شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خلاصة الحياة!؟
[• لندنٌ.. تمطرني ثلجاً
[ وأبقى باشتهائي: بدوياً
[ لندنٌ.. تمنحني كل الثقافاتِ
[ وأبقى بجنوني: عربياً
[ لندنٌ.. تمطرني عقلاً
[ وأبقى: فوضوياً!!
[• شربْتُ من صوته الذي ينجو من مرضه: كلمات من الحب.. قطرات من العافية.. إطلالة من الأمل.. بارقة من الغيث.. ضحكة من الشمس التي تفتتح "إضاءات" جديدة!
[ هكذا ولَدت اللحظات الأولى التي دخلتُ فيها على شاعر الحب/ نزار قباني في مستشفى (st tomas) بلندن... فكانت هذه اللحظات الأولى هي: النظرة العميقة المتأنية (المحتضنة)
له التي أراه فيها - وجهاً لوجه - للمرة الأولى بعد أن عشْته: شاعراً/ عصراً، بهياً زاهياً.
[ وبعد أن غاص شعره في تلافيف ضلوعنا وعلّمنا البوح، وسكب اللذة: خفقة في قلوبنا.
[ وبعد أن حَرَّضتنا مزاميره - بقوة - على الغناء (للعروبة) حتى حلول اللحظة الأليمة التي حولوا فيها (العروبة) إلى: تهمة، وقضبان، وآهة وجع!
[ انحنيت على شَعْره الأبيض بنقاء ابتسامته.
[ وقبَّلت - هنا - الحرية، والعشق، والمواويل، والحزن العربي، ونصوص الشعر، وطقوس الحب.
[ و..... قبَّلت: لا حدود "الإنسان" حين يغرس بذرة الحنان، وجذور الولاء للحرية أبداً!
[ وتصاعد صوته المتعَب بالمرض وبالوحدة.. وقال لي:
[ - أخيراً التقينا يا عبد الله!
[ - قلت له: حق للحياة أن تكون الآن أجمل يا شاعر العمر.
• • •
[ كمتبتِّلٍ في محراب شعره على امتداد عصر كامل ممهور باسم "نزار قباني"
[ إستأذنته: أن يمنحني هذه البارقة من جنون رؤيتي لإبداعه شعراً ونثراً.
[ وأن يغدق عليَّ من عبقرية اتساع الليالي العربية بذلك الحلم العريض من عناق المطر لرمال الصحاري وغموضها!!
[ فلما دخلتُ عليه في "مشفاه": كان المرض يغادره أو يكاد، وهو يلوح بابتسامة مشاعة إلى ابتداء الحياة.
[ كأنه كان ينادي على حصيلة تجربته في أصداء العمر.
[ ورأيت هذا "الباقي: بدوياً باشتهائه... عربياً بجنونه" وهويتشكل من ألوان قوس قزح قصائده!
[فمرة هو يبدو: ضوء روح.
[ ومرة: يتصاعد نغماً كمعزوفة الفؤاد.
[ ومرة: يحتمي بنجوى القلب.
[ وما زال عربياً - سمعْته - ينادي على "فاطمة" في غيوم لندن لتشرب معه: الغيم، والحزن، والشعر... طالباً منها: (حتى تصيري امرأة.. واتركي الباقي عليَّ)!!
[ هذا الشاعر/ الفلاح.. هو الذي غرس الحلم في صدورنا، وسقاه من مطر كلماته التي امتازت في شعره بتجدد الصور... وأطلق كل بيت شعر: عصفوراً يغرد الحب في اللامدى من مناخ الحرية!
• • •
[• جعلت موضعي: قبابة كرسيه الذي اتخذه بجوار النافذة.. يطلُّ على هذا النهر الممتد، كأنه يتواصل مع التاريخ، والحِقَبْ، والعصور.
[ كان يشير هذا الشاعر/ النهر الممتد المتواصل مع جذوره العربية من امرؤ القيس، والمتنبي، وعمر ابن أبي ربيعة، حتى الشريف الرضي.
[ وتركض نظراتي خلف إشارة أصبعه المسددة إلى النهر، وهو يقول لي:
[­ خلاصة الحياة ياصديقي: تجمَّعت في معاشرتي لها.. مع انسياب مياه هذا النهر وتهاطل حبات المطر، وكل خرائط دروب دنياي.
[ تجمعت على شكل شرايين المحبين لي الذين كانوا يتَّصلون بأهلي من شتى أنحاء الكرة الأرضية من كل الوطن العربي بلا استثناء... وكانوا - فقط - يلحُّون في الإطمئنان على صحتي، حتى إن البعض كان يسأل بلهفة:
[ - قولوا لنا إنه بخير.. فقط هذا يكفي!
[ الله يا "نزار"... نعم، صار يكفي أن يحبنا الناس، وأنت بهذا الإجماع!
[ قلت له وأنا أكفكف دمعة حب تآخت مع دمعة حبه: أم كلثوم.. كانت أقوى من الجامعة العربية، فحقَّقت الوحدة العربية بغنائها، وجمعت العرب ليلة واحدة في الشهر.
[ ونزار قباني: كان أقوى من الاستعمار الذي فرَّق بين الأمة العربية،
فحقق الصمود والمقاومة بشعره!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :743  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 504 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج