شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الفقير)) من الحياء
ـ بعد أن أطلق ((أعلام الفكر الإِسلامي)) أقوالهم المتواطئة مع ((دوافع)) الغزو العراقي لدولة الكويت... أخذوا يلوون عنق (الفتنة) الصدامية إلى التذرع بالخوف على المقدسات في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، في هجومهم على ((مساندة)) القوات المتعددة الجنسيات لجيش المملكة.
وبعد إشغال الشارع العربي والإِسلامي بتصريحاتهم التفجيرية... المعادية لمسيرة التضامن العربي، والطامعة في اهتبال فرصة الإِثارة واللغط... لتثبيت ((دور)) سانح، تقوم به هذه الحركات، والجبهات الإِسلامية/الحزبية، بهدف السيطرة - ما أمكنها - على مواقع السلطة في العالم العربي.. بدءاً بخطوة ((الجبهة الإِسلامية القومية)) في السودان، التي وظّفت بعض ((العسكر)) ليكونوا واجهة تديرها الجبهة من وراء الكواليس...
بعد تلك التفجيرات الإعلامية التي عكست أبعاد، ونوايا ((أَعلام الفكر الإِسلامي المتحزّبون))... فقد توارى أولئك ((الأعلام)) قليلاً، وصمتوا، حتى يفسحوا المجال الذي يمثل الخطوة الأخرى في حملتهم الإعلامية المواكبة والمؤيدة للغزو العراقي، والتي توحي بتأييد الشارع العربي لهم!
وقد تبلورت هذه ((الخطوة الأخرى)) في ظهور (المريدين) أو التلامذة، أو الأتباع!!
وأخذ بعض هؤلاء (المريدون) في رفع أصواتهم: على استحياء في البدء، ثم على خط المجابهة والتّصدي لكل من تقدم لفضح ممارسات أولئك (الأعلام المتحزّبون)!
لكنَّ ((الأخطر)) في دفاع هؤلاء (المريدين) عن أساتذتهم، أو ((مرشديهم)) من أَعلام الفكر الإِسلامي المتحَزّبين... قد تركز في نقطتين:
ـ أولاً: أن هؤلاء المريدين بادروا إلى التركيز على (نفي) تهمة تعاطف، وانحياز (أَعلامهم) إلى اجتياح العراق للكويت... في محاولة منهم لغسل هذه البصقة من تحرك (أَعلامهم) الذي واكب الاجتياح منذ أيامه الأولى، والأدلاء بتصريحات مسجلة، ومدوّنة... أطلقها (أَعلامهم) بروح التشفّي، وإعلان (الجهاد!) على الدول التي طلبت مساعدة القوات المتعددة الجنسيات!!
ـ ثانياً: دافع هؤلاء (المريدون) عن أعلامهم بقولهم:
ـ إن الشيخين الترابي، والغنوشي - بالذات! - قد ركزّا حملتهما الإِعلامية، وإعلان (جهادهما) على تواجد القوات الأجنبية (!!).
لكنَّ (علَمَاهما) - وفي كل تصريحاتهما، وهجومهما - لم يتلفَّظا بكلمة واحدة تدين الغزو العراقي البشع لدولة الكويت، ولا حتى (تشجبه)!!!
لكنهما طفقا يتحدثان عن: الديمقراطية، والشورى... دون أن يجيبا على السؤال الأهم، المواجه لحملتهما الظالمة، وهو:
ـ هل وجدا تطبيقاً للديمقراطية، وللشورى في حكم النظام العراقي الذي يدافعان عنه، للشعب العراقي؟!!
ـ بل - والأهم - : هل رسَّخ النظام العسكري في السودان، على سبيل المثال، قاعدة الديمقراطية، والشورى، منذ قفز إلى السلطة... أم أن هذا النظام أقام حفلات تصفيات وإعدامات - بدون محاكمات - لضباط الجيش السوداني، وصفوة رجال السياسة؟!!
ـ وهل تتوفر الديمقراطية، والشورى... بتأييد ودعم نظام القمع، والقتل!
ـ أم أن هؤلاء (الأعلام) ومعهم (المريدون) لهم... قد تناسوا مذابح تصفية الأكراد، وتناسوا ((سَحْل)) الإِسلاميين، وإبادتهم، ومطاردة جنود ((صدام)) في شوارع الكويت، وأزقتها، وبيوتها، لكل ((ملتحٍ)) من الشباب بالذات؟!
تلك أسئلة (صادقة)... لم يكن الهدف من طرحها: إدانة أحد.. بل تبصير السادرين... والتآلف حول كلمة سواء!!
* * *
ـ لا نظن أن ((إختلافات)) القيادات الفكرية، في هذه الجبهات المتحزِّبة.. تبلغ حدود الحقيقة، والحق، والعدل، والمنطق!
إن الاختلافات قد تنشأ في الأفكار، أو ضدها... لكنها لا يمكن أن تتمدد حتى تصل إلى (الثوابت)!
ـ إن (الفتنة) التي أشعلها الرئيس العراقي ((صدام حسين)) في الحكم الثابت عليها، والتي لا يتجادل فيها إثنان، هي: عمل إجرامي، عدواني.. أحدث الشروخ في بنية التضامن العربي.. وفجّر النزيف في المشاعر العربية... وأشعل الفُرْقة في صف الشعب العربي الواحد!
وهذه (الفتنة) لا تُقِيَّم على أنها مجرد (خلافات)... بل هي إنحرافات، وتمزقات، وتجلُّطات بلغت (عاطفة) الشعب العربي التي أثيرت بكثافة من الحقد!!
وإذا كان ((ماضي)) واحد من هؤلاء (الأعلام) للفكر الإِسلامي المتحزّب.. وإذا كانت ((علاقاته)) الخاصة بضيوف بيته، أو بالمستمعين إلى أحاديثه، يصفها مريدوه بالنصاعة... فإن السؤال الذي يُستَوجب طرحه في مقابل الماضي، والعلاقة، هو:
ـ لماذا لم يتحلَّ هذا (العَلَم) المرشد، بكل تلك الصفات التي عدّدها مريدوه وتلامذته.. في التعامل مع: الاعتداء على وطن عربي مسلم، واجتياحه، وسرقة أمواله، واغتصاب نسائه.. تحت تهديد السلاح العراقي؟!.
أم أن هذا (العَلم) المرشد، يُعاني من الانفصام في الشخصية... فهو ((ناصع))، عادل، كريم مع ضيوف بيته، والمتحدث إليهم... وهو عكس هذه الصفات الرائعة: خارج بيته، وداخل حزبه، عندما يرسم أبعاد التوسع السياسي، والسلطوي له، ولحزبه؟!
* * *
ـ أما وزير الأوقاف الأردني ((الشيخ)) الدكتور ((علي الفقير))... فقد رفض فتوى كبار علماء المسلمين في المملكة، والأزهر، والعالم الإِسلامي: (وثيقة مكة المكرمة) المؤيدة للاستعانة بالقوات المتعددة الجنسيات!
ـ لماذا يرفض (( الفقير )) غِنَى الفكر الإِسلامي الذي اجتمع في مكة المكرمة؟!
لأن الفتوى لم تكن مُعِينَة لبلده... ولو حدث التهديد للأردن، فماذا تراه - كعالِم مسلم - سيقول لحُكَّامه.. وكيف سيواجههم برفض الفتوى؟!
ـ وهل تراه لم يقرأ تاريخ بلاده، وقد استعانت بالقوات الأجنبية (الاستعمارية!) مراراً، لتثبيت استقرار نظام الحكم؟!
بل إن تأسيس (المملكة الهاشمية) كدولة، وكنظام سياسي... كان على يد القوات الأجنبية، بينما العالَم العربي والإِسلامي يتفرج على بَلْورة تلك اللعبة الاستعمارية.. في تلك الحقبة التاريخية التي تمَّ فيها إحداث تقسيمات جديدة للعالم العربي!!
وعلى مسمع ومرأى من أذن وعيني الشيخ الدكتور (العَلَم) علي الفقير... تجمّع في الثاني عشر، من الشهر التاسع، من عام 1990م: الشيوعيون، والبعثيون، والإِرهابيون/زعماء عصابات القتل، والبائعون للشعارات، وتلوينها، وتبديلها، والحاقدون على (( ثروة النفط )) ، وأعلام الفكر الإِسلامي المتحزّبون..
فكان تجمُّع هذا الخليط العجيب تحت خيمة إدّعاء (الفكر الإِسلامي)!!
ـ لقد شجب الجمع تواجد القوات الأجنبية... وهم فوق أرض، كان سبب وجود نظام حُكَّامها: هي القوات الأجنبية!
ـ ولقد تحدث الجَمْع عن (الحقوق المشروعة) للنظام العراقي فقط... مُتَشفِّين في ضياع الحقوق المشروعة لشعب الكويت، الذي اغتيلت حريته، وسلامته، وأمنه، واستقلاله، بيد عربية!
ـ ولقد ذرفوا الدموع على تجويع شعب العراق... وقفزوا فوق الدافع الأساسي لهذا التجويع، وهو: عدوان الجيش العراقي على شعب، جار، آمن.. والإِصرار على تذويب شخصية الوطن!
ـ ولقد (لعنوا) دخول القوات المتعددة الجنسيات.. بأسلوب، كأنهم يباركون به اجتياح القوات العراقية للكويت!
ـ وكان (منطقهم): أن القوات الأجنبية تدخل إلى الأراضي المقدسة... بينما القوات العراقية: عربية (تدخل) إلى قطر عربي!
ولم تكن هذه أبعاد دعوة (القومية العربية) أبداً... بل أرادوا تشويه الدعوة إلى الوحدة العربية، التي ينبغي أن تتم بالتكامل!
ولم تكن هذه الخدعة.. تنتمي أبداً إلى رحابة، وشمولية التضامن الإِسلامي!!
إن رسول هذه الأمة، ومعلّمها، وناشر الهداية فيها صلى الله عليه وسلم ، قال في خطبة الوداع:
ـ ألا إن الله حرَّم عليكم دماءكم، وأموالكم.. كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا.
ألا هل بلّغْت؟!
ـ قالوا: نعم.
ـ قال: اللَّهم فاشهد - قالها ثلاثاً - ويلكم، أو ويحكم... أنظروا، لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً.. يضرب بعضكم رقاب بعض!!
فاللَّهم اهد قومي... فإنهم لا يعلمون!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :795  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 411 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.