كويت ما زلت فينا حرة الهام |
ولم يزل ذكرك الغالي هو السامي |
يأبى الوفاء، ويأبى الاوفياء .. وقد |
أتتهم النار من خلف .. وقدام |
تأبى الكرامة، يأبى الحب أن تقفي |
مذعورة .. أن تعاني غدر صدام |
يأبى الخليج الذي ما زلت لؤلؤة |
على شواطيه من هدم، وهدام |
تأبى المروءات، والاعراف أن تردي |
موارد الذل في إصباحك الدامي |
تأبى المواثيق أن تستيقظى فإذا |
على بساطك أقسى السم في الجام |
تأبى، وتأبى قوانين .. وأنظمة |
مرعية بين أعراب، واعجام |
تأبى يد لك في بغداد تذكرها |
بغداد بالرغم من لص .. ولمام |
أن تصفعي الصفعة النكراء من رجل |
وهبته كل إعزاز .. وإكرام |
عاديت من أجله اللوام، كنت له |
حصنا حصيناً .. وتطبيباً لالام |
لله لله ما قدمت من نعم |
وصلا لجار .. وتوثيقاً لارحام |
ومن عطاء بلا حصر طواعية |
صوناً لعرض .. وإشفاقا بايتام |
* * * |
كويت لو أن صدام اشتكى رهقاً |
كما شكى قبل أعوام .. وأعوام |
أو قال إني معنى القلب قد عصفت |
بى الهموم .. وما لي أي صمام |
ولو تبين حقاً ما يراد به |
وبالخليج لاقصى كل نمام |
ووحد الصف .. واستعلى على نزق |
وعاد للحق صدقاً عود ضرغام |
لكان لاقى الذي يبغي كعادته |
وغيره من يماني ومن شامي |
لكنه كان مخدوعاً، ومنزلقاً |
إلى تحالف أقوام .. وأقوام |
وواقعاً تحت تأثير الدعاية من |
صناع شتى شعارات .. وحكام |
وأنه وحده الحر الابي ومن |
يرضى العروبة في نقض وإبرام |
وسار بالجحفل الجرار تسنده |
عصابة بين حجام، وفحام |
وأعلن الغزو في سرية، ومضى |
كالكلب ينهش في قلب وفي هام |
وما اتقى الله في طفل وأرملة |
وفي مصاب بأدواء وأسقام |
* * * |
كويت إن الزعامات التي وقفت |
مع الغزاة تناست كل إكرام |
تنكرت للايادي البيض وانجرفت |
في حمأة السوء .. يا للعار والذام |
كانوا الضعاف فلاقوا منك قوتهم |
كانوا العراة فحازوا خير هندام |
كانوا الحفاة فكنت الظل يغمرهم |
كانوا الظماء وكنت الري للظامي |
كانوا من الخوف في رعب وقد أمنوا |
كانوا الجياع فنالوا خير إطعام |
كانوا، وكانوا .. ويكفي أنهم ظهروا |
بعد الخميس بأسماء وأرقام |
وبان ما أضمروا ـ حقدا ـ وساقهم |
طاغوتهم سوق أبقار، وأغنام |
* * * |
كويت قولي للص العصر كيف خطت |
رجلاك في وحل أوزار، واثام؟! |
وكيف أحدثت جرحاً لا شبيه له |
وقدت جيشاً بأشكال، وأحجام؟! |
للسَلب، والنهب، والتخريب فى بلد |
حر فداك بأموال، وأجسام |
ولاغتصاب، وتجويع.. وتعلن في |
وقاحة أنها غنم لغنام |
وأنها كانت القسم الجميل، وقد |
ضممته فى دجى ليل لاقسام |
إذا تورم أنف المرء من مرض |
قضى على كل فعل طيب سام |
كويت قولي لمذكي الحرب في عبث |
بحثاً عن المال .. ماذا أيها اللامي |
ماذا عن الفاو، ماذا عن شلامجة |
وعن سهول جريحات .. واكام؟! |
أشعلت حرباً .. فماذا عن نهايتها |
وما الذي حققته رمية الرامي؟! |
ماذا عن الشط. شط العرب كيف بدا |
بنصف وجه .. فأين النصف يا الحامي؟! |
* * * |
كويت أين صروح العلم شامخة |
وأين إبداع فنان، ورسام؟! |
أين الثقافة، أين الفكر، أين أرى |
(تاج العروس) تجلى لا (بن بسام)؟! |
أين الصحافة في رأي، وفي خبر |
وفي مقال، وتعليق، وإفهام؟! |
أين الأساتذة الأفذاذ في سنن |
وفي اقتصاد، وآداب، وإعلام؟! |
وأي أغلى ليال بالصفا عبرت |
وأين أحلى سويعات، وأيام؟! |
وأين أين رياض فيك يانعة |
وحافلات باغصان، وأكمام؟! |
وأين أين ولا أحصي لها عددا |
أزهى ظلال وانداء، وانسام؟! |
* * * |
أكاد أسمع (عدنا يا كويت على |
ظهر السفينة) من إنشاد نهام |
والصوت يمتد بالهولو مزمجرة |
والدان تزأر في حبر، وأقلام |
كويت ما أرخص الدنيا، وأتعسها |
إذا غدا الكلب موصوفا بضرغام!! |
* * * |
بغداد إن عراق الزهو يغرق في |
بحر من الدم .. بحر مزبد طام |
فلا تنامي على قهر، ومسغبة |
ولا تعيشي بقلب جائع ظام |
يا أنت ثوري على الطاغوت وانتزعي |
منه جماجم سادات .. وأعلام |
ثوري على عسف جلاد، وزمرته |
وجنبي الشعب من بطش، وإعدام |
بغداد ماذا على الاحرار لو بصقوا |
علي المهين، وداسوه بأقدام؟! |
ماذا عليهم لو انقضوا بجرأتهم |
عليه في قبوه المبني بإحكام؟! |
لا يقبل الضيم أحرار .. وفي يدهم |
سيف الرشيد، وفيهم كل مقدام؟! |
عهدي ببغداد تنفي كل ذي خبث |
عنها اعتدادا وتفني كل ظلام |
فما لها أخرت إعلان ميتته |
وسحق صدام شىء صار إلزامي |
* * * |
بغداد حتى جياد الشعر غاضبة |
من ركضها في متاهات وأوهام |
ومن إثارة نقع، واقتحام وغى |
ومن صهيل، ومن فر وإقدام |
داست على المربد الشاكي أعنتها |
كالعيس ترزم فيه أي إرزام |
فالقادسية ليست مثلما زعموا |
يا درة الشرق بل أضغاث أحلام |
عفو الشهامة يا بغداد في زمن |
باع الشهامة في ذلك لـ (بهرام) |
* * * |
كويت إن (رياض) العز أمنع من |
تهديد لص، ومن إرهاب إجرامي |
ومهبط الوحي في أيد به احتفلت |
وأمنته لصوام، وقوام |
فى مكة النور، في مثوى الرسول، وفي |
شتى مرابع إنجاد، واتهام |
وحولها سادة صيد غطارفة |
تقودها لعلاء حد بسام |
تحمي حماها، وتفديها وتدفع عن |
أمجادها كل مأفون وسوام |