شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ محمد حسين زيدان، فقال:
- بسم الله جامع الشمل، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الرسل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- أليس من الغرابة في هذا العصر الغريب: عصر الفرقة، أن أتكلم وأنا التهامي عن هذا اليمامي؟ بينما في الجاهلية الجهلاء كانت اليمامة مصدر الإيلاف في رحلة الشتاء لإغاثة مكة بالتجارة، وحينما تم نور الإسلام وانتشر وتوحدت كلمة العرب، كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة فإذا اليمامة وتهامة بلد واحد وقد منّ الله علينا الآن فإذا تهامة واليمامة أيضاً بلد واحد وشعب واحد، فليس غريباً ولا بدعاً أن أتكلم وأنا التهامي ولا يجزع مني صاحب تهامة محمد سعيد طيب بل هو سيفرح بذلك، عن هذا اليمامي أريد أن أذكر رجالاً من اليمامة هم: - هودة بن علي، وثمامة بن أثال، والرحَّال، هؤلاء الثلاثة، ماذا صنعوا للإسلام؟ وماذا قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هودة بن علي رأس من رؤوس اليمامة، من رؤوس بني حنيفة ما أسلم ولكنه أرسل صدقات اليمامة من الحنطة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أنه قلل على أهل مكة ذلك المتاع أي على قريش المشركين، زلّة مني أن أقول أهل مكة وإن كانوا هم صحيح أهل مكة ولكن كان ينبغي لي أن أقول مشركي مكة، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين يقلب الحنطة ويقول: هذه صدقات ابن عمي.. ابن عمي كيف؟! نعم، كلاهما عدناني، محمد رأس في مضر وهودة بن علي رأس في ربيعة، وربيعة الفرس ومضر الحمراء أخوان ابنا نزار كلاهما من عدنان، عدنان المكية أصبحت نجدية، عدنان المكية ضاق عليها الحجاز فلم تتسع لها مكة حتى أن الأحابيش شاركوا قريشاً في مكة وكل من حول مكة سواء في السراة في أكثرها وفي الحجاز أكثرهم قحطانيون، ولكن العدنانيين مضر وربيعة أمّوا نجداً فعمروا نجداً، فإذا هم تميم ومزينة وأسد وغطفان وتغلب وبكر ووائل، كل وائل وعنزة وأسد وبنو حنيفة ومن إليهم، إذن فنجدُ الأرض بهذا الاسم المرتفع هي حجازية العرق، حجازية الإنسان، حجازية العربي، حجازية القبائل، تهامية القبائل، فلا بدع وأنا التهامي أن أكرم هذا اليمامي. الآن نترك هودة بن علي الذي لم يسلم وأراد بهذه الحنطة أن يشارك النبي في حكم العرب.
- نتركه إلى ثمامة بن الرأب بن أثال، من هو ثمامة بن أثال؟ رجل من بني حنيفة جاء على فرسه يدور حول المدينة المنورة، أمسكت به خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فربطه النبي في سارية من سواري المسجد ومرّ عليه أول يوم وقال له: كيف بك يا ثمامة؟ كيف تراني أو كما قال صلى الله عليه وسلم،ما أنا صانع بك يا ثمامة اليوم؟ قال ثمامة بشمخة العربي إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعفُ تعفُ عن شاكر. وفي اليوم الثاني قالها صلى الله عليه وسلم، فرد ثمامة إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعفُ تعفُ عن شاكر. وفي اليوم الثالث قالها ثم أطلقه فركب فرسه وما غاب طويلاً حتى عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه، يعلن إيمانه، ليس هذا بالغريب إنما الغريب الأكثر أنه أقسم يمينه أمام رسول الله أن يذهب إلى مكة ينادي في قريش المشركة بأنه قد أسلم، أنه قد آمن فذهب إلى مكة وأعلن إيمانه وأراد بعض المتحرشين أن يؤذوه فمنعهم كبار القوم، خافوا أن تمنع عنهم ميرة اليمامة، ميرة الشتاء، رحلة الإيلاف في الشتاء، ولكن ثمامة ما كاد يصل إلى اليمامة حتى منع الميرة عن قريش فأجهدها، فإذا هو إرهاص للفتح المبين، وأرسل كل الميرة إلى رسول الله.
- أما الرحّال فصاحب، الأخ عبد الله بن خميس يحبه، فقد ارتد مع مسيلمة ولكنه رجع إلى الإسلام، وكان قد قتل زيد بن الخطاب أخا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عن عمر وعن أخيه ورضي الله عن الرحّال، أسلم الرحّال والإسلام يجبّ ما قبله فقال له عمر يوماً: أنا لا أحبك لأنك قتلت أخي زيداً، فقال: وهل ينقص ذلك من عطائي أو من قيمتي شيئاً، قال: لا، قال إنما يبكي على الحب النساء.
- هؤلاء الثلاثة من اليمامة في الجاهلية الجهلاء لا فرق بين حجازي ونجدي، واليوم ونحن شعب واحد أخشى من الشلل وأقولها صريحة اللهم أبعد عنا كل شلة تمارس الهمس، أكرم الأخ عبد الله بن خميس ليس بهذه الكلمة ولكن بأنه العالم الكبير، وقد نسي الذي قدمه أنه عضو في دارة الملك عبد العزيز، زميل لي في إدارة هذه المؤسسة التي أرأس تحرير مجلتها، والذي هو العون لي والمدد لي في كثير من الأمر.
 
- والعجيب أني مفتون بحديثه في الإذاعة عن الأدب الشعبي، لهذا إذا كان من الحاضرين أساتذة من الجامعة أو من مديري الجامعة، أرجو أن تكون هناك محاضرات في كلية الآداب في كل جامعاتنا عن الأدب الشعبي لأنه أدب لغتنا، أدب شعبنا ولو كان باللهجة العامية فإن فيه من المعاني الجميلة الشيء الكثير.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1218  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.