شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدمشقي الذي احترف الهوى!!
[ للشاعر الكبير/ محمد الفيتوري في رثاء "نزار"
[­ أنت الذي قلتَ، ساعة قلت الرحيل:
[ إنني ذاهب.. غير أني أقول لكم
[ بعض هذا الحضور: غياب
[ وبعض الغياب: حضور طويل!!
[• لم أذهب إلى لندن بعد رحيل (صديقي) - بأقصر عمرٍ للصداقة - الشاعر/ العصر: نزار قباني، إلا مرة واحدة، قلت فيها لصديق الصدق، الكاتب الكبير/ عرفان نظام الدين، ولصديق الكلمة الضاحكة في أمسيات الحزن، الصحافي الشهير/ سالم الدوسري: صعب أن أهبط لندن، وأفتقد فيها هذا الحبيب مُتجوِّلاً بصوته في سمائها: قمراً، ومطراً، وقوس قزح!!
[ كيف أذهب إلى لندن ولا أجده في انتظاري مهللاً منادياً: أهلاً بحبيب قلبي؟!
[ ما أبشع الأمكنة بعد رحيل من أحببناهم عنها... وما أبشع المدن التي تتحول إلى
"شاهد قبر" على مَن أحبُّوها!!
[ و...... من البعيد، جاءتني أصداء صوته تُردِّد:
[­ "... وحجزتُ تذكرتي
[ وودَّعت السنابل، والجداول، والشجر
[ وأخذت في جيبي تصاوير الحقول
[ وأخذتُ: إمضاء القمر!!
[ وأخذتُ وجه حبيبتي، وأخذتُ رائحة المطر
[ قلبي عليكَ وأنت ياصوتي: تنام على حجر "!!
[• فماذا أبقى لنا "نزار" في دنيانا هذه التي حُشدت فيها القنابل والدماء، بعد أن أخذ معه كل شواهد الجمال هذه تحت شاهد قبره؟!!
• • •
[• ذات يوم.. كتب إليًّ هذا الدمشقي الذي احترف الهوى عمراًً فاخضوضرت لغنائه الأعشاب/ أمير اللون المنطلق الذي يختزن داخله حباً كبيراً/ نزار قباني، وقد تعوَّدت على رسائله الصباحية شبه الأسبوعية عبر الفاكس، وهو بالنثر ويبكي بالشعر... فيسكب في قلبي حليب النهار في أقصر رسالة الحب:
[ ­(حبيبي/ عبد الله:
[ أُعلن عليك/ أيها "الفتى" الأبيض شَعراً، الأخضر قلباً، فأطالبك أن تبدأ في سداد فاتورة الزمان بدلاً عني... فأنت وأنا: زهرتا حب قُطفَت ووضعت على قبر قصة عشق احتضرت في موت العالم اليوم بالحقد، وبالأطماع، وبالحروب!
[ دعني - إذن - أُسميك: "المجنون".. لعلك تنجو من "عقل" عالم اليوم)!!
• • •
[• وذات يوم... سألت صديقي الحبيب/ عرفان نظام الدين، وهو الذي دلَّني على طريق "نزار" حين كان بالمستشفى بلندن:
[­ هل تعتقد ونحن في لهيب هذا القرن الجديد: سنعثر على قارئ عاشق لديوان شعر، وعلى متذوق لموسيقى راقية، وعلى متأمل للوحة مستغرقاً حتى ينسى نفسه؟!
[ - أجابني عرفان يومها: إنه عصر"الساندويتش" ياصديقي.... ساندويتش فقط!!
[ و.... باقٍ هنا، كلما قرأت قصيدة لنزار قباني - رحمه الله - لابد أن تنطلق بالونات ملوَّنة، وتسطع أضواء عيد الحب، وتتفجَّر كالماء العذب: كركرةُ طفل ينعم بصدر أمه، وتتصاعد: "شيْطنَةُ" فتى، وتُزغرد: خفقة قلب تطلب من محبوبها أن يصونها!
[ باقٍ هنا.. أتذكر هذا الدمشقي الذي احترف الهوى، أُسقيه آخر رشفة ارتواء من شعره:
[­ اُقدمْ موتي إليك على شكل شعر
[ فكيف تظنين أني أُغنِّي؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 510 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج