شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحنين المجروح
ـ قال: أنت ما بين الشروق والغروب.. إشراقك ومضة، وغروبك زمن، تأتين في لحظة مفاجئة كأنك البرق.. كأنك ابتسامة المحزون.. وتغيبين زمناً طويلاً كأنك فجر المسهد الذي ينتظر الصبح فلا يأتي.. كأنك النقاء الشارد في ظنون التمزق.
ـ قالت: هل تفتقدني حقاً؟!
ـ قال: إنني لا أفتقدك فقط.. بل إن عمراً بكامله يمر بدونك يسلب الإحساس وعيه.. ولحظة واحدة تمتلئ بوجودك تعيد الحياة إلى العمر الضائع!
ـ قالت: ولكنك مغرور، لا تعترف دائماً. أنت في أسبوع واحد تحشد آلاف الصور، وملايين التخيلات، وتبتكر زمناً لك في لحظة متعة!
ـ قال: المتعة قشرة.. ليس فيها من العمر إلا ساعاته.. ليس فيها من الحب إلا استسلامه لضعف الرغبة، وقد أضيع داخل هذه القشرة بدافع الملل.. لكنني أنبذها في اللحظة التي يثقل فيها الحزن على صدري!
ـ قالت: هل أنا حزنك؟!
ـ قال: أنت حزني الذي أغتنى به وأغنيه.. أنت نغم يضع المكان في أذني، والزمان في خفقي، والسؤال في اغتصابي للأحلام!
ـ قالت: إن لك لغة بارعة ومؤثرة!
ـ قال: تعلمتها في الزمن الذي جلس فيه خفقي على ضلوعي ينتظر النقاء الشارد، والفجر المسهد، والابتسامة الطالعة من وراء دمعة!
ـ قالت: ولكنني أخاف الجراح!!
ـ قال: ولكنك لا تطيقين العمر المسطح، والقلب الثلجي الذي تتزحلق فوقه الآهة والخفقة ليضيعا في قرارة أمواجك!
ـ قالت: هذا هو حسي، وقد علمتني أن أعبر من تحت جسور الغربة كما جندول ضائع يتقاذفه المد والجزر.
ـ قال: ولكنني جعلت النهار وجهك، والمساء صوتك، والهوى زهرتك.. وأنت جعلت النهار مسافة صمتي، والمساء رياح حزني، والهوى بيدراً يخرج اليباس من نفسه!
ـ قالت: سري أبيحه لفصولك!
ـ قال: فصولي مباحة لسر واحد من أسرارك فنحن حضور مغمور في الحوار الراحل دائماً إلى جرح الحنين!!
 
طباعة

تعليق
 القراءات :700  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 326 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.