شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الثقافة: طبعة جديدة
• إن شكسبير يجلس على أكتاف الشعب الانجليزي...
وأنا أجلس على كتفي شكسبير!!
بيرنارد شو
• أبلغوني: أن التقدم إلى نقطة الحقيقة.. وصول عظيم!
لكن هذا "الوصول" يتحول عند بعض الراكضين إلى "توقف".. إلى تمثال متلفع بالانبهار والخرس معاً!
فهل يركض الناس إلى اجتلاء الحقيقة، ليقيموا على امتداد طرقات الحياة تماثيل من الفرحة، ومن الراحة؟!
• أبلغتهم: أن الحقيقة منصهرة.. منصهرة. إنها تذوب في رغائب الناس، فنبحث عن حقيقة جديدة.. عن زمن جديد لم يعرف "دراكولا"، ولم يحتضن "بروتس"!
مقتول إنسان هذا الزمن بالشوق.
الشوق ليس هو الجاني، وإنما هو القتيل!
ونبحث عن الكلمات الجديدة التي تسافر بنا بين الحنين واللامبالاة.. إلى وديان الشهقة، والوجنة المحفورة بدمعة، والابتسامة التي ازداد بياضها حتى عدمت اللون!!
ولكن.. كيف تأتي الكلمات إلى الأفئدة الملتاعة برغائب الواقع المادي؟!
كيف تصهل الكلمات في وجدان الإنسان المتقهقر إلى الخلف؟!
• • •
في أذهان المفكرين والأدباء والشعراء العرب اليوم: أشياء تأتي منفصلة، وتأتي مفصولة!
بعض الأشياء في أذهان المفكرين والأدباء والشعراء العرب.. تنفصل بأسبابها النابعة منها، عن عناصر الاستيعاب لقضايا الحياة، وأفكارها المنتمية إلى الحس الإنساني، والتفوق!
وبعضها الآخر: يأتي مفصولاً.. فصلته أسباب من خارجه، عن تراثه وقيمه، وأساطيره، وملاحمه، وتاريخه العريض.. وطوحت به حفنة قلق وتصدع!
• • •
من هنا.. تلح أسئلة غير مردودة:
• ما هي أسباب "التوقف" الملحوظ في الفكر العربي.. كأنه الحقيقة التي انصهرت وانغمرت، وذابت في كل هذه المتغيرات السياسية في العالم العربي، وفي كل هذه التحولات الاجتماعية بالأسباب الاقتصادية.. وتحولت إلى تمثال متلفع بالانبهار والخرس معاً!!
• إذا أحصينا نسبة إصدارات الكتب، ثم فرزناها إلى: تراث، وحداثي.. وإلى إبداع، ونقد.. وإلى رواية، وقصة، وشعر.. فما هو محتواها، وما نوع اجتلائها؟!!
• من البديل المتفوق، أو حتى السائر على نهج رواد الأدب العربي.. الذين رحلوا في غياهب الموت، أو سقطوا في الملل من استمرار الشوق، ومن التعرف، ومن الاعتراف بالحقيقة.. كاملة؟!!
إننا لا نبحث عن نسبة الأجوبة أمام عدد الأسئلة!
لكنه البحث عن الوقفة المبدعة.. وقد انبثق منها عطاء جيل، ومعاناة عصر بأحداثه، وغرائبه، وجديده.. وكيف يستطيع المفكر، والأديب، والشاعر، والفنان أن يذيبوا وجداناتهم في عبارة، وأن تصنع عباراتهم تجسد الوعي في ذهن الجيل، وأن يتبلور ذلك الوعي فيصبح دلالة وشواهد على زمان الرؤية، ورؤية الحياة؟!!
في الأجوبة المباشرة والمرتقبة.. لا تقدر أن ترسم صورة كاملة لأسباب التوقف الملحوظ!
إن روائياً مثل "نجيب محفوظ".. سمي "أب" الرواية العربية الحديثة، بعد أعماله:
(الثلاثية. أولاد حارتنا. زقاق المدق. خان الخليلي)... ولا تستطيع - كقارئ ناضج ومتابع - أن تدعي وتراهن على استمرارية إبداعه بمستوى أعماله العظيمة تلك.. خصوصاً في السنوات الأخيرة، وبعد "صدمة" الكامب، وما حدث من خلخلة في وجدان الأديب العربي عموماً!
إن روائياً مثل "نجيب محفوظ" لا تقدر أن تضع سبباً لتراجعه: هو الشيخوخة وحدها.. لكنه انتهى إلى أن يسقط كل اعترافات عمره وتجربته في رحيل حتمي.. وهو التعب!
إنه لم ينضب.. ولكنه قتيل التعب من مشوار الحياة، وقتيل التعب النفسي.. ودورة "البداية والنهاية" التي لم تتوقف في حياته، ولم يسأم من تكرار الكتابة عنها.. هي القاتلة له أيضاً!
• • •
• ويأتي خلفه ذلك المتوهج والصاهل: "الطيب صالح" الذي سقط بين فكي اللوعة والفراق.. وما زال دائم الترحال والغربة كطائر النورس الجميل والحزين، والمعذب!
وكان مؤهلاً لأن يكون "البديل" المتفوق.. لكنه تعرقل في اللوعة، وتراكم عليه الفراق.. وكان يصف التياعه من واقع التاريخ العربي المعاصر، وقضايا أمته، ومشكلاتها، وتصدعها، وأحزانها!
وكان يندك بالفراق.. هجرته، وترحاله، وغربته.
وانفلش.. فلم يتمكن من مزج اللوعة بالفراق، ليصوغ حضوراً عقلياً وجدانياً ملتحماً بالأرض!
إنه تجمد الانتقال من رؤية إلى رؤية أعمق - تحفر الوجدان، وتصهر العقل - كأن العصر ينغرس في نفسه، ويلتف حولها.. تماماً كما صور "توماس كارلايل" حين قال:
• "بالرغم من أن هناك ساعة كبيرة دقاقة.. تدق حين الانتقال من ساعة إلى أخرى.. فليس ثمة مطرقة في ساعة الزمن، تدوي في أرجاء العالم.. معلنة أن هناك انتقالاً من عصر إلى عصر"!
ومع ذلك.. فإن الأديب العربي، يحاول اليوم أن يبسط "الهم"، وأن يرتفع بكل هموم الإنسان إلى محاولة ذلك الإبداع "الميثولوجي" الذي كان يتحدث عنه ذات مرة: "الطيب صالح"!
لقد سألته إحدى المجلات العربية: لماذا أنت غامض.. بمعنى: لماذا أنت مطوح في الغربة؟!
ـ أجاب الطيب صالح: أنا لا أدعي أنني أعرف الواقع، ولا أزعم أنني أعرف نفسي تمام المعرفة.. أنا أبدع "ميثولوجيا" مرتبطة بالواقع، وليست هي الواقع ذاته، بقدر ما هي اهتمام بمادة خام.. بالتراث، ولكي نقدم فكراً له أبعاد ومعنى.. علينا أن نقدم ما عندنا!
• • •
سيدي الكاتب.. السائل، المناقش، المحاور!
سيدي الفنان المبدع.. المتألم، المسكوب شجى، والساكب معاناة!
ترى.. ما هو الواقع العربي اليوم؟!
ترى.. إلى أي مدى، وبأي مقدرة يستطيع الإنسان العربي أن يعرف نفسه؟!!
أمام الليل.. ينتصب "انتظاراً" لبزوغ الفجر، أو ينفسخ النوم والخدر!
أمام الفواصل.. تكثر العثرات، فأي تاريخ مثل تاريخ الإنسان العربي قادر على اليقظة، ومطلق سراحه من قيود العثرات؟!!
الجميع يتحدث عن: "الغربة الثقافية"!
هي غربة روحية، وهي غربة وطن، وهي غربة حق وعدل، وهي غربة عشق، وهي غربة حرية!
أما غربة الروح.. فنحن لا نطلب من كل كاتب أو مبدع أو فنان، أن يصير شاعراً ليصور روحه، أو يجسد شفافية الروح.. بل لا بد أن نجلس بعض الوقت!
ونطلب من كل قارئ عربي - أيضاً - أن يطالب "الكاتب" بالحقيقة!
إن الذي نراه الآن: عجيب، وساخر، و"قاعي"!
إن الكاتب في صحيفة، أو مجلة، أو حتى للإذاعة والتلفاز، والكاتب الذي يصدر الكتب.. تحس بهم جميعاً كأنهم يكتبون وهم "وقوفاً".. يسابقون الوقت، ويضيعون الزمان.. يركضون في كل المسافات، ويخسرون نقطة وقوفهم الأصلية!
لا وقت لدى هذه "الطبعة الجديدة" من الكتاب والمؤلفين.. المهم أن يكتبوا، ربما للتنفس - إذا بحثنا عن عذر أو سبب - وربما لأننا بلغنا العصر الذي ألمح إليه نبي هذه الأمة وبشيرها: "عصر فشو القلم"!
وسؤال آخر.. أكثر جدية، ومحاولة للرؤية وللالتحام.. يقول:
• ما هي قضية الكاتب اليوم؟!!
حرية الوطن.. في عصر تفشي الاستعمار، والظلم، والقوة الغاشمة؟!!
فكيف تعاد حرية الوطن.. في ضياع حرية العدل، وحرية الحق، وحرية المنطق في العالم، وفي مفهوم كبار العالم وسفاحيه؟!!
ألم يقرأ كبار العالم لـ "توم بين" و "جيفرسون" و "زرادشت" و "غاندي" و "نهرو" و "برناردشو" و "برتراند راسل"؟!
أم أن الزعامات السياسية العالمية قادمة من محطات الأتوبيس، و "الاوتوتستوب" و "قاع" العالم؟!!
هل يتحكم في مصائر الشعوب.. قادة العالم "الكبار" من المرضى نفسياً، ومن الذين
يعانون من عقد نفسية؟!
ولو وقفنا أمام مثال واحد، وهو الرئيس الأميركي "ريغان".. نتساءل: ما هي عقدته.. وقد كان من الممثلين المعروفين في هوليوود.. أم لأن أفلامه كانت فاشلة؟!
ألم يجلس كبار العالم - في لحظة إصغاء - لسماع سيمفونية، أو كونشرتو، أو معزوفة جميلة، وينامون على العشب الأخضر، ويمشون تحت المطر؟!!
من يرى العالم اليوم.. يظن أنه قد خلا من الشجر، وشح فيه المطر، وضاع منه النغم، وسخروا فيه من "الكتاب". وانحصر عبق "أنوثة" المرأة في لحظة الشهوة؟!
كأن العالم: لا يسمع، لا يقرأ، لا يرى.. ولكنه يثرثر، بينما كل الدلالات الجمالية في الحياة تصمت، وتصاب بالبكم!
وتبقى أصوات: المدافع، والرشاشات، والقنابل، والأحقاد، والأمراض الخبيثة.. هي الأصوات التي تسود مناخ الإنسان!
أليس من المطلوب - إذن - أن يجلس الكاتب، ويتأمل، ويستوعب، ثم يكتب بعد ذلك بصدق، وبتجربة، وبرؤية أشمل؟!
نحن في عصر ازدهار "المذكرات" وكتابتها، وادعائها، والكذب فيها!
أصبحت "الكتابات": واقفة، قلقة، متوترة.. فقدت ملكية المعنى الذي تريد أن تصل إليه!
أليس من المطلوب - أيضاً - أن يفتش القارئ عن "الحقيقة"، وعن التفاصيل؟!
أكثر القراء لا وقت لديهم، أو أنهم أسارى ما يأخذونه من الوقت.. والوقت لا يمنح القارئ سوى لحظات يطالع فيها العناوين الكبيرة، والخبر المثير، والصورة الملونة الفاتنة، والفضائح، والمعارك بين أسرة الثقافة فيما بينهم(!!).
كأن الفكر، والإبداع، وترجمة المشاعر والأحاسيس الإنسانية.. تتساوى تماماً مع خبر انقلاب عسكري في أفريقيا السوداء، أو في أميركا اللاتينية، أو مع طعنة الانقلاب الضميري في نفسية زعيم عربي يتشدق بالثورية، وبالديمقراطية!!
ولكن القارئ العربي - أيضاً - مأخوذ إلى صفات العصر الجديدة.. فكيف له أن يقرأ رواية عاطفية أو حتى اجتماعية، ويقرأ ديوان شعر.. ووطنه مهدد، وإنسانيته مهددة، وعصره يعاني من التلون والتجلط؟!
• • •
• لذلك.. فليس غريباً أن "يتصوف" الفكر العربي خلال السنوات القادمة!
لأن الكاتب العربي يكاد يسقط في الانفصام.. فهو مرة كاتب يمتح من أعماق الحزن العربي، وينزف الألم الكامن في كل تاريخ الأمة.. وعندما يبدع، لا يجد القارئ الهاضم والمستوعب، بل يصطدم بقارئ يجري، وبقارئ "ساندوتش"!
وهو مرة: كاتب السطح.. يلتقط ما يتدحرج أو يسقط على سطح العالم العربي، وعلى سطح نفسية الإنسان العربي، كما الأحداث الطارئة، ويسمى ذلك: "رواية" أحياناً، وقصة قصيرة، وقصيدة شعر تعيسة أو غامضة!
فالتصوف الفكري.. لن يأتي إبداعاً، لكنه "وعد" خطير للوعي العربي، أو وعيد أخطر للوجدان العربي!!
وهناك حقيقة صورها، وكتب عنها المفكرون والأدباء العرب عن تاريخهم، ومطالب أرضهم، وعدالتها وطموحاتهم.. لكنها حقيقة فشل أن يواكبها هؤلاء، فذابت في الرغائب، وتحولت إلى تمثال متلفع بالانبهار الأخرس.. وإلى ساعة سقط عقربها!
