شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نَم قريرا ً... يا نزار!!
[ • إنَّ اغتصاب الأرض، لايُخيفنا
[ فالريش قد يسقُط من أجنحة النسور
[ والعطش الطويل، لا يخيفنا
[ فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور!!
[ • في انهمار الأسى: مطراً عربياً، ولم يعد "للدمعة الأولى": تاريخ ولا ساقية، ولا" للعشق الأول": حلم ولا وجْد... بل تحوَّل "العربي" إلى: نقطة عطش وهو يلتحف الغيوم.
[ في غربة "زمان الوصل"، واختفاء نجمة الهمس، وانكسار الأقحوان، وتهديد الياسمين الدمشقي!!
[ في أحزان الخفقة، ورحيل طيور (الغنوة) المهداة إلى السواقي وتسامق الشجر.
[ في هذه المراوحة بين الحاضر/ الغبش، القادم/ التمنِّي... نتذكَّر ونفتقد: الشاعر/ العصر - نزار قباني... ذلك "الجميل" الذي اغترف من الجمال، واقترف "رؤية" أُمَّته حتى أثخنوه جراحاً وطعناً... ذلك الذي رحل عنا في موعد أُمته العربية مع الكآبة والهوان!!
[ ذلك "الخفقة" في عين الجمال/ الشاعر الذي فجَّرته الحيرة، فتساءل:
[ - من أين أدخل القصيدة، يا تُرى
[ والشمس فوق رؤوسنا: سرداب؟!
[ ذلك الذي كان يشرب هزائم أمته العربية: علقماً، ويقول: (أعلى الهزيمة تُشرب الأنخاب)؟!
• • •
[• في ذبالة الشموع العربية التي أطفأها: احتلال المستعمر الغربي... يتجدّد "وعدنا" مع صوت ذلك الراحل/ الحاضر - نزار قباني - وما زالت أصداء صوته: تئنُّ شاكية لصديقته من "عروبته":
[ - أنا يا صديقة.. مُتعَب بعروبتي
[ فهل العروبة: لعنة، وعقاب؟!
[ أمشي على ورق الخريطة: خائفاً!!
[ فعلى الخريطة... كلُّنا: أغراب!!
[• فمن سنكون (نحن) في القادم؟!
[ نعاني اليوم - أيها الشاعر الجميل - من تداخل البصر في الغمام المستحكم على البصيرة.
[ لم تعد سماؤنا العربية تستقبل "الغسَق "... بعد أن تحوَّلت زرقتها إلى احمرار كالجمرة...
كالدم العربي المراق على تراب الوطن العربي... كهذا التكدُّس المخيف للصمت العربي.. كغياب (الشاعر) العربي الذي اختطفه أنين السواقي إلى المزيد من الجفاف والعطش، فإذا الغياب: محنة عجْز عن بوحٍ يغوص في نزْف جرح!
• • •
[• با "نزار" الجميل الذي رأيناك يوماً: تعانق "بغداد" التي وصفْتها: "قطعة من جوهر"، وأنت ذلك البحَّار: (أنفق عمره في البحث عن حب وعن أحباب)، حتى فتَحتْ لك ((بلقيس))
كتاب الهوى من جديد، فرأيتها بعينَيْ العاشق وكأنها: زينب أو رباب: (وهبطت كالعصفور يقصد عشه، والفجر: عرس مآذن وقباب)!!
[• فما الذي يمكن أن تقوله اليوم عن بغداد: المستعمَرَة المحتلة، وعن لصوص تاريخها، وهي التي كانت: (ترتاح بين النخل والأعناب)؟!
[• بغداد اليوم/ يا حبيبنا "نزار": سرقوا "كُرَّاستها" الخاصة.. اغتالوا مواعيد عشقها.. بتَروا لها ذراعيها كأنهم أرادوا تحويلها إلى تمثال ((فينوس)) للجمال.. (بلا ذراعين) وبلا روح!!
[• بغداد / يا نزار: تواطأ فيها "هولاكو" الجديد مع التدمير، فقطع "وتر" ربابتها... فصار "الشوق" في أمسياتها: رمادياًًًً، لا هو بالليل، ولا هو بالنهار... ولم تعد "بغداد" يانزار: (هزج الأساور والحُلي/ولا مخزن الأضواء والأطياب)!!
• • •
[ أيها الحبيب الذي "عشتَ الحزن في ألوانه" يانزار:
[ رحلت - حقاً - عن عالم يُفرِّط في حضارته، ومنجزاته العلمية.. لينحاز إلى: الدبابة، والقنبلة، والحَصْد من الجو بالموت الجماعي... عالم: استبدل العدل، والحق، والحب.. بالظلم، والباطل، والبغضاء!!
[ إنه لن يكون عصرك ذلك الذي وصفته: (يعزف الحب دائماً: عنواني).. فقد اعتقلوا "البوسطجي" الذي يوصل رسائل العشق، ووضعوا في الطرقات - بدلاً عنه - هذا الجندي القناص الذي يُطلق الرصاص على الأطفال!!
[• تذكَّرتك - أيها الحبيب/ نزار - ونحن في قاع الانتظار للأمل... لعودة عصر الفرسان، بعد طغيان تفشِّي الولدان... الكبار!!
[ نم قريراً - أيها الشاعر/ العصر - فهذا عصر: يعتقلون فيه العدل، والحق، والجمال.... حتى الصمت!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :681  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 507 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج