تلفت الفجر في أحداق مترفة |
ونبه الهدب حتى استيقظ الحور |
ما مر في بالها غدر ولا كدر |
كانت بحفظ أمان الله تستتر |
حتى اذا طلع الصبح الذي حذرت |
مخضب الناب لم يشفع لها حذر |
واستيقظت فزعاً .. من هد مضجعها؟ |
ورابها .. وهي لم يخفر لها خفر |
من مزق الحلم العذب الذي عرفت |
واغتال فرحتها والليل معتكر |
ومن أقام على الاطفال نائحة |
فى كل بيت يكاد القلب ينفطر |
كويت .. يا لغة بالحب مفعمة |
(ودانة) دونها الامواج تنكسر |
غنى الخليج زمان الوصل أغنية |
على رمالك فاشتاقت لها الجزر |
فكم وشائج قربي قد وصلت لها |
قد مزقتها يد بالإثم تأتمر |
كويت .. من أين للاحباب صفوهم؟.. |
وكيف بعد يطيب الانس والسمر؟! |
الليل أوحش صبح الامنين به |
وكان ليل به يستعذب السهر |
كويت كم لغة في الحب تجمعنا ..؟! |
زكت بها النفس حتى أينع العمر |
فى مهبط الوحي أسكناك أفئدة |
تلم شعث ذوي القربى إذا عثروا |
كويت .. فى مهبط الوحي الربى عطشت ..! |
الى الجهاد .. وبيت القدس تنتظر |
ونفح (طيبة) روانا وأنهلنا |
فليس يعبد طاغوت ولا حجر |
طاشت سهام الى الأقصى نرجئها |
أهكذا بسهام الحب ننتحر |
يا مهبط الوحي عين الله ما غفلت |
الحق يعلو وجند الله تنتصر |
يا مهبط الوحي .. هذا الفجر هل طلعت |
شمس عليه وهل فى أفقه سحر |
الليل فيه طويل مثل غربتنا |
والحاقدون على أحقادهم سهروا |
يا قرة العين .. يا ظلا نفيء له..!! |
يا جدولا ريه بالخصب يزدهر..!! |
يا دار من كتبوا للنصر ملحمة |
على طريق الهدى بالحق قد جهروا |
غيث على الارض إهترت بهم وربت |
وانبتت جحفلا للفتح قد نذروا |
في كل مصر رياحين غطارفة |
لله قد سجدوا في الله قد نفروا |
(غرناطة) شمسهم فيها لها أثر |
(وكابل) زحفهم فيها له خبر |
(محمد) رحمة والمؤمنون به |
هزوا بإيمانهم دولات من كفروا |
شم الجباه أذلوا كل طاغية |
فحاق بالناكثي العهد الذي مكروا |
حتى إذا أشرقت في الارض سيرتهم |
ـ من خشية الله ـ لم يأخذهم بطر |
من (يثرب) نهل الظماى فما عطشوا |
ومن معين الهدى للارض قد عمروا |
أرض الجزيرة ما نامت على ضعة |
(كسرى) و(قيصر) فى طوفانها اندحروا |
أرض الجزيرة يا حباً يوحدنا ..!! |
ودوحة من جناها الخير ينهمر |
وصرح عز على الايمان أنبتنا |
فليس يرهبنا في الله من غدروا |
أينقمون إذا أصبحت حانية ..؟! |
ترد عن جارها البأس الذي خبروا |
إن كان حبك روانا فلا عجب |
أو كان همك (ينخانا) فلا خور |
نرد كل من استشرت غوايته |
عن غيه فسيوف الله لا تذر |
ألست يا وطني روحاً ونفح صباً ..؟! |
وفي الفؤاد لانت السمع والبصر |
ألست نبضاً بنا يختال في دمنا ..؟! |
وأيكة ظلها بالعدل ينتشر |
عراق .. رفقاً فقد أججت بي غضباً |
(الجرح ينزف والأعداء قد كثروا) |
والجرح ينكأه جار وذو رحم |
كنا له صيبا ما شابه كدر |
كنا له يده العليا وصارمه |
ونجدة كلما اشتدت به غير |
عذرا بني عمنا فالظلم أوجعنا |
إن تطلبوا ظلمنا فالصبر ينفجر |