وتأتي إلى إصدارات الكتب، وهي - في محتوى الكثير منها - غارقة في تعذيب النفس، وفي استرجاع الأخطاء، وفي شتم الموتى، وفي استعادة المعاناة وأصداء الهزائم، وفي تجريد التاريخ العربي من دوره ليقيَّم ويُصفَّى!
إنها هذه الكتب التي تحول فيها مؤلفوها إلى: مخبرين صحافيين.. يجمعون الأحداث التاريخية، المتوارية خجلاً، ورواية تلك الأحداث كالفضائح.. كأن ذلك يعني ما ردده "توينبي" قبل وفاته بعامين، فقال:
• "الانطلاقة العربية المقبلة.. لن تأتي من أذهان مفكري العرب وأدبائهم، ولكنها تأتي من معاناة الذين تهدمت فوق رؤوسهم البيوت، وهدمت إسرائيل قراهم، وقتلت أطفالهم ورجالهم.. أولئك هم فلاسفة الحياة في العدم، وظهور الحياة من العدم"!!
ولكن هذه العبارة التاريخية.. لا بد أن تكون لها تكملة، لبناء المعنى الشامل لها.
والتكملة.. قالها "برتراند راسل" من زمن بعيد، قبل استفحال شراسة العدوان. وقبل كلمة "توينبي".. ونصها:
• "لقد انتهى عصر إبداع الكلمة.. لأنه جاء عصر غلو القتل، وسيطلع القرن الواحد والعشرون على البشر، وهم أكثر أمية مما قبل الحضارة والإنجاز العلمي.. لأنه
سيكون عصر القوة المدمرة بالتهديد"!!
ولكن دور المفكر والأديب.. من الضروري أن ينبعث من تحت الركام. وإذا كانت المنطقة العربية قد عانت، وما زالت تعاني من تسلط القوة، وشراسة العدوان، وغياب العدالة عنها.. فهناك أمم سبقتها، ولاقت أكثر، بل ودمرت كل مدنها وحضارتها.. ولكنها انبعثت، وأنجبت المبدعين والملهمين.
• • •
إن أخطر ما في هذه الغربة الثقافية، ليس "المنتج" أو "المستهلك".. لكنه (المنظر) والمتسقط، والذي يطالبك بفصل الروح عن العقل، أو اعتبار العقل وحده هو النموذج، والروح هي "السلوك السري" في حياة الإنسان!
وهذا هو الانفصام.. نجده في واقع السياسة العربية، مثلما نجده في واقع الوجدان العربي!
الغربة: أن لا يستطيع كاتب عربي، في بلد "ثوري" أن يكتب عن الحرية، فيصيغ قصيدة شعر.. يغازل ويلعن فيها امرأة!
أصبحت الأنثى - بالرمز - هي الوطن.. لأن الأنثى محرمة عند التعبير عنها، أو تصوير أحاسيسها.. فإما أن تكون "أماً" فقط، وإما أن لا تكون.. والمرأة العربية قد تخلت عن هذه القناعة، لأنها تحاول أن تحارب.. لكثرة ما أشعرها الرجل العربي أنه "الفارس" دوماً وهي "المهرة" أبداً.. ولكثرة ما عاملها على أنها "هِجْرته" إلى نفسه، وهي تريد أن تكون: عودته إلى نفسه ووطنه!!
الغربة: أننا نحاول العودة إلى طفولتنا.. ونعجز!
الغربة: أن نكتب ما نشعر بأنه صوت الداخل في كل إنسان، ويرفض الإنسان صوته!
إننا نحتاج إلى "تنمية" المشاعر.. قبل تنمية الدخل!
نحتاج إلى تنمية "الأفكار"، ليس بالجامعات وحدها، بل بالقراءة الجالسة المتعمقة، وبالوعي الوجداني، وبالثقة في الفكرة التي نطرحها، ثم ندافع عنها بإيمان.. قبل أن نستخدمها لغرض!
لقد تثقفت عقولنا.. وسقطت وجداناتنا في "أمية" قاسية!
وهذه أشد آلام الغربة!!
لقد طوحنا "الكلام".. فهل هذه هي الحقيقة؟!
أم الحقيقة: أن نملأ سمع النهار بيقظتنا، وأن تفيض عيون الليل بأشجاننا؟!!
إن الأشجان ليست أظافر.. ولكنها نبض يمد الحياة بزمن أطول، لئلا يتورط الإنسان في قضية واحدة.. هي:
ـ "ليل يحترق بالأشياء اللامنسجمة.. الحجارة والكلمات، والسنين، والعشب، والتعب"!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1013  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 461 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج