شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين غازي العراق وخادم الحرمين
شعر: د. احمد بن عبد الله السالم
لقد هلكت نفسي وخارت قوائمي
وأصبحتُ مصدوما ولست بصادم
ودنست تاريخ الرشيد وأرضه
وزورت في تاريخها المتقادم
وقفت معي يا فهد وقفة صادق
وأبطلت بعد الله كيد الاعاجم
وقد كنت يا فهد العروبة ناصري
وكنت على درب السلام منادمي
* * * *
نقضت عهودا حال دون دوامها
غروري بما حققته وتعاظمى
وأشتم هذا ثم أمدح غيره
ليسمع صوتي في جميع العواصم
لقد خنت نفسي حينما خنت مكرمي
وحاربت أهلي بعد حربي مسالمي
خلقت محباً للخيانة والخنا
ولي شغف يا سيدي بالدراهم
ويسعدني أن اسمع الطفل باكياً
وأكحل عيني من سفور المحارم
ومن أجل هذا أصبح الشك ماثلا
يساور نفسي أنني لست ادمي
أنا من أنا؟ في حيرتي وتخبطي
أنا كرة ما بين رجلي مهاجم
أنا أسد الماضي ولي فيه صولة
وبومة هذا اليوم رمز التشاؤم
أعيش طوال اليوم من غدرتي بكم
تغرد غرباني وتبكي حمائمى
أظل إذا ما الليل جن ظلامه
أسرح فكري في شريط جرائمى
عجمت ملوك الارض لينا وقسوة
فما خفتم في الله لومة لائم
فخفت أنا والنفس تاقت لترككم
ولكنها يا فهد عزة اثم
* * * *
سللتك سيفا في وجوه عدونا
فجئت على أرضي وشعبي مساومي
وما للعراق الحر أرجف شعبه
مسالمه قد صار غير مسالم
أتطلب أمنا للبلاد وشعبها؟
وقد شيدت جدرانها بالجماجم
أتوصي جيوش الغزو أن يتربصوا؟
وربك أوصى خلقه بالتراحم
رسمت لوجه العرب أبشع صورة
لوجه وقد لونتها بالطلاسم
وفي دولة كان الامان غطاءها
قدحتم زناد الشر دون تفاهم
اتطلب أن يبقى بها الشر نائماً؟
و أنت ومن جندته غير نائم
لقد لبست من فرحة ثوب عيدها
فالبستها ـ صدام ـ ثوب الماتم
وتلك التي يسبي العقول جمالها
تغير منها اليوم كل المعالم
وفيها يقام الشرع ابيض ناصعا
لقد ملئت أرجاؤها بالمظالم
فلم تتركوا فيها شرابا لشارب
ولم تتركوا فيها طعاماً لطاعم
ولم تتركوا فيها مكاناً لقاعد
ولم تتركوا فيها مقاما لقائم
ولم تتركوا فيها فطورا لمفطر
ولم تتركوا فيها سحورا لصائم
ولم تتركوا فهيا مدادا لكاتب
ولم تتركوا فيها كتابا لعالم
ولم تتركوا فيها ضياء لناظر
ولم تتركوا فيها هواء لناسم
ولم تتركوا فيها طريقا لخارج
ولم تتركوا فيها حصيرا لنائم
ولم تجعلوا فيها وفاء لمحسن
ولم تنصبوا فيها جزاء لظالم
وأسواقها تبكي على زنقاتها
وليس بها الا بقايا الجماجم
وما الغنم في أن يسرق اللص أهله؟
وما الفخر في غزو العدو لنائم
* * * *
وأرضي وإن جئتم ضيوفا تقلكم
وليس بها شبر لباغ وناقم
يدافع عن هذي البلاد شبابها
ومن خلفهم أحبابهم بالدعائم
على الارض أسد كشرت عن نيوبها
وفي الجو جند كالنسور الضياغم
وللبيت يا صدام رب يصونه
من الحاسدين الحاقدين الشراذم
الم يك درس الفيل صدام كافيا؟
حماه بسجيل الطيور الحوائم
عزمنا وكان العزم بالله وحده
وما نحن ممن يعتزي بالتمائم
حذارك منا غضبة مضرية
تقود الى يوم من الدهر قاتم
بذلنا فكان الرد منكم بضده
نسيتم فأطلقتم عنان الشتائم
وكنت كمن من جوعه يأكل الحصى
وكنا بما نعطي ونجزي كحاتم
أريدك ان تعطي الكويت لاهلها
وتسحب عن هذا المكان المتاخم
مبادرة تمحو بها كل ما مضى
وتفضي الى عهد من السلم قادم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 103
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.