شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بلاد العُرْب!؟
[ • ((أحاول رسم بلاد
[ تسمى - مجازاً - بلاد العرب
[ سريري بها ثابت
[ ورأسي بها ثابت
[ لكي أعرف الفرق بين البلاد وبين السفن)).
قبل أن يفكر نزار قباني ((ويبدع قصيدته)) / الضجة: ((متى يعلنون وفاة العرب)).. كان المفكر الذي اتهم بالإلحاد (عبدالله القصيمي) قد أعلن من خلال كتابه المشهور جداً: أن ((العرب ظاهرة صوتية)) وكتب يومها في مقدمة كتابه/ الضجة، أو الذي أحدث ضجة في عام صدوره 1977م، فقال:
[- ((إن التفسير الدائم الشامل الصادق للإنسان العربي: أنه الكائن الذي لا توجد أي علاقة محاكمة، أو محاسبة، أو محاورة، أو مساءلة، أو غضب، أو رفض، أو احتجاج أو حتى عتاب بين لسانه وعينيه، أو تفكيره أو ضميره، أو إرادته أو قدراته، أو حقيقته، أو كينونيته، أو نيته أو أي شيء من حياته أو مواجهاته))!!.
[ • فما الذي قاله ((نزار)) أو وظفه في قصيدته، ليعتبره البعض: انتقاصاً من قومه العرب، ومن تاريخهم الحافل ((بالأمجاد)) ومن شيمهم وسجاياهم العظيمة؟!.
[ كل عربي: لا بد أن يرفع رأسه اعتزازاً بقومه العرب، مهما حدث من انتكاسات، ومحن وإحن، وتحديات وهزائم... فهذه حقب من التاريخ عاصرتها شعوب كثيرة، وعالجتها، وخرجت منها أو أنهارت فيها.
[ وفي زهوة ((إعلام)) الأستاذ الصحافي ((محمد حسنين هيكل))، أطلق في مقالاته/ الضجة أيضاً: اصطلاحاً نقضياً للذات العربية، فقال: (النقض الذاتي)، وكان يعني لدى الأستاذ ((هيكل)): التعريض ببعض الأنظمة العربية، وادّعاء كشف كواليس البعض الآخر، والإعلان عن: المبادىء القومية التي كان يرى الإعلام يومها: أنها ستحقق للعرب رفعة وتقدماً وانتصاراً(!!)
[ لكن العرب أخذوا يتقهقرون إلى الخلف عاماً بعد عام، ونظاماً سياسياً بعد نظام.. وكانت الانقلابات العسكرية تسمى: ثورة، وكانت الشعارات تسمى: منهاجاً وأيديولوجية، وكانت الخلخلة الاقتصادية تسمى خطة تنموية اشتراكية، وبطيخية!!
[ والمواهب العربية لا تعد ولا تحصى.. ولكن أخطر تلك المواهب: تلك التي قفزت إلى السلطة، وتحول رموزها إلى ما يشبه المصلحين بلا إصلاح بل تخريب، وإلى ما يشبه الزعماء بلا ركائز الزعامة إلا أن يكون التسلط: زعامة... وكان على جيل القيادات الذي خلف المنزرعون منذ الخمسينات: أن يوسع في حجم أفواه العرب لتتكلم وتصرخ.. لا لتأكل، وتشبع!.
[ • قال ((نزار)) في هجائيته لقومه العرب.. وهو يعلم أنه سيصدر قرار ((صفعه)) حتى من زملائه المثقفين والمبدعين:
[ - ((أنا منذ خمسين عاماً.
[ - أراقب حال العرب
[ وهم يرعدون ولا يمطرون
[ وهم يدخلون الحروب، ولا يخرجون
[ وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً
[ ولا يهضمون))!!
[ • وإذن.. فهل صدر ((فرمان)) جديد بحظر النقد الذاتي باعتباره من (ابتكارات) حقبة مضت وقضعت، ولم يبق منها إلا ((هيكل))؟!!
وهل بلغت نسبة الحساسية لدى العرب إلى درجة: أن ينبري مثقف لشاعر ليدحض (خبره) أو يقزِّم إبداعه: أو يطلع بوجه مغاير لزحمة الوجوه العربية اليوم؟!
[ في وصفه للعرب بأنهم ((ظاهرة صوتية)).. تحدث عبد الله القصيمي عن ((موهبة النقد))، وقال عنها:
[ - إنها قضية حضارية وإنسانية وأخلاقية، بل وطنية قومية... إنها حروف أولى من لغة يجب أن تتعلم العروبة: الجرأة على النطق بها، وعلى الاستماع المتوثب إليها بكل معاني الاستقبال المستجيب المتلهف المتوقِّد... إنها لغة إنسانية قد تخلَّفنا كثيراً عن بلوغ طورها)!!
[ فهل العرب من ماضيهم حتى حاضرهم، هم: لا أكثر من ظاهرة صوتية؟!
[ نختلف مع هذا الرأي.. لأن ماضي العرب ((لم يكن مصاباً بأقصى حالات الخجل، والتواضع))... بل كان حافلاً بالفتوحات الإسلامية العظيمة، وبالعلوم المتطورة، وبالمزايا المبهر: دينياً، وأخلاقياً، وقومياً!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :645  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 491 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج