الوطن.. وثقافة المواطن |
ـ يقول
((
مالك بن نبي
))
..
|
في ربط الثقافة بالجانب النفسي والاجتماعي:
|
ـ بعض الناس: يُقدِّم الجانب النفسي، وبالتالي: الفردي، معتبرين الثقافة:
|
قضية الإِنسان..
|
وآخرون يقدّمون الجانب الاجتماعي،
|
ذاهبين إِلى أن الثقافة: قضية المجتمع!!
|
ـ يشير المفكر العربي المسلم ((مالك بن نبيّ)) إِلى: ميلاد المجتمع الإِسلامي الذي كانت ثقافته ((متجانسة متَّحدة الطابع عند الخليفة والبدوي البسيط، وتجلَّى ذلك في موقف الخليفة/عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خطب المسلمين غداة توليه الخلافة، فقال قولته المشهورة: ((أيها الناس.. من رأى منكم اعوجاجاً فيَّ، فليُقوِّمه))!! |
ولكي يبحث ((مالك بن نبي)) في مشكلات الثقافة، كان عليه من قبل أن يتعمق في: ((مشكلات التخلُّف المزمنة))، وفي منهجية ثقافة ودراسات هذا المفكر المسلم الذي عرَّفوا جهده العلمي والثقافي هذا بأنه: (ركَّز على معالجة مشكلة الاستعمار، والتكديس إِلى البناء، والحق إِلى الواجب، وعلم الأشياء والأشخاص إِلى عالم الأفكار، معتمداً على هداية القرآن الكريم: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد:11)!! |
من هنا.. وفي موجات الإِرهاب هذه التي تسرق عقول وحتى عواطف شباب الوطن منا وتحوِّلهم إِلى: خونة لوطنهم، وأشرار قتلة.. لا بد لنا أن نهتم بثقافة المجتمع وما حولها من مشكلات.. سواء كانت: انحرافاً ثقافياً فكرياً، أو انحرافاً تربوياً، أو السقوط في التخلف/المزمنة مشكلاته!! |
* * * |
ـ والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الظاهرة التي عصفت بمجتمعنا/ثقافياً وتربوياً: |
ـ هل موجات الإِرهاب الطارئة على مجتمعنا، والمشوِّهة للإِسلام وتعاليمه السمحة: تدلُّ على غيابٍ ((حضاري)) يتطلب منا الاستعانة بالفكر الديني المستنير، والحوار الفكري المبدع، والرؤية التي تقوم على ثقافة ووعي؟!! |
إِن هذه الهجمات الشرسة التي وصفها ((ولي العهد))/الأمير عبد الله بن العزيز بأنها: تُهدد الوحدة الوطنية.. تلحُّ علينا أن نبادر إِلى الإِلتفاف حولها، والتصدي لمحاولات الذين (جيَّشوا) هؤلاء الشبان، بل (والفتيان) لمحاربة دينهم، وبثِّ الرعب والفزع في مجتمعاتهم، حتى إِلحاق الأذى بأهليهم وأسرهم!! |
ولقد فزعت - حقاً - عندما قرأت ضمن أخبار العمليات الإِرهابية في المدينتين المقدستين الأُوليين/مكة المكرمة والمدينة المنورة: أن بعض المقبوض عليهم من الفتيان المراهقين، من سن: (15) إِلى (20) سنة.. كأن هناك من تقصَّد القيام بغسل مُخّ هؤلاء الذين تمنيناهم: نبتة خير وصلاح، وعقولاً متفتحة على البناء لا الهدم، وعلى الحياة لا القتل والموت! |
ـ فأين دور الآباء والأمهات نحو العناية ((بالتربية)) داخل البيت أولاً، وخدمة مبدأ ترسيخ العلاقة الأسرية التي غابت بعيداً عن بيوت هؤلاء الفتية المنحرفين؟!! |
* * * |
ـ يقول ((ولي العهد))/الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وهو يخاطب المشاركين في الحوار الفكري ضمن اللقاء الوطني في مكتبة الملك عبد العزيز العامة: |
ـ علينا أن نتنبَّه لعوامل التنافر والشقاق، وظهور العصبيات، والتطرف، والاختلاف الفكري! |
وفي هذه العبارة: مخاطبة للعقل بالإِقناع الذي طالب به ((ولي الأمر)).. وتوليد لسؤال رديف يقول: |
ـ هل صار لدينا شباب (يحترفون) الإِرهاب، لأن تأسيس فكرهم قام على: الغلوِّ، أو لعلّه تشكَّل من مجموعة ((عُقَد)) لتتبلور نفسيات تنتعش بالإِنتقام من الأمن؟! |
ـ أم أن هؤلاء الشباب الذين سقطوا في واقع: (الشخصية الشاذة فكرياً وثقافياً، حتى نفسياً).. جاؤوا تشكيلاً لدوافع لا تقيم وزناً لوسيلة تحقيق الهدف (وأي هدف؟!) بل لنتائجَ تُبرر هذا الاحتراف للدموية التي لا تقيم اعتباراً للأبرياء ولوحدة المجتمع؟!! |
إِذن.. فإِن ((الأعداء)) الذين أشار إِليهم/الأمير عبد الله بن عبد العزيز، الذين يهددون الوحدة الوطنية ويُعرِّضونها للاختراق.. توجب على كل مواطن ينتمي إِلى وحدة هذا الكيان، ويُنمِّي عشق الوطن في داخله: أن يتصدى لهذه الحرب القذرة!! |
* * * |
|