم تتركوا فيها ضياء لناظر |
ولم تتركوا فيها هواء لناسم |
ولم تتركوا فيها طريقا لخارج |
ولم تتركوا فيها حصيرا لنائم |
ولم تجعلوا فيها وفاء لمحسن |
ولم تنصبوا فيها جزاء لظالم |
وأسواقها تبكي على زنقاتها |
وليس بها الا بقايا الجماجم |
وما الغنم في أن يسرق اللص أهله؟ |
وما الفخر في غزو العدو لنائم |
* * * * |
وأرضي وإن جئتم ضيوفا تقلكم |
وليس بها شبر لباغ وناقم |
يدافع عن هذي البلاد شبابها |
ومن خلفهم أحبابهم بالدعائم |
على الارض أسد كشرت عن نيوبها |
وفي الجو جند كالنسور الضياغم |
وللبيت يا صدام رب يصونه |
من الحاسدين الحاقدين الشراذم |
الم يك درس الفيل صدام كافيا؟ |
حماه بسجيل الطيور الحوائم |
عزمنا وكان العزم بالله وحده |
وما نحن ممن يعتزي بالتمائم |
حذارك منا غضبة مضرية |
تقود الى يوم من الدهر قاتم |
بذلنا فكان الرد منكم بضده |
نسيتم فأطلقتم عنان الشتائم |
وكنت كمن من جوعه يأكل الحصى |
وكنا بما نعطي ونجزي كحاتم |
أريدك ان تعطي الكويت لاهلها |
وتسحب عن هذا المكان المتاخم |
مبادرة تمحو بها كل ما مضى |
وتفضي الى عهد من السلم قادم |